ب – التعريف بسورة الثوبة: سورة التوبة: مدنية، ماعدا الآيتان 128 و129 فمكيتان، عدد آياتها 129 آية، ترتيبها التاسعة في المصحف الشريف، نزلت بعد «سورة المائدة»، سميت بهذا الاسم لما فيها من توبة الله على النبي ﷺ والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم وعلى الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك، هذه السورة الكريمة من السور المدنية التي تعنى بجانب التشريع. قاموس المفاهيم الأساسية: تبوؤوا الدار والإيمان: توطنوا المدينة وأخلصوا الإيمان. حاجة: حَزَازَةً وحَسَدًا. خصاصة: فقـر واحتياج. من يوق: من يجنب ويكف. شحّ نفسه: بخلها مع الحرص على المنع. صدقة: كل مال يتقرب به إلى الله تعالى، والمراد بها هنا الزكاة. تطهرهم: تمحو ذنوبهم وتزيل عن نفوسهم البخل والطمع. وتزكيهم بها: تنمي بها أموالهم وحسناتهم، وترفعهم إلى منازل الأبرار. صل عليهم: أدع لهم بالخير. سكن لهم: طمأنينة ورحمة. المضامين الأساسية للنصوص: دعوته تعالى إلى التحلي بالجود والسخاء والتخلص من حب المال والشح. بيان الآية الكريمة أن الزكاة سبب لتنمية الأموال، وتطهير النفوس من البخل والبغضاء. اضغط على الصفحة التالية لمتابعة القراءة.
قصه الثلاثه الذين خلفوا عن غزوه تبوك
سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو
يبرق وجهه من السرور :
أبشر
بخير يوم مرّ عليك مذ ولدتك أمك، فقلت:
أمن
عندك يا رسول الله أم من عند الله؟ قال
:
، بل من عند الله عز وجل، وكان رسول الله
صلى الله عليه وسلم إذا سر استنار وجهه
حتى كأن وجهه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك
منه، فلما جلست بين يديه قلت:
رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي
صدقة إلى الله وإلى رسوله.
رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أمسك
عليك بعض مالك فهو خير لك، فقلت:
إني
أمسك سهمي الذي بخيبر.
وقلت:
رسول الله إن الله تعالى إنما أنجاني
بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدثَ إلا
صدقاً ما بقيت ، فو الله ما علمت أحداً من
المسلمين أبلاه الله في صدق الحديث منذ
ذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم
أحسن مما أبلاني الله تعالى ، والله ما
تعمدت كذبة منذ قلت ذلك لرسول الله صلى
الله عليه وسلم إلى يومي هذا، وإني لأرجو
أن يحفظني الله تعالى فيما بقي، قال:
فأنزل
الله تعالى:
{ لقد
تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار
الذين اتبعوه في ساعة العسرة)
بلغ:
{ إنه
بهم رؤوف رحيم .
وعلى
الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم
الأرض بما رحبت}
بلغ :
{ اتقوا
الله وكونوا مع الصادقين }
(( التوبة
117 ،
119))
كعب :
ما أنعم الله علي من نعمة قط بعد إذ هداني
الله للإسلام أعظم في نفسي من صدقي رسول
الله صلى الله عليه وسلم أن لا أكون كذبته،
فأهلك كما هلك الذين كذبوا، إن الله تعالى
قال للذين كذبوا حين أنزل الوحي شر ما قال
لأحد، فقال الله تعالى :
{ سيحلفون
بالله لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا
عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس ومأواهم جهنم
جزاء بما كانوا يكسبون يحلفون لكم لترضوا
عنهم فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن
القوم الفاسقين}
(( التوبة:
95 ، 96))
.
وعلى الثلاثة الذين خلفوا تفسير الشيعة
فلبثت
بذلك عشر ليالٍ، فكمل لنا خمسون ليلة من
حين نهى عن كلامنا.
ثم
صليت صلاة الفجر صباح خمسين ليلة على ظهر
بيت من بيوتنا، فبينما أنا جالس على الحال
التى ذكر الله تعالى منا، قد ضافت علي
نفسي وضاقت علي الأرض بما رحبت، سمعت صوت
صارخ أوفى على سلع يقول بأعلى صوته:
كعب بن مالك أبشر فخررت ساجداً، وعرفت
أنه قد جاء فرج.
ففاضت
عيناي، وتوليت حتى تسورت الجدار، فبينما
أنا أمشى في سوق المدينة إذا نبطي من نبط
أهل الشام ممن قدم بالطعام ببيعه بالمدينة
يقول:
يدل على كعب بن مالك؟ فطفق الناس يشيرون
له إلي حتى جاءني فدفع إلي كتاب من ملك
غسان، وكنت كاتباً.
فقرأته
فإذا فيه:
بعد فإنه قد بلغنا أن صاحبك قد جفاك، ولم
يجعلك الله بدار هوان ولا مضيعة، فالحق
بنا نواسك، فقلت حين قرأتها، وهذه أيضاً
من البلاء فتيممت بها التنور فسجرتها،
حتى إذا مضت أربعون من الخمسين واستلبث
الوح ي إذا رسول رسول الله صلى الله عليه
وسلم يأتيني، فقال:
رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن
تعتزل امرأتك، فقلت:
أطلقها،
أم ماذا أفعل؟ قال:
لا،
بل اعتزلها فلا تقربنها، وأرسل إلى صاحبي
بمثل ذلك.
فقلت
لامرأتي:
ألحقي
بأهلك فكوني عندهم حتى يقضي الله في هذا
الأمر، فجاءت امرأة هلال بن أمية رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقالت له :
رسول الله إن هلال بن أمية شيخ ضائع ليس
له خادم، فهل تكره أن أخدمه؟ قال :
ولكن لا يقربنك.
فقالت:
إنه
والله ما به من حركة إلى شيء، ووالله ما
زال يبكي منذ كان من أمره ما كان إلى يومه
هذا.
لي بعض أهلي:
لو
استأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في
امرأتك، فقد أذن لامرأة هلال بن أمية أن
تخدمه؟ فقلت:
لا
أستأذن فيها رسول الله صلى الله عليه
وسلم، وما يدريني ماذا يقول رسول الله
صلى الله عليه وسلم، إذا استأذنته فيها
وأنا رجل شاب!