اسمه:-
وكيع بن
الجراح بن مليح بن عدي بن فرس بن جمجمة بن سفيان بن عمرو بن الحارث بن عمرو بن
عبيد بن رؤاس، وكنيته أبو سفيان، نسبة إلى ولده سفيان. نسبه:-
الرؤاسي ، وهم
جماعة ينسبون إلى رؤاس بن كلاب بن ربيعة،
واسم رؤاس الحارث، منهم عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس الوافد على رسول الله
صلى الله عليه وسلم. وكيع بن الجراح نموذج المثقف المعارض للسلطة السياسية العباسية (812-746م) – منار الإسلام. مولده:-
اختلف في تاريخ مولده، قيل ولد سنة ثمان
وعشرين ومائة، قاله وكيع، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة، وقيل سنة تسع وعشرين ومائة،
قاله أحمد. نشأته: –
نشأ وكيع في بيئة ميسورة الحال حيث كان والده
ناظراً على بيت المال بالكوفة، وكان صاحب هيبة وجلالة، ورث وكيع من أمه مائة ألف
درهم. مشهد من الكوفة يعود إلى العام 1932 م
ولم تذكر المصادر كيفية نشأة الإمام وكيع بن الجراح والمراحل التي مر بها في مقتبل حياته إلا ما ذكره الإمام شمس الدين الذهبي مما قلته، إذ أن معلوماتها تنحصر في اسمه، ونسبه، وشيوخه وتلاميذه، وأقوال النقاد فيه، ووفاته. رحلاته في طلب العلم: –
كان للرحلة أثر في شيوع الأحاديث وتكثير
طرقها، كما كان لها أثر في معرفة الرجال بصورة دقيقة لأن المحدث يذهب إلى البلدة
فيتعرف على علمائها، ويخالطهم ويسألهم، ولولا الرحلة لتنوع علم الأقاليم المختلفة
واتسع الخلاف في الأحكام.
وكيع بن الجراح نموذج المثقف المعارض للسلطة السياسية العباسية (812-746م) – منار الإسلام
ما جربت مثله للحفظ"، ويبدو أن ذلك الخبر قد ورد إلى الشافعي فصاغه في هذين البيتين. ويرتبط بهذين البيتين قصة شهيرة جدًا و"مختلقة" جدًا أيضًا، مفادها أن الإمام الشافعي في شبابه كان يسير إلى جوار "شيخه" وكيع، وكان الشافعي يُراجع ما يحفظه من القرآن الكريم، وفجأة لمح كعب امرأة تسير أمامه، فنسي التلاوة وتلعثم، وهنا قال الشافعي هذان البيتان معتذرًا وتائبًا إلى الله من رؤيته لكعب امرأة في الشارع! وكيع بن الجراح. وبعيداً عن القصة المختلقة، فالثابت أن وكيعًا بن الجراح كان واحدًا من أساطين المُحدثين في زمانه، بحيث تروي المصادر أن وكيعًا عندما جاء إلى مكة في أحد مواسم الحج، ترك الناس مجالس الشيوخ خاوية على عروشها وتكالبوا على حضور مجلسه، لدرجة أن واحدًا من مشاهير المحدثين وهو أبو أسامة حمّاد بن أسامة، دخل مجلسه فلم يجد أيًا من تلاميذه الذين كانوا يواظبون على الحضور، وعندما عرف أن وكيع بن الجراح في مكة، كان تعليق أبي أسامة ثاقبًا إذ قال: "هذا التنين لايقع في مكان إلا أحرق ما حوله"! فقد كان وكيع أسمر اللون سميناً ضخم الجسم. وعلى سيرة ضخامة جسمه، كان وكيع بن الجراح مثالًا عجيبًا للزهد وحب الدنيا في آن، فتتواتر الأخبار عن عبادته الفائقة، فكان يصوم الدهر ولا يفطر أبدًا إلا في العيدين ويوم الشك (الثلاثين من شهر شعبان)، وكان قوّامًا لليل، وعُرف عنه أنه كان يختم القرآن كاملًا كل ليلة، وكان زاهدًا في المناصب، فرفض أن يتولى منصب القضاء عندما عرضه عليه هارون الرشيد.
ومن ناحية أخرى، كان وكيع أكولًا ومُحبًا لشرب نبيذ لا يُسكر قليله على عادة أهل الكوفة ومذهب الحنفية، ويراه حلالًا "كماء الفرات" على حد تعبيره. ووفقًا لشمس الدين الذهبي، فقد كان إفطار وكيع نحو عشر أرطال من الطعام، يُقدم له بعدها قربة تزن عشر أرطال أخرى من النبيذ، فيشرب ما طاب له، ثم يجعلها بجواره ليقوم الليل، فكلما صلى شيئاً شرب من القربة حتى تنفد فينام بعدها! ومع هذا فقد شهد له الإمام أحمد بن حنبل فقال عنه "ما رأيت أحدًا أوعى للعلم ولا أحفظ من وكيع، وما رأيت مثل وكيع في العلم والحفظ والإسناد والأبواب مع خشوعٍ وورع". وعلى الرغم من شعبية وكيع الجارفة، إلا أنه قد وقع في خطأٍ فادح كاد أن يُفقد حياته بسببه في البلد الحرام، فقد خرج وكيع من الكوفة حاجًا، وعندما وصل إلى مكة اجتمع عليه الناس كالعادة من كل حدبٍ وصوب ليستمعوا إلى محدّث العراق الأشهر، فشهرة وكيع كـ"مُحدِّث ثقة" كانت تملأ الآفاق. ومن بين آلاف الأحاديث الصحيحة التي يحفظها وكيع، اختار أن يُحدّث بحديث ضعيف، منقطع الإسناد، ربما لكي يكون مدخلًا لشرح أسباب ضعفه. كان الحديث الذي رواه وكيع صادمًا، فهو يتحدث عن أن الصحابة عندما دخلوا على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته بيوم وليلة وجدوا الرسول الكريم وقد "ربا بطنه وانثنت خنصراه"، أي أن بطنه قد انتفخ وبدت عليه أعراض التحلل!