من أبرز موضوعات سورة الفاتحة أنواع التوحيد الثلاثة حيث أنَّ سورة الفاتحة من أعظم السور في القرآن الكريم، والتي تتضمن آياتها الشريفة الكثير من الموضوعات المهمة، ومن ضمنها التطرّق للحديث عن توحيد الله عزَّ وجلّ وذكر كل نوع من أنواع التوحيد، وهو ما سيتمُّ بيانه من خلال هذا المقال عن طريق التعرّف إلى أنواع التوحيد الثلاث، وكذلك سيتم التعريف بسورة الفاتحة والوقوف على ذكر مقاصدها والمواضيع الواردة فيها. سورة الفاتحة
سورة الفاتحة من أعظم السور القرآنية شأنًا، حيث أنَّها السورة التي يُفتتح فيها المصحف الشريف، وهي السورة التي يفتتح فيها المسلمون صلاتهم، ويمكن معرفة فضل الفاتحة وأهميتها من خلال أسمائها الكثير التي تدُّل على ذلك، كأم الكتاب والشافية والرقية والواجبة وغيرها الكثير، كمّا بيّن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- مكانتها وفضلها في قوله: "هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ" [1] ، ومن الجدير بالذكر وجود اختلاف بين علماء التفسير على زمن نزولها، فمنهم من يقول أنَّها نزلت في مكة عند فرض الصلاة، ومنهم من يقول أنَّها نزلت في المدينة عند تغيير القبلة، والله أعلم. من أبرز موضوعات سورة الفاتحة أنواع التوحيد الثلاثة
إنَّ من أبرز موضوعات سورة الفاتحة أنواع التوحيد الثلاثة وهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الصفات والأسماء ، حيث يُعرَّف التوحيد على أنَّه إفراد الله سبحانه وتعالى في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، وتفرده في كل الشؤون، وقد وردت أنواع التوحيد الثلاث في سورة الفاتحة ضمن الآيات التالية: [2]
توحيد الربوبية: هو الإيمان بإن الله تعالى هو رب كل المخلوقات والمُتصرف في كل شؤونها، والمتفرد في القدرة على إحيائها وموتها وتسييرها كما يشاء، وقد ورد ذلك في قوله تعالى: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" [3].
انواع التوحيد الثلاثة في سورة الفاتحة - رمز الثقافة
توحيد الالوهية: لقوله تعالى: "اياك نعبد واياك نستعين". توحيد الاسماء والصفات: لقوله تعالى: "الرحمن الرحيم".
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ( ( رَّبُّ اْلسَّمَاوَاتِ وَاْلْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاْعْبُدْهُ وَاْصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً))مريم 65 ذكر ابن تيمية _ رحمه الله _ أن هذه الآية: جمعت أنواع التوحيد التوحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ،وتوحيد الأسماء والصفات ((رَّبُّ اْلسَّمَاوَاتِ وَاْلْأَرْضِ)) فربوبيته للسماوات والأرض وكونهما على أحسن نظام وأكمله ليس فيه غفلة ولا إهمال, ولا سُدىّ, ولا باطل, برهان قاطع على عمله الشامل, فلا تشغل نفسك بذلك, بل اشغلها بما ينفعك, ويعود عليك طائله, وهو عبادته وحده لا شريك له. (( وَاْصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ)) أي: اصبر نفسك عليها, وجاهدها, وقم عليها أتم القيام وأكملها بحسب قدرتك, وفي الاشتغال بعبادة الله تسلية للعابد عن جميع التعلقات والمشتهيات كما قال تعالى: (( وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الْدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)) إلى أن قال (( وَأَمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا)) الآية0 (( هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)) أي: هل تعلم لله مسامياً, ومشابهاً, ومماثلاً من المخلوقين ؟!