وقد استشار الصحابة في أمر الخلافة من بعده ،وكان رجح عمر بن الخطاب من بعده في خلافة المسلمين. أمر أبو بكر زوجته أسماء بنت عميس بغسله كما أمر بدفنه بجانب الرسول. من أبرز اعمال الخليفة أبو بكر الصديق – المحيط. توفي أبو بكر الصديق يوم الأثنين في السنة الثالثة عشر من الهجرة ،ومنذ وفاة الرسول لم يبكي المسلمين هذا البكاء مثلما حدث عندما توفي أبو بكر الصديق وقام بالصلاة عليه عمر بن الخطاب ونزل عثمان بن عفان و وطلحة وعمر وابنه عبد الرحمن وقاموا بدفنه بجانب الرسول ووضع رأسه عند كتف النبي صلى الله عليه وسلم. وقد قال عنه على بن أبي طالب بعد وفاته:"والله لن يصاب المسلمون بعد رسول الله بمثلك أبداً، كنت للدين عزاً وحرزاً وكهفاً، فألحقك الله عز وجل بنبيك محمد ، ولا حرمنا أجرك ولا أضلنا بعدك" حتى قال المسلمين صدقت.
اعمال سيدنا ابو بكر الصديق
وتوفي أبو بكر الصديق بعد حوالي 15 يوم من المرض في يوم الأثنين في جمادى الاخر عام 13 من الهجرة وكان عمره 63 عام ، وغُسل على يد زوجته أسماء ابنة العميس، وتم دفنه بجوار الرسول صلى الله عليه وسلم.
بعد أجنادين:
اختلف الرواة والمؤرِّخون حول ما حصل بعد أجنادين، ويقول الطبري في ذلك: "ومن الأمور التي تُستنكر وقوع مثل هذا الاختلاف الذي ذكرته في وقته لقرب بعض ذلك من بعض"[11]، ويُمثِّل التاريخ الحولي للأحداث التي سوف أتحدَّث عنها إحدى المشكلات التي لم يجر التَّوصُّل إلى حلٍّ لها في تاريخ صدر الإسلام، والروايات الواردة عند المؤرِّخين المسلمين متناقضةً فيما بينها، وسوف انتهج خلال هذا البحث الترتيب الذي أراه أقرب إلى الصحَّة والواقع من خلال النقد التاريخي للمصادر كلَّما أمكن ذلك. يروي الأزدي أنَّ خالدًا رضي الله عنه سار بالمسلمين بعد أجنادين إلى دمشق[12]، وذكر المدائني وسيف أنَّه بعد أجنادين كانت اليرموك ثُمَّ دمشق وفحل معًا[13]، في حين تذكر رواياتٌ كثيرةٌ أخرى إنَّه بعد أجنادين كانت فحل بالأردن[14]، غير أنَّ منطق الأحداث من خلال ترجيح الروايات التي أوردها الأزدي بفعل أنَّها أوثق بصفةٍ عامَّة -كما أنَّها مقبولة- يحملنا على الاعتقاد بأنَّ المسلمين قصدوا دمشق بعد أن انتهوا من معركة أجنادين. الاصطدام في مرج الصفَّر:
توجَّه المسلمون إلى دمشق بعد أن فرغوا من أجنادين عبر الجولان، ولمـَّا وصلوا إليها ضربوا عليها حصارًا مركَّزًا، فعكسر خالدٌ رضي الله عنه تجاه دير صليبا، الذي عُرِف فيما بعد بدير خالد، وهو على مسافة ميلٍ من الباب الشرقي، وعسكر أبو عبيدة رضي الله عنه على باب الجابية في حين نزل يزيد رضي الله عنه على جانبٍ آخر من دمشق[15]، ولم يشترك جيش شرحبيل رضي الله عنه في الحصار، ويبدو أنَّه بقي في الجنوب لحماية مؤخرة المسلمين.