وكان أبا عذرها وقد تزوجت بالآخرين أيضا. وقال عثمان بن أبي شيبة ، عن جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال: أول من جهر بالمعوذتين في المكتوبة ابن زياد. قلت: يعني - والله أعلم - في الكوفة ، فإن ابن مسعود كان لا يكتبهما في مصحفه ، وكان فقهاء الكوفة عن كبراء أصحاب ابن مسعود يأخذون. والله أعلم. عبيد الله بن زياد - The Hadith Transmitters Encyclopedia. وقد كانت في ابن زياد جرأة وإقدام ومبادرة إلى ما لا يجوز ، وما لا حاجة له به. ثبت في الحديث الذي رواه أبو يعلى ، و مسلم ، كلاهما عن شيبان بن فروخ ، عن جرير ، عن الحسن ، أن عائذ بن عمرو دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني ، إني سمعت رسول الله صلى عليه وسلم يقول: إن شر الرعاء الحطمة ، فإياك أن تكون منهم. فقال له: اجلس ، فإنما أنت من نخالة أصحاب رسول الله صلى عليه وسلم. فقال: وهل كان فيهم نخالة ؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم. وقد روى غير واحد ، عن الحسن أن عبيد الله بن زياد دخل على معقل بن يسار يعوده فقال: إني محدثك بحديث سمعته من رسول الله صلى عليه وسلم [ ص: 55] أنه قال ما من رجل استرعاه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لهم ، إلا حرم الله عليه الجنة. وقد ذكر غير واحد أنه لما مات معقل صلى عليه عبيد الله بن زياد ولم يشهد دفنه ، واعتذر بما ليس يجدي شيئا ، وركب إلى قصره.
- عبيدالله بن زياد الجهني
عبيدالله بن زياد الجهني
ثمّ فرض على الحاضرين مسؤولية التجسّس على المعارضين، وهدّد مَنْ لَمْ يُساهم في هذه العملية ويُنَفِّذْ هذا القرار بالعقوبة وقطع المخصّصات المالية، فقال:... فمَنْ يجيء لنا بهم فهو بريء، ومَنْ لم يكتب لنا أحدٌ فليضمن لنا في عَرافته أن لا يخالِفَنا منهم مخالف، ولا يبغي علينا منهم باغ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ برئت منه الذمّة وحلال لنا دمُه ومالُه. وأيُّما عريف وجد في عرافته مَنْ بُغية أمير المؤمنين أحد لم يرفعه إلينا صُلب على باب داره، واُلغيت تلك العرافة من العطاء 5. عبيد الله بن زياد - ويكيبيديا. وقد كان ابن زياد معروفاً في أوساط الكوفيّين بالقسوة والشدّة، فكان من الطبيعي أن يُحْدِثَ قدومُه وخطابُه الشديد اللهجة هزّةً عند المعارضين لسياسته، فلاحت بوادر النكوص والتخاذل والإرجاف تظهر على الكوفيّين وقياداتهم؛ من هنا اعتمد مسلم بن عقيل وسيلةً جديدة للسير في حركته نحو الهدف المطلوب. فانتقل إلى دار هانئ بن عروة وجعل يتستّر في دعوته وتحركاته إلاّ عن خلّص أصحابه، وهانئ يومذاك سيّد بني مراد وصاحب الكلمة المسموعة في الكوفة والرأي المطاع 6. موقف مسلم من اغتيال ابن زياد
لقد كان مسلم بن عقيل (رضوان الله تعالى عليه) يحمل رسالةً ساميةً، وأخلاقاً فاضلة اكتسبها من بيت النبوّة، كما كان يملك درايةً بكلّ تقاليد وأعراف المجتمع الذي كان يتحرّك فيه، ففي موقف كان يمكن فيه لمسلم بن عقيل أن يغتال ابن زياد رفض ذلك لاعتبارات شتّى.
فلما تولى يزيد الخلافة جمع له بين البصرة والكوفة ، فبنى في إمارة يزيد البيضاء ، وجعل باب القصر الأبيض الذي كان لكسرى عليها ، وبنى الحمراء وهي على سكة المربد ، فكان يشتو في الحمراء ويصيف في البيضاء. قالوا: وجاء رجل إلى ابن زياد فقال: أصلح الله الأمير ، إن امرأتي ماتت ، [ ص: 53] وإني أريد أن أتزوج أمها. فقال له: كم عطاؤك في الديوان ؟ فقال: سبعمائة ، فقال: يا غلام ، حطه من عطائه أربعمائة. ثم قال له: يكفيك من فقهك هذا ثلاثمائة! قالوا: وتخاصمت أم الفجيع وزوجها إليه وقد أحبت المرأة أن تفارق زوجها ، فقال أبو الفجيع: أصلح الله الأمير ، إن خير شطري الرجل آخره ، وإن شر شطري المرأة آخرها. فقال له: وكيف ذلك ؟ فقال: إن الرجل إذا أسن اشتد عقله ، واستحكم رأيه ، وذهب جهله ، وإن المرأة إذا أسنت ساء خلقها ، وقل عقلها ، وعقم رحمها ، واحتد لسانها. فقال: صدقت خذ بيدها وانصرف. وقال يحيى بن معين: أمر ابن زياد لصفوان بن محرز بألفي درهم فسرقت ، فقال: عسى أن يكون خيرا. عبيدالله بن زياد الجهني. فقال أهله: كيف يكون هذا خيرا ؟ فبلغ ذلك ابن زياد ، فأمر له بألفين آخرين ، ثم وجد الألفين فصارت أربعة آلاف ، فكان خيرا. وقيل: لهند بنت أسماء بن خارجة - وكانت قد تزوجت بعدة أزواج من نواب العراق -: من أعز أزواجك عندك وأكرمهم عليك ؟ فقالت: ما أكرم النساء إكرام بشر بن مروان ولا هاب النساء هيبة الحجاج بن يوسف ، [ ص: 54] ووددت أن القيامة قد قامت ، فأرى عبيد الله بن زياد وأشتفي من حديثه والنظر إليه.