قالَ: بِأمْرِهِ، ﴿وسِراجًا مُنِيرًا﴾ قالَ: كِتابُ اللَّهِ يَدْعُوهم إلَيْهِ، ﴿وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأنَّ لَهم مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا﴾: وهي الجَنَّةُ، ﴿ولا تُطِعِ الكافِرِينَ والمُنافِقِينَ﴾ قالَ: أمَرَ اللَّهُ نَبِيَّهُ ألّا يُطِيعَ كافِرًا ولا مُنافِقًا ﴿ودَعْ أذاهُمْ﴾ (p-٧٨)قالَ: اصْبِرْ عَلى أذاهم. وأخْرَجَ الفِرْيابِيُّ، وابْنُ أبِي شَيْبَةَ، وعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ، وابْنُ جَرِيرٍ، وابْنُ المُنْذِرِ، وابْنُ أبِي حاتِمٍ عَنْ مُجاهِدٍ في قَوْلِهِ: ﴿ودَعْ أذاهُمْ﴾. قالَ: أعْرِضْ عَنْهم.
- إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الأحزاب - تفسير قوله تعالى يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا- الجزء رقم4
- الدرر السنية
- إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الأحزاب - تفسير قوله تعالى " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا "- الجزء رقم6
إسلام ويب - تفسير الماوردي - تفسير سورة الأحزاب - تفسير قوله تعالى يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا- الجزء رقم4
وقال ابن عباس: لما نزلت: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وقد كان أمر عليا ومعاذاً رضي الله عنهما أن يسيرا إلى اليمن، فقال: « انطلقا فبشرا ولا تنفرا، ويسرا ولا تعسرا، إنه قد أنزل عليّ: { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا}» [رواه ابن أبي حاتم والطبراني]. إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الأحزاب - تفسير قوله تعالى " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا "- الجزء رقم6. فقوله تعالى { شَاهِدًا} أي للّه بالوحدانية، وأنه لا إله غيره وعلى الناس بأعمالهم يوم القيامة ، { وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا} [ النساء:41]، كقوله: { {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا} [ البقرة:143]، وقوله عزَّ وجلَّ { وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} أي بشيراً للمؤمنين بجزيل الثواب، ونذيراً للكافرين من وبيل العقاب، وقوله جلت عظمته { وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِه ِ} أي داعياً للخلق إلى عبادة ربهم. { وَسِرَاجًا مُنِيرًا} أي وأمرك ظاهر فيما جئت به من الحق كالشمس في إشراقها وإضاءتها لا يجحدها إلا معاند. وقوله جلَّ وعلا: { وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ وَدَعْ أَذَاهُمْ} أي لا تطعهم وتسمع منهم في الذي يقولونه، { وَدَعْ أَذَاهُمْ} أي اصفح وتجاوز عنهم وكِل أمرهم إلى الله تعالى، ولهذا قال جلَّ جلاله: { وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا}.
الدرر السنية
والصَّلاةُ والسلامُ على سيدِنا وحبيبِنا وعظيمِنا وقرةِ أعينِنَا أحمدْ، من جَعَلَهُ رَبُّهُ خاتماً للأنبياءِ والمرسلينَ سَبَقَتْ ولادَتَه البشائِرُ، عُرِفَ بالنبوةِ بينَ الملأِ الأعلى سُكانِ السماءِ الملائكةِ قبل أن تكتمِلَ خلقةُ ءادمَ عليه السلامُ. الصلاةُ والسلامُ عليكَ يا سيدي يا رسولَ اللهِ، الصلاةُ والسلامُ عليكَ. يَا خيرَ مَنْ دُفِنَتْ في القاعِ أَعْظُمُهُ وطابَ مِنْ طيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ نفسي الفداءُ لِقَبرٍ أنتَ سَاكِنُهُ فيهِ العفافُ وفيهِ الجودُ والكَرَمُ أنتَ الشفيعُ الذي تُرجى شَفَاعَتُهُ عندَ الصِراطِ إذا ما زَلَّتِ القَدَمُ وَصَاحِبَاكَ فَلا أنسَاهُما أبداً مِني السَّلامُ عَلَيكُمْ ما جَرى القَلَمُ أما بعدُ أيُها الأحبةُ المسلمونَ، نحنُ اليومَ في شهرِ ربيعٍ الأولِ الذي ولِدَ فيهِ سيدُ العالمينَ محمدٌ، نحنُ اليومَ نستقبلُ مناسبةً عظيمةً وذكرىً طيبةً عطرةً، ذكرى ولادَةِ فخرِ الكائناتِ سيدِنا محمدٍ عليه الصلاةُ والسلامُ.
إسلام ويب - تفسير البغوي - سورة الأحزاب - تفسير قوله تعالى " يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا "- الجزء رقم6
(p-٧٦)وأخْرَجَ الحاكِمُ وصَحَّحَهُ والبَيْهَقِيُّ عَنِ العِرْباضِ بْنِ سارِيَةَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إنِّي عَبْدُ اللَّهِ وخاتَمُ النَّبِيِّينَ وأبِي مُنْجَدِلٌ في طِينَتِهِ، وسَأُخْبِرُكم عَنْ ذَلِكَ، أنا دَعْوَةُ أبِي إبْراهِيمَ، وبِشارَةُ عِيسى، ورُؤْيا أُمِّي الَّتِي رَأتْ، وكَذَلِكَ أُمَّهاتُ النَّبِيِّينَ يَرَيْنَ". وإنَّ أُمَّ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ رَأتْ حِينَ وضَعَتْهُ نُورًا أضاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشّامِ، ثُمَّ تَلا: ﴿يا أيُّها النَّبِيُّ إنّا أرْسَلْناكَ شاهِدًا ومُبَشِّرًا ونَذِيرًا﴾ إلى قَوْلِهِ: ﴿مُنِيرًا﴾ [الأحزاب»: ٤٦]. وأخْرَجَ ابْنُ جَرِيرٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ والحَسَنِ البَصْرِيِّ قالا: «لَمّا نَزَلَتْ: ﴿لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِكَ وما تَأخَّرَ﴾ [الفتح: ٢] [الفَتْحِ: ٢] قالَ رِجالٌ مِنَ المُؤْمِنِينَ هَنِيئًا لَكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ عَلِمْنا ما يُفْعَلُ بِكَ، فَماذا يُفْعَلُ بِنا؟ فَأنْزَلَ اللَّهُ:﴿لِيُدْخِلَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾ [الفتح: ٥] الآيَةَ [الفَتْحِ: ٥]. وأنْزَلَ في سُورَةِ "الأحْزابِ": ﴿وبَشِّرِ المُؤْمِنِينَ بِأنَّ لَهم مِنَ اللَّهِ فَضْلا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب»: ٤٧].
قوله تعالى: ولا تطع الكافرين والمنافقين قال مقاتل يريد بالكافرين من أهل مكة أبا سفيان وعكرمة وأبا الأعور وبالمنافقين من أهل المدينة عبد الله ابن أبي وعبد الله بن سعد وطعمة بن أبيرق اجتمعوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا محمد اذكر أن لآلهتنا شفاعة. فقال الله: ودع أذاهم وفيه أوجه:
أحدها: دع ذكر آلهتهم أن لها شفاعة ، قاله مقاتل. الثاني: كف عن أذاهم وقتالهم وهذا قبل أن يؤمر بالقتال ، قاله الكلبي. الثالث: معناه اصبر على أذاهم ، قاله قتادة وقطرب. الرابع: هو قولهم زيد بن محمد وما تكلموا به حين نكح زينب. قاله الضحاك. [ ص: 412]