ترمي الغيوب بعيني مفردٍ لهقٍ إذا توقدت الحزان والميل
كما أن هذه الناقة لديها القدرة على رؤية الأماكن التي لا نستطيع رؤيتها الأعين بعيني ثور أبيض بياضه شديد. وتعرف الطريق التي بينه وبين سعاد محبوبته، وتألفه كما يألف الثور بمنطقة الصغيرة المحدودة. اقرأ أيضًا للتعرف على: شرح قصيدة غربة العشاق لجميل بن معمر
ضخم مقَلدها فعم مقَيدها في خلقها عن بنات الفحل تفضيل
وأيضًا بدأ الشاعر في وصف ضخامة جسم الناقة وعنقها، ووصف ارتفاع سيقاها وقوائمها. وكل هذا الوصف يدل على قوتها وسرعتها في المشي لمسافات كبيرة وهي تحمل الأشياء الثقيلة، ويقول بأنها من أفضل بنات الفحول هي بنت فحل كريم وحسن التكوين. معاني الكلمات في قصيدة بانت سعاد
بانت: فارقت. لم يفد: لم يتخلص من الأسر. الأغن: الظبي الصغير الذي في صوته غنة. هيفاء: ضمور البطن ودقة الخاصرة. العوارض: الثنية من الأسنان. ذو شبم: ماء شديد البرد. مشمول: ضربته ريح الشمال حتى برد. شرح قصيدة ” بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ” لـ كعب بن زهير. القذى: ما يشوب الماء ويكدّره. الصوب: المطر. الغربال: الغربال الذي ينخل به الطحين. إرقال وتبغيل: ضربان من السير السريع. الناضجة: الكثيرة العرق. الذفرى: النقرة التي خلف أذن الناقة. مفرد: الثور الوحشي الذي تفرد في مكان.
- شرح قصيدة ” بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ” لـ كعب بن زهير
شرح قصيدة ” بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ” لـ كعب بن زهير
وبِناء على هذا يكون ما سمعه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من الشعر هو ما كان حسنًا، وشعر كعب بن زهير وإن كان فيه تغزل فهو تغزل حلال.
ومن الصحابة غير حسان، قال الشعر عبد الله بن رواحة وغيره، ولم ينكر عليهم أحد. وإلى جانب هذه النصوص التي تفيد جواز قول الشعر وسماعه، جاءت نصوص تفيد كذلك النهي عنه والتنفير منه، فقد روى البخاري ومسلم أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:"لأن يَمتلئ جوف رجل قيحًا يَرِيهِ خير من أن يمتلئ شعرًا" ومعنى يريه: يأكل جوفه ويفسده، مأخوذ من الورى، وهو داء يفسد الجوف، وروى البغوي من حديث مالك بن عمير السلمي أنه سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الشعر فنهاه عنه. وجاء فيه: "فإنْ رابك منه شيء فأشْبِبْ بامرأتك وامدح راحلتك". وفي الأدب المفرد للبخاري حديث " أن أعظم الناس فرية الشاعر يهجو القبيلة بأسرها" وسنده حسن. شرح قصيدة بانت سعاد فقلبي اليوم متبول. وأخرجه ابن ماجه من هذا الوجه بلفظ "أعظم الناس فريةً رجل هاجى رجلاً فهجا القبيلة بأسرها" وصححه ابن حبان. كذلك وردت في الشعر نصوص تُفصِّل حكمه، فقد أخرج أبو يعلى بإسناد جيد مرفوعًا "الشعر كلام، فحسنه حسن وقبيحه قبيح" وقريب من هذا الكلام جاء عن عائشة وعبد الله بن عمر كما رواه البخاري في الأدب المفرد، واشتهر عن الإمام الشافعي. إزاء هذه المجموعات الثلاث من النصوص لم يَقُل العلماء بمدح الشعر مطلقًا ولا بذمه مطلقًا، بل حملوا المطلق على المقيد، أو العام على الخاص، فقالوا: ما كان منه حسنًا فهو حسن، وما كان منه قبيحًا فهو قبيح، ويحدِّد الحَسن والقبيح من الشعر قول ابن حجر في فتح الباري" ج 13 ص 155″، والذي يتحصل من كلام العلماء في حدِّ الشعر الجائز أنه إذا لم يُكثر منه في المسجد وخلا عن هجْوٍ وعن الإغراق في المدح والكذب المحض والتغزُّل بمن لا يحل، وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على جوازه إذا كان كذلك.