الأحد 20/مارس/2022 - 11:03 ص
الشاعر أحمد الشهاوي
الشعر هو أحد أشكال التعبير، وأحد مظاهر الهوية اللغوية والثقافية، وهما ما يعتبران أغنى ما تمتلكه الإنسانية، فمنذ قديم الزمان، عرفت كل القارات بمختلف ثقافاتها الشعر، إذ أنه يخاطب القيم الإنسانية التي تتقاسمها كل الشعوب، فالشعر يحول كلمات قصائده البسيطة إلى حافز كبير للحوار والسلام ولذا، تم تخصيص يوم 21 مارس من كل عام للاحتفال باليوم العالمي للشعر. وفي هذا الإطار قال الشاعر أحمد الشهاوي، إن الشاعر كالمتصوف متقشفٌ ومقتصدٌ وزاهدٌ في نفسه ولغته، سالكٌ مثله ومسافرٌ، يعيش ما بين التخلي والتجلي والتجلد والضنى والمعاناة والاعتزال، فلماذا يقلد المتصوف في زماننا؟، الشعر بالأساس قائمٌ على الحدْس والقلب والمعرفة الروحية، وليس على العقل والنقل والجمع والتقميش من هذا وذاك.
اليوم العالمي للشعر
ثمة علاقة وطيدة قائمة في ثنايا القصيدة كأنها لتوزيع أدوار التفسير بين اللغات التي تعبرها القصيدة داخل لغات العالم والوجود. اللغة مهما تناوبت وتبدلت لا تمس الشعر بما يخفّف من وطأة حضوره الثاقب. اليوم العالمي للشعر العربي. كل اللغات الحيّة تجاوبت مع الشعر، التمعت أكثر وتجوهرت في بريق اللغة الشعرية، سواء في الترجمة أو في الوعي المباشر لها، وأرى أن اللغة هي من سلالة الشعر وليس العكس أبداً. اليوم العالمي للشعر ليس مناسبة عابرة، بل مناسبة مستمرة كاستمرار اللغة نفسها، كالحياة نفسها… وأثبتت مراحل الحياة التي عبرت، بناسها وزمانها ومكانها، أثبتت أهمية اللغة وجدواها، فكيف إذا كانت هذه اللغة من أبناء الشعر والقصيدة؟
سُئل أحد الشعراء عن تعريفه للشعر فقال: "لو أنني أعرف لعرّفته وارتحت"… ربما يكفي هذا العناء لتوصيف الشعر، إذا كان لا بد من تعريف.
موضوع عن اليوم العالمي للشعر - مقال
ونظراً لأهمية الدور الذي يلعبه هذا الشعر، وقدرته الفريدة على مخاطبة الناس واختراق وجدانهم بلا استئذان في كل مكان وزمان على اختلاف ثقافتهم، فقد استخدم لتحقيق غاية سامية تتمثَّل في نبذ العنف والإرهاب. الشعر يرسم معالم وأشكال وضروب التأريخ ومخزون الذاكرة، وإن الحرص على تعزيز هذه الأشكال من التبادل والتناقل والحفاظ عليها لجدير بأن يكون الغاية التي يسعى هذا اليوم العالمي إلى بلوغها. اليوم العالمي للشعر. إن من أهداف إحياء يوم عالمي للشعر هو تعزيز الاحترام المتبادل والتلاحم الاجتماعي الرامي إلى المحبة والسلام. فالاحتفال باليوم العالمي للشعر، احتفاء بالتنوّع اللغوي والثقافي سيدفع إلى فرصة حقيقية لنشر ثقافة التسامح والأمن والسلام في شتى ربوع العالم. ** **
أدبي الطائف يحتفي باليوم العالمي للشعر – مجلة فرقد الإبداعية
الأمير بدر بن عبد المحسن
يعد الأمير بدر بن عبدالمحسن شاعرا معروفا على الساحة السعودية والعربية وهو أحد أبرز روّاد الحداثة الشعرية في الجزيرة العربية، له مجهودات كبيرة في وضع نصوص أدبية ذات مستوى راق تجمع بين الغزل والفخر والرثاء والواقع الاجتماعي والسياسي للمملكة والعالم العربي، وكرّمه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بمنحه وشاح الملك عبد العزيز عام 2019. راكان بن حثلين
راكان بن مانع بن حثليّن العجميّ، ولد عام 1814، وهو من شعراء وأمراء قبيلة العجمان، وكان يتمتع بفصاحة وبلاغة عالية وكان ينظم الشعر ويكتب القصائد، كما صقلت التجارب موهبته فكان شعره من النوع المميز، وما تزال قصائده حتى الوقت الحالي تنتشر بين أبناء شبه الجزيرة العربية. محمد بن أحمد السديري
محمد بن أحمد بن محمد السديري، هو أمير وشاعر سعودي، ولد عام 1915 وتوفي عام 1979 تولى إمارة منطقة الجوف عام 1938، وفي 1945 أصبح أميراً على منطقة جازان، وبعد ذلك تولى إمارة منطقة الحدود الشمالية، يعد من الشعراء الكبار في الخليج والجزيرة العربية، كما اشتهر بشعر الغزل وكذلك الحكم وتجارب الحياة، وله العديد من القصائد الشعرية من أبرزها قصيدة "لا خاب ظني بالرفيق الموالي".
اليمن.. تعز تحيي اليوم العالمي للشعر وتنشد للسلام
يكون الشعر صورة في المسافة أو في العين الشاخصة أو في الصوت وصداه، ويكون أكثر في كل هذه المسافات حين تنجدل الأفكار على بعضها وتتصل بمسافة أرحب. حينها يقوم الشعر بربط الصورة بالومضة، بالمشهد، بالإحساس، فيرسم خريطة الحضور والغياب، كعناقيد جمالية لتجهيز جمال الوعي على أكمل صورة ومعنى. غير أنه مرآة. الشعر مرآة صافية كمياه عذراء، كعين الديك، كمياه عذبة في عمق الأعماق. الشعر بصر وبصيرة، عين وعيون كثيرة، كعين النسر في الفضاء وفي أعماق الأفق الذي يمتد على مدى الوعي والحياة. ليس للشعر ثبات عند حدود معينة وأخيرة، بمقدار ما هو متحرك وناشط في المعنى والشكل والطلاقة والتعبير. يثبت في وعي الإحساس ويتحرك ويطير ويحلّق في مناخات اللغة مهما تمادت تلك المناخات وتبدلت. يمكن أن نلحظ قدرة القصيدة على الحضور حتى خارج لغتها الأصل. ففي الترجمة مثلاً، حين تترجم القصيدة على سبيل المثال والشرح، من العربية الى لغة أجنبية أخرى، نجد ذلك التواصل الخفي السحري الذي تلعبه القصيدة في تمتين الومضة الشعرية رغم مجاراة الخيانة اللغوية التي تبرز في الترجمة. المثقف الأجنبي، يقرأ القصيدة العربية المترجمة الى لغته بمتعة، والعكس صحيح.
والقصيدة الجيّدة تجسيد أبدي لصورة الوجود، تتعدّد فيها الدّلالات، وتتشعّب الرموز، وتختلط وتتداخل في تناوش بديع، هي التي تكاد لا تقول أيّ شيء وفي الوقت ذاته تقول كلّ شيء، والشّعراء أناس سيزيفيّون، دائمو الحيرة والقلق والعذاب والسؤال عن كنه الحياة وأسرارها وتناقضاتها وغموضها. والقصيدة باقية بقاء الدّهر لأنها أبدا حيّة وحبلى بمختلف العطاءات، وهي ليست وقفا على حاضر أو ماض أو آت، بل إنّها تطوي المسافات السّرمدية طيّا، لتضرب في عمق حياتنا الأولى وينابيعها البعيدة لتعايش كلّ عصر وزمان، هي التي أحالت أساطير الأقدمين إلى علم المحدثين، إنّها تعبير أخناتوني عن توحيد الجزء في الكلّ والعكس. إنّها مخلوق يدبّ على قدمين وليس للشّاعر عليها هيمنة ولا سطوة لأنها ليست ذاته ولا حياته ولا تجاربه ولا معاناته ولا أحاسيسه وحده، بل إنها ذوات وحيوات وتجارب ومعاناة وأحاسيس الوجود نفسه، وما الشّاعر سوى جزء حيّ نابض من هذا الوجود. الشّاعر دائم المقاومة والتحدّي، شديد المراس، لا يؤخذ جانبه بسهولة ويسر. قال "مالارميه" إن أرقى أنواع الشّعر هو الذي لا يرقى إليه الفهم سوى بضرب باهظ من الذّكاء والصّبر والمعاناة والمكابدة، والقصيدة الجيّدة هي حوار مع الكون، ومناوشة دائمة له، واستكناه لما وراءه.