المؤمن يقينا وصدقا!
- الإسلام بين حسن المعاملة وجبن المجاملة
- شرح حديث الدين المعاملة
- أحاديث عن حسن المعاملة - الجواب 24
- الدين المعاملة - ملتقى الخطباء
الإسلام بين حسن المعاملة وجبن المجاملة
دين الإسلام دين الرحمة والرفق والسلام والأخوة والتعاون على الخير، دين السماحة والصدق والمحبة والاجتماع، دين الرحمة بالصغير، وتوقير الكبير، والعطف على الأيتام والمساكين، قال النبي -صَلى الله عليه وسلم-: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا " [الترمذي]. دين عظيم، تؤجر فيه على السلام والزيارة والهدية والابتسامة، والكلمة الطيبة، كم دخل في الإسلام من اليهود والنصارى والمشركين بحسن المعاملة من مسلم عرف حقيقة الإسلام؟ وكم صُد عن الدخول في الإسلام بسوء المعاملة من رجل مسلم، لكن ما عرف حقيقة الإسلام؟
حقاً: إن الدين المعاملة، وهذا ليس بحديث عن النبي -صَلى الله عليه وسلم- ولكنه قول صحيح. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ) [البقرة: 83]، ( وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء: 53].
شرح حديث الدين المعاملة
المرابحة والإجارة
ومن صور المعاملات التي أقرتها الشريعة الإسلامية (المرابحة) وهي نوع من البيوع، تعامل به المسلمون من قديم، وتكفلت كتب الفقه ببيان صوره وشروطه، وعرفها الفقهاء بالعديد من التعريفات، وكلها تدور حول معنى واحد هو البيع بمثل الثمن الأول وزيادة متفق عليها بين البائع والمشتري. أي أن المشتري بدلاً من أن يساوم على الثمن حتى يصل إلى السعر الذي يرضاه، يساوم فقط على ربح البائع فوق الثمن أو فوق ما قامت عليه به السلعة. وهو يأتمن البائع في تحديد مقدار ما قامت عليه به السلعة، ومساومته تقتصر على مقدار الربح، هل هو 5% أم 6% أم 4% مثلاً. الدين المعاملة - ملتقى الخطباء. وصورتها أن يقول البائع للمشتري: ثمن هذا الإردب من القمح ألف درهم وربحي فيه عشرة في المئة، فيقبل المشتري أو يساومه في ربحه حتى يتراضيا على نسبة الربح. كما أن من صور المعاملات التي أباحتها الشريعة الإسلامية لرعاية وتحقيق مصالح الناس (الإجارة) وهي عقد على منفعة مقصودة معلومة قابلة للبذل والإباحة بعوض معلوم. وهي بهذا المعنى نوعان: نوع يرد على منافع الأشياء، كاستئجار الأراضي والدور، والنوع الثاني يرد على منفعة العمل، كاستئجار شخص ليقوم بعمل ما. الاستصناع
ومن صور المعاملات التي جاءت بها شريعة الإسلام (الاستصناع)، وهو عقد يمارسه الكثيرون منا، من دون أن يعلموا أنهم يمارسون عقداً من العقود التي تفرد بها الفقه الإسلامي قبل أن يعرفه الآخرون.
أحاديث عن حسن المعاملة - الجواب 24
وهم يرون أن بلاد المسلمين هي أشد البلاد ظلما وقهرا وقمعا للحريات ومصادرة للآراء؟
لو ظللنا نصرخ في العالم: إن الإسلام دين الأخوة والمحبة والألفة والتكاتف والتعاضد والتناصر بين أهله، ثم هم يرون أهل الإسلام ودوله يحاصر بعضها بعضا، ويحارب بعضها بعضا، ويأكل قويها ضعيفها. كيف تقنع العالم بأن هذا الدين هو دين الإنصاف، والعدالة في الحكم ونصرة المظلوم، ثم ترى هذا الكم الهائل من الافتراء والكذب والتضليل، والانحطاط والتخوين والاتهام بالباطل، والفجر في الخصومة، وما عليك إلا أن تقرأ فقط عناوين الصحف وبرامج التلفاز لتعلم زيف الدعاوى ومدى مستوى الانحطاط الذي وصل إليه بعضنا. وعلى المستوى الشخصي انظروا في قضايا الرشوة، والفساد، والغش التجاري وشراء الذمم. الإسلام بين حسن المعاملة وجبن المجاملة. وسرقة المال العام، والمحسوبية والأنانية والأثرة.. هل كل هذا يمكن أن يفعله المسلمون؟
إن هذا الانفصام بين الالتزام الظاهر بالإسلام وبين الانفكاك والتفلت الظاهر أيضا عن أوامره الأخلاقية والتعاملية جرأ بعض الناس أنّ يكتب ويقول: إن المجتمعات المسلمة - للأسف- أصبحت هي الأكثر فساداً في الإدارة، والأكثر كذباً في السياسة، والأكثر هدراً للحقوق، والأكثر اعتداء على الحريات.
الدين المعاملة - ملتقى الخطباء
وصورتها أن يكون لدى شخص مال وغير متفرغ لتثميره، أو غير قادر من الأساس على تثميره، فيلجأ إلى شخص آخر لديه فائض في القدرات الإدارية، ولا يملك رأس المال الذي يتمكن به من تشغيل واستغلال قدراته، وهنا تتكامل إمكاناتهما، ويستخدم كل منهما ما يملك استخداماً مفيداً، إذا اشتركا على هذا الأساس، بأن يقدم طرف رأس المال ويقدم الطرف الثاني العمل الذي به يستخدم رأس المال ويستغل، ويتفقان على توزيع الأرباح بينهما بالنسبة التي يرتضيانها، ولكل منهما نصيب في الربح حسب اتفاقهما على نسبة كل منهما فيه. فإذا حدثت خسارة، فإن صاحب المال هو الذي يتحملها، والمضارب يتحمل فقط جهده الذي بذله، وهذه هي العدالة بين الطرفين. وهناك نوعان من المضاربة: (مطلقة ومقيدة). فالمطلقة هي التي يعطي فيها صاحب المال للعامل حرية التصرف من دون قيود أو شروط.. أما المقيدة فهي التي يشترط فيها صاحب المال على المضارب شروطاً مقيدة غير منافية لطبيعة العمل. غير أن المضاربة ليست محبوسة في هذه الصورة وإنما تستطيع أن تستوعب احتياجات المجتمعات إلى شركات كبرى، تضم الجمع الغفير من أرباب المال، كما تضم الجمع الغفير أيضاً من المضاربين أي أن المضاربة تقوم في عصرنا الحاضر على تعدد أفراد طرفيها.
تناقض صارخ وانفصام فاضح. إنه الانفصام بين القول والعمل، بين العقيدة والشريعة، بين الإيمان والأخلاق، بين إسلام الصورة والتطبيق.. انفصام بين إسلام العبادة وإسلام المعاملة. وللأسف فإن هذا الانفصام يعيشه أغلب المنتمين لهذا الدين إلا من رحم الله.. مع أن الدين الإسلامي لم يفرق بينهما قط، ولم يجعل هذا في واد وذاك في واد آخر، ولا تكلم النبي عن هذا بمعزل عن ذاك، وإنما كان الإيمان يسير جنبا إلى جنب مع الأخلاق، والعلم يعيش سويا مع العمل. [ أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا] ، { يأيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون}. عبادات شعائرية وعبادات تعاملية
إن مفهوم العبادة في الإسلام بجمع بين الشقين:
العبادات الشعائرية: كالصلاة والزكاة والصيام والحج وقراءة القرآن وذكر الرحمن وغيرها..
وبين "العبادات التعاملية": والتي هي باختصار شديد أخلاقيات التعامل مع عباد الله بشتى أنواعهم وعقائدهم، كالصدق والعدل والأمانة والنصح والرحمة والعفو والإنصاف والإحسان.. وغيرها. ولا يتم دين العبد إلا بهما، ولا ينجو إلا بالجمع بينهما، ولا يمكن للإسلام أن يطغى بإحداهما على حساب الأخرى، بل إن الاهتمام بالتعامل واضح جدا في كتاب الله وسنة رسوله؛ إذ ماذا يمكن أن تفيد العبادات الشعائرية، إذا لم تصاحبها العبادات التعاملية.