وهذا ما جاء في سورة الشورى حيث قال سبحانه وتعالى:
(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
صفات الله الأزلية
لا تفوت فرصة التعرف على: أنواع التوحيد ودلائل على أنواع التوحيد الثلاثة
صفات القسم الثالث: يحتوي هذا القسم من صفات الله سبحانه وتعالى على صفات المعاني، وهي تلك الصفات التي تتسم بالثبات وعدم التغير ولا يمكن أن يتصف بها أحد سوى الله جل وعلا.
- من صفات الله تعالى التي أثبتها لنفسه
- من صفات الله تعالى التي اثبتها لنفسه
- من صفات الله تعالي العالم
- شرح درس من صفات الله تعالى العفو للصف الثامن
من صفات الله تعالى التي أثبتها لنفسه
(وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ)، [النِّسَاءِ: 93]. (وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ)، [الْبَقَرَةِ: 61]. الكره لمن يستحق
أي البغض والسخط على من يفعل ما يُغضب الله، ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا (مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ أَحَبَّ اللهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ كَرِهَ اللهُ لِقَاءَهُ)، ومن قوله في ذلك:
(وَلَكِنْ كَرِهَ اللهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُم)، [التَّوْبَة: 46]. المكر والكيد على سبيل الجزاء
قد أوضح الأصفهاني أن المكر هو صرف الغير عما يقصده بحيلة، وهو نوعان: مكر محمود كأن يتحرى به فعل جميل، ومكر مذموم وهو أن يتحرى به فعل قبيح، ومن قوله تعالى في ذلك:
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا * وَأَكِيدُ كَيْدًا)، [الطارق: 15، 16]. (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)، [الْأَنْفَالِ: 30]. صفات الله في القرآن
عند تلاوة القرآن فيجد الأشخاص الكثير من أسماء الله الحسنى، وكذلك العديد من الصفات التي ذكرها الله على ذاته، وعلى الرغم من التشابه بينهما وأيضًا أن البعض منهم يشتق من الأخر، إلا أنه يجب على المؤمنين معرفة الفرق بين اسماء الله وصفاته ، وفي التالي صفات الله عز وجل التي أثبتها ونفاها عن نفسه والتي ذُكرت في قرآنه الكريم: [3]
نفي صفة الولادة والتولد: وهو ما تم ذكره في سورة [الإخلاص: الآية 3]، (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ).
من صفات الله تعالى التي اثبتها لنفسه
وقال ابن تيمية في "منهاج السنة النبوية": "ولهذا كان مذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفون الله عز وجل بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل. يثبتون له الأسماء والصفات". و"العظيم" اسم من أسماء الله تعالى الحسن ى، و"العظمة" صفةٌ من صفاته سبحانه، ولا ريب أنها صفة مدح وكمال. وصفة العظمة لله تعالى تعني العظمة في كل شيء، بما يليق به سبحانه، فهو عظيم في ربوبيته، عظيم في ألوهيته، عظيم في أفعاله، عظيم في قدرته، ولا يوجد وصف للعظمة مما يليق بجلاله سبحانه إلا وهو متصف به. فالله تعالى عظيم في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله كلها، فلا يجوز قصْر عظمته في شيء دون شيء منها. قال الأزهري في "تهذيب اللغة": "وعظمة الله لا تُكيَّف ولا تُحدُّ ولا تُمثَّل بشيء، ويجب على العباد أن يعلموا أنه عظيم كما وصف نفسه، وفوق ذلك، بلا كيفية ولا تحديد". وقال ابن القيم في قصيدته "النونية":
وهو العَظِيمُ بِكُلِّ مَعْنًى يُوجِبُ التعظيم عْظِيمَ لا يُحْصِيه مِنْ إِنْسَانِ
قال الشيح هراس في شرحه "للنونية": "وأوصاف الجلال الثابتة له سبحانه، مثل العزة والقهر والكبرياء والعظمة والسعة والمجد، كلها ثابتةٌ له على التحقيق، لا يفوته منها شيء".
من صفات الله تعالي العالم
دليل الفطرة؛ فالخَلْق كلّهم مفطورون على تعظيم الله -تعالى- ومحبّته، ولا تُفهم هذه المحبّة، ولا يُعلم سبب هذا التعظيم إلّا حينما يدرك الإنسان أن الخَلْق قد عظّموا الله -تعالى- وأحبّوه بالفطرة؛ لأنّهم أدركوا أنّه متّصف بصفات الكمال التي تليق بألوهيّته وربوبيّته. أقسام الصفات تنقسم الصفات إلى قسمين؛ وهما: الصفات الذاتيّة؛ وقد اصطلح العلماء على تسمية هذه الصفات بالذاتيّة لأنّها ملازمة للذات الإلهيّة ولا تنفكّ عنها، فلم يزل ولا يزال الله -تعالى- متصفاً بها، وتنقسم هذه الصفات إلى صفات معنويّة، وصفات خبريّة، ومن الصفات المعنوية: القدرة والعلم والحياة، فالله -سبحانه وتعالى- لم يزل ولا يزال حيّاً، ولم يزل ولا يزال عالماً، وأمّا المثال على الصفات الخبريّة صفة الوجه واليدين. الصفات الفعليّة؛ وقد سميت هذه الصفات بالفعليّة لأنّها تتعلّق بفعل الله -تعالى- ومشيئته، وهذه الصفات نوعان: صفات خبريّة لها سبب، مثل: صفة الرضا، قال الله تعالى: (إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ) ، وصفات أخرى ليس لها سبب معلوم؛ مثل: النزول إلى السماء الدنيا في ثلث الليل الأخير.
شرح درس من صفات الله تعالى العفو للصف الثامن
هناك تفاسير عديدة لما استدلّ به النبيّ
إبراهيم عليه السلام منها: لمّا كان الهدف من اتّخاذ الربّ وصول المخلوق إلى الكمال
المطلوب، لذلك ينبغي أن يكون هذا الربّ قريباً من مربوبيه عالماً بأحوالهم مطّلعاً
على احتياجاتهم، أمّا ذلك الموجود الّذي يختفي في بعض الأوقات ويأفل ويغيب، فهو
حتماً
ناقص محتاج إلى من يظهره فالأفول والغروب يدلّان على الفقر والاحتياج. هذه بعض الصفات الثبوتية والسلبية لأنّه كما قلنا لا يمكن إحصاؤها لأنّ القاعدة
تقول إنّ كلّ صفة تثبت لله تعالى الكمال والجمال هي صفة ثبوتية وكل صفة تنفي عن
الله تعالى نقصاً وحاجة هي صفة سلبية وجلالية. ﴿ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ 32. 1- سورة البقرة، الآية: 282. 2- سورة النساء، الآية: 12. 3- سورة ق، الآية: 16. 4- سورة النور، الآية: 18. 5- سورة الأنعام، الآية: 18. 6- سورة آل عمران، الآية: 29. 7- سورة الملك، الآية: 14. 8- نهج البلاغة، السيد الرضي، خطبة 178. 9- م. ن، خطبة 86. 10- سورة البقرة، الآية: 224. 11- سورة البقرة، الآية: 244. 12- سورة الحديد، الآية: 4. 13- سورة المجادلة، الآية: 1. 14- سورة الأحزاب، الآية: 27. 15- سورة الكهف، الآية: 45.
[٤] [٥]
توضيح معاني صفات الله تعالى
تُقسَّم صفات الله -تعالى- المثبتة إلى ثلاث أقسام، نورد بيانها فما يأتي: [٦] [٧]
القسم الأوَّل: يتضمَّن الصَّفة النفسيَّة التي تُعبِّر عن الله -تبارك وتعالى- في نفسه؛ وهي الوجود ، فالله -تعالى- بوجوده وُجدت الأرض، والسَّماوات، والبحار، والمخلوقات، وكلُّ ما في هذا العالم، فلا وجود لشيءٍ إلا بوجوده -تبارك وتعالى-. القسم الثَّاني: يتضمَّن الصِّفات السلبيَّة، وهي التي تنفي عن الله -تبارك وتعالى- النقائض، وهي خمسة صفات بيانها فيما يأتي:
القِدَم: فوجود الله -تعالى- لا يسبقه شيءٌ، فهو الأوَّل الذي لم يتقدّمه شيءٌ من قبله. البقاء: فوجود الله -تعالى- لا يلحقه شيء، فهو الآخِر الذي لا انقطاع لوجوده. القيام بالنَّفس: فالله -تعالى- مُستغنٍ عن جميع مخلوقاته ولا يحتاج العون من أحدٍ من خلقه، قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ). [٨]
الوحدانيَّة: فالله -تعالى- واحدٌ أحدٌ في ذاته وأفعاله وصفاته، وهو مُنزَّهٌ عن الوالد والولد والشَّريك، قال -تعالى-: (قُلْ هُوَ اللَّـهُ أَحَدٌ* اللَّـهُ الصَّمَدُ* لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ).
المجيب: الذي يجيب دعوات السائلين ويعطيهم سؤلهم. التواب: وهو الذي يتوب على المذنبين التائبين الراغبين في رحمته. المغني: وهو القادر على غناء من يشاء من عباده. الهادي: فهو الذي يهدي من يشاء من عباده إلى الصراط المستقيم. الرزاق: الذي يرزق جميع خلقه ولا ينسى أحدا منهم. العدل: فهو العادل الذي لا يظلم أحدا ولا يقبل بالظلم أبدا. بذلك نكون قد تعرفنا على صفات الله سبحانه وتعالى بالتفصيل، كما تعرفنا على معانيها وذكرنا بعض الآيات القرآنية التي تدل على ثبوتها على الله ذو الجلال والإكرام.