تُقرأ لنيل البركة والخير من رب العزّة -سُبحانه ، والسبب في ذلك اشتمالها على أفضل آية في القُرآن، وهي آية الكرسي التي اشتملت على اسم الله الأعظم.
فضل اخر ايتين من سورة البقرة
المادة الأساسية
من فضلها: 1/ أن من قرأهما في ليلة كفتاه، ﷺ قال: «مَنْ قَرَأَ بالْآيَتَيْنِ مِنْ آخرِ سورةِ الْبقَرةِ في ليلةٍ كَفَتاهُ » قيل: كفتاه أي دفعتا عنه الشر، والمكروه، وقيل: كفتاه من كل شيطان، فلا يقربه ليلته، وقيل: حسبه بها فضلًا وأجرًا، ويحتمل من الجميع. 2/ عن أبي ذَرٍّ أن النبي ﷺ قال: «أُعْطِيتُ خَواتِيمَ سورةِ البقرةِ مِن كَنزٍ تحت العرشِ لَمْ يُعْطَهُنَّ نبِيٌّ قبلي » [المسند: 21344]. تفسير اخر ايتين من سورة البقرة. 3 / عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: لَمَّا أُسْرِيَ برسولِ اللهِ ﷺ انْتُهِيَ به إلى سِدْرةِ الْمُنْتَهَى، وهي فِي السَّماءِ السَّادسةِ، إليها يَنْتَهِي مَا يُعْرَجُ به مِنَ الأرضِ، فَيُقْبَضُ منها، وإليها يَنْتَهِي ما يُهْبَطُ به مِنْ فَوقها فَيُقْبَضُ منها، قال تعالى: ﴿ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ﴾ [النجم: 16]، قال: فراشٌ مِنْ ذهَبٍ، قال: فَأُعْطِيَ رسولُ اللهِ ﷺ ثلاثًا، أُعْطِيَ الصَّلواتِ الْخَمسَ، وَأُعْطِيَ خَوَاتيمَ سورةِ البقرةِ، وَغُفِرَ لمنْ لم يُشْرِكْ بِاللهِ مِنْ أُمَّتِهِ شيئًا، الْمُقْحِماتُ » [مسلم: 179]. 4/ عن ابن عباس رضي الله عنه ما قال: بينما جبرِيلُ قاعِدٌ عند النَّبِيِّ ﷺ سَمِعَ نَقيضًا مِن فَوقِهِ فرفعَ رَأْسَهُ، فقال: هذا بابٌ مِنَ السَّماءِ فُتِحَ الْيَوْمَ، لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إِلَّا اليومَ، فنزلَ منه مَلَكٌ فقال: هذا مَلَكٌ نزلَ إلى الأرضِ، لم ينزِلْ قَطُّ إلا اليومَ، فسَلَّمَ، وقال: أبشِرْ بِنورَيْنِ أُوتِيتَهُما لم يُؤْتَهُما نبِيٌّ قبلَكَ، فاتِحةُ الكتابِ، وخواتيمُ سورةِ البقرَةِ، لن تقرَأَ بِحرفٍ مِنهما إِلَّا أُعْطِيتَهُ ».
تفسير اخر ايتين من سورة البقرة
شخصيًا كلما مررت على هذه الآية أتفكر في رحمة الله سبحانه وتعالى بكل خلقه، جميعهم الأشرار منهم والطيبين.. أتفكر في كيف لو استجاب الله لدعوة إبراهيم - عليه السلام - ورزق فقط المؤمنين، وأتفكر في دعوات كثير من المشايخ على المنابر بالشفاء فقط للمسلمين؛ لكن الله يشفي أيضًا غير المسلمين.. وهناك من يدعو للصلاح فقط لبلاد المسلمين؛ لكن الله يصلح أيضًا بلاد غير المسلمين.. فالصلاح في الجامعات والمدارس وفي العلوم والطب والهندسة والاختراعات والابتكارات وغيرها من ضروريات الحياة موجودة أيضًا خارج بلاد المسلمين. أتفكر في أزمة كورونا جاء العلاج من صلاح في غير بلاد المسلمين، وأتخيل صناعة الطائرات التي تنقل ملايين الحجاج وملايين المسافرين والبضائع لحوائج الناس.. واتفكر في التكييف الذي يلطف درجات الحرارة في الأماكن ذات الطبيعة الحارة.. واتفكر في مخترع التخدير للعمليات الجراحية، وفي مخترع الإنترنت وبرنامج "وورد" الذي أكتب عليه الآن.. وفي مخترع الطباعة التي تطورت حتى طبعنا المصحف وقرأنا فيه تلك الآيات. آخر آيتين من سورة البقرة. إن الله سبحانه وتعالى رحيم بكل خلقه.. المؤمن أو الكافر يختلفان في الآخرة وفي الحساب عند يوم القيامة.. لكن في الدنيا يرزق الله الجميع، ويصلح ما يشاء ويعلي من يشاء ويستجيب لمن يشاء، هذه حكمة الله في خلقه.. وستظل.
قراءة اخر ايتين من سورة البقرة
والمعنى أن إبراهيم الخليل الذي كان أمةُ وحده، طلب من الله أن يعطي لذريته الإمامة.. فأجاب الله: لا، فهناك من ذريتك ظالمون، لن ينالوا عهدي. والمعنى أيضًا، أن أبناء وأحفاد وذرية الأنبياء سيكون منهم البر والفاجر والصالح والمصلح والظالم لنفسه.. فليسوا كلهم سواء وليسوا كلهم أخيارًا. أما الآية الثانية: ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾ سورة البقرة 126
قال إبراهيم - عليه السلام- داعيًا: ربِّ اجعل "مكة" بلدًا آمنًا من الخوف، وارزق أهله من أنواع الثمرات، وخُصَّ يارب بهذا الرزق مَن آمن منهم بالله واليوم الآخر.. فقال الله عز وجل: ﴿قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَىٰ عَذَابِ النَّارِ ۖ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ﴾. أحمد سعيد طنطاوي يكتب: تدبر آيتين من سورة البقرة - بوابة الأهرام. أي أن إبراهيم عليه السلام طلب أن يخص الله المؤمنين فقط بالرزق والأمن، لكن الله لم يستجب لذلك، فهو الرحيم سبحانه بكل عباده.. فهو يرزق البر والفاجر.. ويرزق المؤمن والكافر.
مع دخول شهر رمضان، أسارع أنا وغيري بالإمساك بالمصحف ونبدأ بقراءة القرآن، الكل يحاول أن يجتهد على قدر استطاعته، فمنا من يختمه قبل انتهاء الشهر، ومنا من يختمه عدة مرات، وهناك من لا يقدر أن يصل إلى منتصفه.. ونسأل الله عز وجل أن يتقبل من الجميع. والمقصود عندي أننا في كل الحالات لابد أن نمر على سورة البقرة.. لأنها في بداية القرآن الكريم.. هذه السورة التي قِيل في فضائلها الكثير والكثير.. قراءة اخر ايتين من سورة البقرة. وبالطبع لن يتسع المقال لاستعراضها.. ولكنني هنا سأتوقف عند تفسير آيتين من السورة هما الآية 124 و126..
تفسير سمعته في يوم من الأيام فلبث في عقلي، كلما قرأت هاتين الآيتين.. تفسير أحب أن أنقله إلى القارئ لعله يشاركني فيما أشعر به وليستشعر معي عظم قدرة الله سبحانه وتعالى، وسعة رحمته عز وجل. لنبدأ مع الآية الأولى: ﴿وَإِذِ ابْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ﴾ سورة البقرة 124. فإذا وقفنا على التفسير الميسر، نجد أن: اذكر- أيها النبي- حين اختبر الله إبراهيم بما شرع له من تكاليف، فأدَّاها وقام بها خير قيام.. قال الله له: إني جاعلك (إمامًا) قدوة للناس.. قال إبراهيم: ربِّ اجعل بعض نسلي أئمة فضلا منك، فأجابه الله سبحانه أنه لا تحصل للظالمين الإمامةُ في الدين.