هذه الآيات هي صدر سورة الحشر التي يقال لها سورة بني النضير؛ لأنها تتحدث عن غزوة بني النضير، فقد ثبت في صحيح البخاري عن سَعِيدِ بن جبيرٍ قال: قلت لابن عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: سُورَةُ الْحَشْرِ قال: قُلْ سُورَةُ النَّضِيرِ، وبنو النضير رهط من اليهود من ذرية هارون عليه السلام نزلوا المدينة في فتن بني إسرائيل انتظاراً لمحمد صلى الله عليه وسلم، ثم عاهدوا النبي -صلى الله عليه وسلم- على ألا يحاربوه ولا يقفوا مع من يحاربه، فنقضوا العهد، فأخرجهم من المدينة كما سيأتي.
- غزوة بني النضير - المعرفة
- غزوة بنى النضير من كتاب السيرة النبوية دروس و عبر - كتب سيرة الرسول
- التفريغ النصي - بني النضير وبدر الثانية ودومة الجندل - للشيخ عبد الحي يوسف
غزوة بني النضير - المعرفة
وكانت أموال بني النضير وأرضهم وديارهم خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ يضعها حيث يشاء، ولم يخَمِّسْها لأن الله أفاءها عليه، ولم يوجِف المسلمون عليها بِخَيلٍ ولا رِكاب، فقسمها بين المهاجرين الأولين خاصة، إلا أنه أعطي أبا دُجَانة وسهل بن حُنَيف الأنصاريين لفقرهما. وكان ينفق منها على أهله نفقة سنة، ثم يجعل ما بقي في السلاح والكُرَاع عدة في سبيل الله. التفريغ النصي - بني النضير وبدر الثانية ودومة الجندل - للشيخ عبد الحي يوسف.
كانت غزوة بني النضير في ربيع الأول سنة 4 من الهجرة، أغسطس 625م، وأنزل الله في هذه الغزوة سورة الحشر بأكملها، فوصف طرد اليهود، وفضح مسلك المنافقين، وبين أحكام الفيء، وأثني على المهاجرين والأنصار، وبين جواز القطع والحرق في أرض العدو للمصالح الحربية، وأن ذلك ليس من الفساد في الأرض، وأوصي المؤمنين بالتزام التقوي والاستعداد للآخرة، ثم ختمها بالثناء على نفسه وبيان أسمائه وصفاته.
وكان ابن عباس يقول عن سورة الحشر : قل : سورة النضير .
هذه خلاصة ما رواه ابن إسحاق وعامة أهل السير حول هذه الغزوة.
غزوة بنى النضير من كتاب السيرة النبوية دروس و عبر - كتب سيرة الرسول
ملخص المقال
غزوة بني النضير من الغزوات النبوية التي كشفت بوضوح عن العلاقة الحميمية بين المنافقين واليهود.. فما الدروس والعبر من غزوة بني النضير؟
حديثنا اليوم عن غزوة بني النضير التي وقعت في شهر ربيع الأول. غزوة بني النضير pdf. بعد الهزيمة التي وقعت للمسلمين في غزوة أحد تجرأ اليهود على المسلمين، وبدءوا يكاشفونهم بالغدر والعداوة، ويتصلون بالمشركين والمنافقين ويعملون لصالحهم ضد المسلمين، والنبي صلى الله عليه وسلم صابرًا متحملاً لأذاهم وجرأتهم، وخاصة بعد وقعة الرجيع ومأساة بئر معونة التي قُتل فيها سبعون رجلاً من أفاضل الصحابة في كمين غادر للمشركين وحلفائهم اليهود، وقد تألم النبي صلى الله عليه وسلم لهذه المأساة التي قُتل فيها سبعون من أصحابه تألمًا شديدًا. وفي يوم من الأيام خلا اليهود بعضهم إلى بعض وسوَّل لهم الشيطان أعمالهم، فتآمروا على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقالوا: أيكم يأخذ هذه الرحى فيصعد بها فيلقيها على رأس محمد فيشدخ بها رأسه؟ فقال أشقاهم عمرو بن جحاش: أنا. فقال لهم سلام بن مشكم: لا تفعلوا، فوالله ليُخبرَنَّ بما هممتم به، وإنه لنقض العهد الذي بيننا وبينه. ولكنهم أصروا وعزموا على تنفيذ هذه الخطة الخبيثة، فلما جلس النبي صلى الله عليه وسلم إلى جنب جدار بيت من بيوتهم وجلس معه أبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه، صعد المجرم على سطح المنزل لينفذ فعلته المشئومة، ولكنّ الله -سبحانه وتعالى- أرسل جبريل الأمين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليُعلِمه بما همُّوا به، فأخبره جبريل، فنهض النبي صلى الله عليه وسلم مسرعًا وتوجَّه إلى المدينة، فلحقه أصحابه فقالوا: نهضت ولم نشعر بك.
التفريغ النصي - بني النضير وبدر الثانية ودومة الجندل - للشيخ عبد الحي يوسف
[آل عمران: 54]. ♦ فسبق جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كادت له بنو النضير فخرج إليهم بكتائب الجيش فلما رأوا الجيوش قد زحفت إليهم فروا هاربين إلى حصونهم وكانت حصونًا منيعة فأغلقوا أبوابهم وتحصنوا بحصونهم فحاصرهم النبي صلى الله عليه وسلم ليال. ♦ فدب الخوف في نفوسهم وملأ الرعب قلوبهم وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا فسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلوا على أن لهم ما حملت الإبل إلا السلاح فوافق الرسول صلى الله عليه وسلم على عرضهم هذا فجعل الرجل يهدم بيته بيده وخرجوا من المدينة، وفيهم نزلت سورة الحشر (سورة بني النضير).
رجع النبي صلى الله عليه وسلم من بدر وأعلام النصر ترفرف عليه، والأسارى والغنائم بين يديه، ولكن اليهود ساءهم أن يُغلب المشركون الوثنيون، وأن ينتصر المسلمون الموحدون، وصدق الله: ﴿ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ﴾. [المائدة: 82]. ♦ وأخذوا يتحرشون بالنبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين ويزعمون أن كفار قريش ليست عندهم دراية بالحروب، ولئن حاربت اليهود المسلمين ليعلمن المسلمون أنهم هم الناس وكان أول من أظهر هذا من اليهود يهود بني قينقاع فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم منهم الجد في نقض العهد وإعلان الحرب سارع إليهم بالكتائب فحاصرهم حتى نزلوا على حكمه، فأراد قتلهم فاستوهبهم منه عبدالله بن أبي رأس النفاق وزعيم المنافقين، وكانوا حلفاءه فوهبهم له، ثم أخرجهم النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة فخرجوا إلى أذرعات بالشام ولم يبقوا هنالك طويلًا حتى هلك أكثرهم.