د. يوسف القرضاوي
المؤمن يعتقد أنه دائماً فقير إلى رحمة الله تعالى، فبهذه الرحمة الإلهية يعيش في الدنيا ويفوز في الآخرة. ولكنه يوقن أن رحمة الله لا تنال إلا برحمة الناس "إنما يرحم الله من عباده الرحماء"، "ومن لا يَرحم لا يُرحم"، "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء". ورحمة المؤمن لا تقتصر على إخوانه المؤمنين -وإن كان دافع الإيمان المشترك يجعلهم أولى الناس بها- وإنما هو ينبوع يفيض بالرحمة على الناس جميعاً. وقد قال رسول الإسلام لأصحابه: "لن تؤمنوا حتى ترحموا. قالوا: يا رسول الله، كلنا رحيم. قال: إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة". (رواه الطبراني). ومن صفات المؤمنين في القرآن (وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة) (البلد: 17). بل هي رحمة تتجاوز الإنسان الناطق إلى الحيوان الأعجم، فالمؤمن يرحمه ويتقي الله فيه، ويعلم أنه مسئول أمام ربه عن هذه العجماوات. وقد أعلن النبي لأصحابه أن الجنة فتحت أبوابها لبغي سقت كلباً فغفر الله لها، وأن النار فتحت أبوابها لامرأة حبست هرة حتى ماتت، فلا هي أطعمتها، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض. لا يرحم الله من لا يرحم الناس | موقع البطاقة الدعوي. فإذا كان هذا عقاب من حبس هرة بغير ذنب، فماذا يكون عقاب الذين يحبسون عشرات الألوف من بنى الإنسان بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله؟!
- من لا يرحم لا يرحم english
- من لا يرحم لا يرحم موسوعه الحديث
- لا يرحم الله من لا يرحم الناس
من لا يرحم لا يرحم English
هذه الدنيا تدور، وكل ساقٍ سيُسقى من الكأس التي سقى منها غيره، إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّ! كل صدقة تضعها في يد فقير هي حفظ لك أن تقف ذات يوم تمدُّ يدك وتطلب الصدقة من أحد! كل مريضٍ أنفقتَ في علاجه هو حصانة أن يُصيبك ذلك المرض! كل دمعةٍ مسحتها بيدك هي يد تخبئها للزمن إن جرتْ يوماً دمعتك! كل يد مساعدة أقمتَ فيها متعثراً هي يد تخبئها للغد، إن تعثرتَ وجدتَ من يُقيمك! كل مظلوم أعنته هو جندي تُخبئه للغد يُعينك إن ظُلمتَ يوماً! كل كلمة طيبة قلتها في غياب أحد هي كلمة طيبة سيقولها أحد عنك في غيابك! حديث من لا يرحم لا يرحم للاطفال. كل عرضٍ دافعتَ عنه كأنه عرضك هو عرضك الذي تحميه في المستقبل إن أراد أحد أن ينال منه! حتى الدعاء للميت هو دعاء لكَ تخبئه حين تموت، فكلما رفعتَ يدك تدعو لميت سيجعل الله من يرفع يديه ليدعو لك وأنتَ ميت! لا أحد أحفظُ للمعروف من الله، أما رأيتَ كيف أرسلَ نبياً وولياً صالحاً ليُقيما جدار غلامين يتيمين لأن أباهما كان صالحا؟! بقلم: أدهم شرقاوي
من لا يرحم لا يرحم موسوعه الحديث
فيا صاحب العمل الذي يستضعف عماله، ويكلفهم فوق طاقتهم، ويبخل عليهم، ويَبخسُهم حقوقهم، اتقِ الله فيهم وفي نفسك، التي لن تطيق العيش بلا رحمة الله. يا من يشكو من الهم والحزن وتعاسة الحظ، راجعْ علاقتك بمن حولك، هل تعطيهم حقوقهم؟! هل ترحمهم؟! يا ربة البيت التي ترفع صوتها على خادمتها، وتسيء معاملتها وتُهينها، احذري مما قد يحل بك بسبب دعوة دعتْها عليك فأُجيبت. يا أيها الأب الذي يمايز بين أبنائه، ولا يسوِّي بينهم في الحقوق، هلا سقيت قلبك بقليل من الرحمة! يا أيها الابن الذي لا يجيب نداء أمِّه، تفكَّرْ فيما أضعتَه من رحمة، هل هناك من يعوضك عنها؟! يا من تقضي عمرك في البحث عن المال أو الجاه، هلا حافظت على ذلك برحمةِ من حولك! شرح حديث/ من لا يرحم لا يرحم - فذكر. أيها المحتاجون إلى رحمة الرحمن، ((ارحموا من في الأرض، يرحمْكم من في السماء)). مرحباً بالضيف
لا يرحم الله من لا يرحم الناس
فالمقصود أن النبي ﷺ من رحمته وشفقته أنه كان يقبل الصبيان، وهذا مشهد كان أمام رجل من الأعراب، قبّل النبي ﷺ الحسن بن علي وكان صغيراً.
وقال رجل: يا رسول الله، إني لأرحم الشاة أن أذبحها. فقال: "إن رحمتها رحمك الله" (رواه الحاكم) ورأى عمر رجلاً يسحب شاة برجلها ليذبحها فقال له: "ويلك.. قدها إلى الموت قوداً جميلاً". ويروي المؤرخون أن عمرو بن العاص في فتح مصر نزلت حمامة بفسطاطه -خيمته- فاتخذت من أعلاه عُشَّاً، وحين أراد عمرو الرحيل رآها، فلم يشأ أن يهيجها بتقويضه، فتركه وتكاثر العمران من حوله، فكانت مدينة "الفسطاط". ويروي ابن الحكم في سيرة الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز أنه نهى عن ركض الفرس إلا لحاجة. وأنه كتب إلى صاحب السكك: أن لا يحملوا أحداً بلجام ثقيل، ولا ينخس بمقرعة في أسفلها حديدة. وكتب إلى واليه بمصر: أنه بلغني أن بمصر إبلا نقالات يحمل على البعير منها ألف رطل، فإذا أتاك كتابي هذا، فلا أعرفن أنه يحمل على البعير أكثر من ستمائة رطل. هذه الرحمة الدافقة الشاملة أثر من آثار الإيمان بالله والآخرة، ذلك الإيمان الذي يرقق بنفحاته القلوب الغليظة، ويلين الأفئدة القاسية. من لا يرحم لا يرحم موسوعه الحديث. أرأيت إلى عمر -وقد كان معروفاً بالشدة والقسوة في جاهليته- كيف صنع الإيمان به، ففجَّر ينابيع الرحمة والرقة في قلبه. لقد قالوا: إنه وأد بنتاً له في الجاهلية، فلما ولي إمارة المؤمنين كان يرى نفسه مسئولاً أمام الله عن بغلة تعثر بأقصى البلدان.