فكان الرجل يأتي من المهاجرين فيؤاخي النبي ﷺ بينه وبين رجل من الأنصار، وكان الأنصار في غاية الإيثار، والمحبة لهؤلاء المهاجرين. وكان الواحد منهم لربما قاسمه ماله، كما هو معروف في خبر سعد بن الربيع مع عبد الرحمن بن عوف، قال سعد بن الربيع لعبد الرحمن بن عوف: أغلى ما أملك زوجتاي، فانظر أطلق واحدة، فإذا انقضت عدتها تزوجتَها [2]. وفي المقابل كان المهاجرون في غاية العفاف، فكانت نفوسهم عالية، ليس فيها دناءة، ولا فيها ضعف، ولا عندهم التواء، ولا عندهم استغلال، ولم يقولوا: فرصة لا تعوض، أموال باردة، فقال له: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلّني على السوق، وما أخذ منه شيئاً.
حديث «إن لربك عليك حقًا..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
فالشخصية المسلمة شخصية متوازنة متكاملة: جسم قوي، وعقل قوي، وروح قوية، هذه هي معالم الشخصية التي يريدها الإسلام. فـ [ المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف]. و [ إن لربك عليك حقًّا، ولنفسك عليك حقًّا، ولأهلك عليك حقًّا، فأعطِ كل ذي حق حقّه](رواه البخاري). وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.
إن لنفسك عليك حقا
لنفسك عليك حق، هل فكرت يوماً أن الاعتناء بسعادتك يمثل أولوية لحياة صحية أفضل، وهو ما تنصح به الكاتبة لويز هاي تحت مفهوم «أحب نفسك» وفقاً لما نشرته «فوربس»، إذ تنصح بأن لا تقسو على نفسك، وتعامل معها بكل حب واحترام، فكل عبارة قاسية تصف بها نفسك قد تعرّضك للعديد من الأمراض والآلام. تقبّل نفسك بكل عيوبها، واسعَ في المقابل لتطويرها بكل حب واكتشف نقاط قوتك ومميزاتك، توقف عن تحويل كل موقف إلى كارثة ورسم سيناريوهات مخيفة في عقولنا، توقف عن تحويل مرضك إلى جنازة في مخيلتك، تخلص من كل السلبية في مخيلتك. حديث «إن لربك عليك حقًا..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وتضيف «من الطبيعي أن نقترف الأخطاء عندما نتعلم، فالكمال غير موجود على كوكبنا وملاحقته تشكل مضيعة للوقت، لأن الجري وراء المثالية في كل شيء يشعرك بأنك لست جيداً بما يكفي، مما يقلل من ثقتك بنفسك وتقديرك لذاتك. لذلك تعلم واخطئ، فهذه الأخطاء عبارة عن دروس تتعلم منها، وبدل أن تعاقب نفسك، حفّز ذاتك واستفد من هذه الأخطاء»
الخطوات التسع: توقف عن انتقاد ذاتك، لاترهب نفسك بالقلق والتشاؤم، كن محبا لأخطائك وتصالح مع سلبياتك، تدلل بدعم أحبتك ورفاقك، اهتم براحتك ولا ترهقها بالمجاملات، أعتني بجسدك ومارس الرياضة، تعود على أنك تستحق الأفضل، عش حياتك كما تريد بلا قيود، عبر عن حبّك لنفسك وافخر به.
الدرر السنية
وتقوية البدن مطلب شرعي لحاجته في الصلاة والحج وطلب الرزق والسعي على المعاش وفي الجهاد في سبيل الله { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة}، وفي الحديث: [ ألا إنما القوة الرمي]. وجاء في بعض الآثار: "من حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة والسباحة والرمي". وروي عن عمر: (علموا أولادكم السباحة والرماية، ومروهم فليثبوا على ظهور الخيل وثباً). الدرر السنية. ومن أجل هذه العافية أيضا كانت صيانة الجسم مما يهلكه أو يتعبه من أصول الشريعة ومن الضرورات الخمس التي يجب حفظها، ولهذا قال تعالى: { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما}، وقال: { ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}.. كما سبق. ونهت الشريعة عن إنهاك هذا البدن ولو بالعبادة كما في حديث الثلاثة المشهور، وقول النبي صلى الله عليه وسلم لهم: [ ولكني أصوم وأفطر وأقوم وأنام وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني]. وفي حديث عبد الله بن عمرو السابق: [ أَلَمْ أُخْبَرْ أنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ قُلتُ: إنِّي أَفْعَلُ ذلكَ، قالَ: فإنَّكَ، إِذَا فَعَلْتَ ذلكَ، هَجَمَتْ عَيْنَاكَ، وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ، لِعَيْنِكَ حَقٌّ، وَلِنَفْسِكَ حَقٌّ، وَلأَهْلِكَ حَقٌّ، قُمْ وَنَمْ، وَصُمْ وَأَفْطِرْ](راه مسلم).
فَلَمَّا طالَ ذَلك على عَمْرٍو رضِيَ اللهُ عنه، وَخافَ أنْ يَلحَقَ ابنَه إِثمٌ بِتَضْييعِ حَقِّ الزَّوجةِ، ذَكَرَ ذَلك للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، طلب منه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن يقابِلَ عَبدَ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه، فلما التقى به النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم سأله: كَيْفَ تَصومُ؟ فَأجابَه: أصومُ كُلَّ يَومٍ. وَكَيْفَ تَختِمُ القُرآنَ؟ فَأجابَه: أخْتِم كُلَّ لَيلةٍ خَتمةً. فأشار عليه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأن يصومَ في كُلِّ شَهرٍ ثَلاثةَ أيَّامٍ وأن يقرَأَ القُرآنَ في كُلِّ شَهْر خَتْمةً. فراجع عَبْدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وذكر أنَّه يَقدِرُ على أكثَرَ من ذلك، فأشار عليه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأن يصومَ ثَلاثةَ أيَّامٍ في الأُسبوعِ، فذكر عَبدُ اللهِ رَضِيَ اللهُ عنه لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه يقدِرُ على أكثَرَ من ذلك، فَقالَ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أفطِرْ يَومَينِ وَصُم يَومًا. فَقالَ عبدُ اللهِ بنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللهُ عنه: أُطيقُ أكثَرَ مِن ذَلك، قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «صُم أفضَلَ الصَّومِ؛ صَومَ داوُدَ نَبيِّ اللهِ عليه السَّلامُ: صيامُ يَوْمٍ، وَإِفْطارُ يَومٍ، واقرَأْ في كُلِّ سَبْعِ لَيالٍ مَرَّةً».
صاحب من يحيطوك بإيجابية وتفاؤل وخطط للتطوير لا من يكثروا الشكوى ويصبغون الحياة بالأسود. تقبل الإطراءات فهي حقيقية، ولا تقل شكرا أو لا لا لست كذلك! أعط الإطراءات أيضا، فإن أعجبك شيء أعط نفسك المساحة للتعبير عن ذلك الشعور. تعلم احترام الذات وكيف تحادث نفسك دائما باحترام وتقدير ولا شيء سواهما. أعط نفسك مجالا للمرح والرقص والغناء واللعب والتلوين والتمثيل حتى، ولما لا؟ إن أردت البكاء أو التعبير عن الغضب أو الإحباط أو الخذلان، فلا تتوقف، لا تكبح نفسك إن أرادت التنفيس عن ما يثقلها لأنها في الأغلب ستكون قد وصلت لقمة تحملها في هذه النقطة. افخر بنفسك وبما وهبها الله، وتعلم أكثر عن ثقافة الاختلاف. فكلنا مختلفون واختلافنا ضرورة لبقائنا. وما تملكه لا يملكه غيرك والعكس. خصص حيزا مريحا وأنيقا لراحتك فهذا سيحدث فارقا جوهريا في نوعية راحتك. غذِ روحك بالغذاء المفيد والصلاة والتأمل والعلم والفن الهادف. فقط قل ما تريد قوله، لا ترهق نفسك بأكثر مما تراه حقيقيا وإلا لن تبدوا حقيقيا. استتبع شغفك مهما كان، ولا تقل "راحت علي"! إن شعرت بإحباط أو غضب أو حتى حقد، فتذكر أن هذا الإحساس من حق نفسك. عالجه ولكن لا تمنعه.