من هو أول من جمع القرآن الكريم في مصحف واحد محمود عاطف 2021-08-27 يبحث الكثير من المسلمين عن معنى آية وعجلت إليك رب لترضى رضا الله تعالى والتقرب إليه والابتعاد عن سخطه وغضبه هو مسعى كل مؤمن؛ رضي بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد -صلى الله عليه وسلم- نبيًا ورسولًا. إن معنى آية وعجلت إليك رب لترضى هو أنني تعجلت بالمسير إلى المكان الذي أمرتني بالحضور إليه لأنال رضاك وتقبلني بقبول حسن، وهذه الآية كنابة عن شدة شوق نبي الله موسى -عليه السلام- وحبه للقاء ربه بابتغاء الرضا والقبول، فقال: عجلت إليك ربي لترضى، أي تعجلت للمثول بين يديك لتختارني وتقبلني. لقد تعجل موسى لميقات ربه ليكون قدوة ومحفزًا لقومه في الإقبال على الله تعالى، فالقائد عندما يأمر من هم تحت سلطته بأمر ما، لا بد وأن يكون سباقًا لهم بفعله، ليستنوا بسنته. وعجلت إليك رب لترضى - سامح طه قنديل. وجاء في حديث أنس بن مالك، أنه قال: مطرنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فحسر عن ثوبه للمطر قلنا: لم صنعت هذا يا رسول الله ؟ قال: "إنه حديث عهدٍ بربه". [1] فكان هذا فعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- وكذلك ممن بعده من قبيل شوقهم وحبهم لله تعالى وتعلقهم به. وقال ابن عباس: كان الله عالمًا بفعل موسى، ولكن رحمة به وإكرامًا له وتسكينا لجوارحه، ورفقًا به، قال له: وما أعجلك عن قومك يا موسى، فكان جواب موسى لربه: هم أولاء على أثري، ولا يقصد موسى -عليه السلام- أن أهله يتتبعون أثره ويسيرون خلفه، إنما يقصد في كلامه هذا بأنهم قريبون منه وينتظرون عودته إليهم.
وعجلت إليك رب لترضى - سامح طه قنديل
وكان - عليه الصلاة والسلام - إذا أمطرت السماء خلع ثيابه وتجرد حتى يصيبه المطر ويقول: إنه حديث عهد بربي فهذا من الرسول - صلى الله عليه وسلم - وممن بعده من قبيل الشوق ؛ ولذلك قال الله تبارك اسمه فيما يروى عنه: طال شوق الأبرار إلى لقائي وأنا إلى لقائهم أشوق. قال ابن عباس: كان الله عالما ولكن قال وما أعجلك عن قومك رحمة لموسى ، وإكراما له بهذا القول ، وتسكينا لقلبه ، ورقة عليه ؛ فقال مجيبا لربه: هم أولاء على أثري. قال أبو حاتم قال عيسى: بنو تميم يقولون: هم أولى مقصورة مرسلة ، وأهل الحجاز يقولون أولاء ممدودة. وحكى الفراء ( هم أولاي على أثري) وزعم أبو إسحاق الزجاج: أن هذا لا وجه له. قال النحاس وهو كما قال: لأن هذا ليس مما يضاف فيكون مثل هداي. ولا يخلو من إحدى جهتين: إما أن يكون اسما مبهما فإضافته محال ؛ وإما أن يكون بمعنى الذين فلا يضاف أيضا ؛ لأن ما بعده من تمامه وهو معرفة. وقرأ ابن أبي إسحاق ونصر ورويس عن يعقوب ( على إثري) بكسر الهمزة وإسكان الثاء وهو بمعنى أثر ، لغتان. وعجلت إليك رب لترضى عجلت إلى الموضع الذي أمرتني بالمصير إليه لترضى عني. يقال: رجل عجل وعجل وعجول وعجلان بين العجلة ؛ والعجلة خلاف البطء.
اقرأ أيضا: معنى قوله تعالى ظلت عليه عاكفا
المباحث اللغوية في آية وعجلت إليك رب لترضى
عَجَل: مصدر للفعل عجِلَ، وعندما يقال: جاء على عَجَل، أي: جاء بسرعة، والعَجَلةُ مفرد عَجَل، ورَجُلٌ عَجِلٌ، رَجُلٌ مُسرِعٌ، وعَجِل الشَّخصُ: إذا أسرع، وعَجِل الأمر: طلب الإسراع فيه، وعجَّلَ الأمرَ: قام بتنفيذه قبل الوقت المحدَّد لذلك، وقد قال الله تعالى في سورة الأعراف: {أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ}. وعَجِلَ: فعل الشَّيء قبل أوانه، وعكسه بطُؤ، واستعجل الأمرَ: عجِله؛ طلب القيام به بسرعة، فإذًا عجّلتُ إليك: أي أسرعتُ إليك. ترضى: من رَضِيَ، ويمكن القول: رضيَ بـ، ورضي على، ورضي عن، مضارعه يرضى وترضى، والأمر منه ارضَ رضاء ورِضوانًا ورُضوانًا، ورضًا ورضًى، فهو راضٍ ورَضٍ ورضيٍّ، ورضيه صديقًا، ورضي به صديقًا، ورضي عليه صديقًا، ورضي عنه صديقًا، أي: قبله واختاره، فالرّضا: الاختيار والقبول، وترضى: تختار وتقبل، حيث قال تعالى في سورة المائدة: {خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. أي قبل الله تعالى بأعمال عباده الصّالحة التي أخلصوا فيها لله تعالى، وقبلوا هم بما وعدهم الله من ثواب وجزاء وبنعمه وفضائله عليهم.