والهاء لتأنيث الجماعة. وقيل: إن إبليس يوسوس في صدور الجن ، كما يوسوس في صدور الناس. فعلى هذا يكون في صدور الناس عاما في الجميع. و من الجنة والناس بيان لما يوسوس في صدره. وقيل: معنى من شر الوسواس أي الوسوسة التي تكون من الجنة والناس ، وهو حديث النفس. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إن الله - عز وجل - تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به. تفسير سورة الناس. رواه أبو هريرة ، أخرجه مسلم. فالله تعالى أعلم بالمراد من ذلك
المعوذتان - ويكيبيديا
ولكنَّ العرب توصل بهذه الحروف كلها الفعل، ويقال لِهَمْس الصائد والكلاب وأَصواتِ الحلي: وَسْواس، وقال الأَعشى:
تَسْمَع للحَلْي وَسْواسًا إِذا انْصَرفَتْ = كما اسْتَعان بِريح عِشْرِقٌ زَجِلُ. وعلى هذا؛ فالهَمْس هو الصوت الخفيُّ يهز قَصَبًا أَو سِبًّا، وبه سمي صوت الحلي وَسْواسًا؛ قال ذو الرمة:
فَباتَ يُشْئِزُه ثَأْدٌ ويُسْهِرهُ = تَذَوُّبُ الرِّيح والوَسْواسُ والهِضَبُ
يعني بالوَسْواس: همس الصياد وكلامه، قال أَبو تراب: سمعت خليفة يقول: الوَسْوسة: الكلام الخفي في اختلاط.
الوسوسة من الجنة والناس
كل أنواع العوائق التي تحول بين الإنسان وبين الوصول إلى الصراط المستقيم ثم السير عليه والوفاة عليه, لا يملك إبعادها عن الإنسان ولا يملك صرفه عنها وصرفها عنه إلا الله الواحد القهار
الإنسان في أشد الحاجة إلى إزالة العوائق التي تمنعه من الوصول إلى طريق الله الواضح وصراطه المستقيم دون عوج أو ميل, ثم هو في أشد الحاجة إلى السير على هذا السبيل والثبات عليه, ثم هو أحوج ما يكون إلى الوفاة وهو على صراط الله المستقيم دون أدنى خروج او ميل عنه. ويتنازع الإنسان في طريق إلى الله أنواع من الأعداء منها شهوات النفس والهوى ومنها شياطين الإنس ومنها شياطين الجن. كل أنواع العوائق التي تحول بين الإنسان وبين الوصول إلى الصراط المستقيم ثم السير عليه والوفاة عليه, لا يملك إبعادها عن الإنسان ولا يملك صرفه عنها وصرفها عنه إلا الله الواحد القهار, الذي بقيوميته يقوم الإنسان ويقوم كل ما ومن حوله في هذا العالم وسائر العوالم العلوية والسفلية. الوسوسة من الجنة والناس. لذا على كل من يجاهد للوصول إلى الصراط والثبات عليه والوفاة عليه ألا يفتر عن الالتجاء إلى من بيده هدايته إلى الصراط وتثبيته عليه إلى الوفاة, وصرف كل العوائق من وساوس وصد عن سبيل الله أو إغواء بشتى الطرق.
تفسير سورة الناس
وفي الحديثِ: أنَّ الحِرْصَ على العِباداتِ، والزيادَةَ فيها سَبَبٌ لنَيْلِ الدَّرَجاتِ العُلْيا في الجنَّةِ.
فهم مؤاخذون بأعمالهم القبيحة من كفر ونفاق ومعاصي كما أن أهل الجنة مجزيون بأعمالهم الطيبة وطاعتهم لربهم وإحسانهم في خدمته سبحانه جازاهم جل وعلا بكرامته وإدخالهم جنته والنظر إلى وجهه الكريم يوم القيامة وهم في دار النعيم، فضلًا منه وإحسانًا، هذا فضله جل وعلا، ولهذا قال جل وعلا: وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ [هود:118-119].