[١٠]
بحث السيدة هاجر عن الماء والطعام
ما هي الشعيرة التي فُرضت على المسلمين في الحج من قصة هاجر؟
كانت هاجر في مكة المكرمة وحيدةً مع ابنها إسماعيل، وليس معها إلا شيء من الماء والتمر فكانت كلما أرضعت ابنها شربت من الماء، وبقيت تأكل وتشرب من الذي تحمله معها حتى نفذ، وعطشت هي وابنها ولم تجد ما تأكله أو تشربه، فلمّا رأت ابنها يبكي من شدة جوعه وعطشه حتى بدأ يتلوى من ذلك، كرهت أن تراه بذلك المظهر فبدأت تبحث عن طعام لهم وتبحث عن أناس يغيثونهم أملًا منها أن تجد ما يُنجيها هي وابنها من الهلاك. [١٢] فكان جبل الصفا أقرب الجبال إليها فذهبت إليها وبدأت تنظر إلى الوادي علها ترى أحدًا، فلم تجد أحدًا فعادت من الصفا حتى وصلت منتصف الوادي فكانت ترفع درعها، وتسعى سعيًا حتى جاوزت الوادي ووصلت المروة فوقفت عليها وبحثت عن أحد تراه أو يساعدها فلم تجد، فبقيت تذهب وترجع بين الصفا والمروة على هذا الحال سبع مرات، وكأنها تسعى بحثًا منها عن أحد يساعدهم، وهذا هو سبب وجود شعيرة السعي بين الصفا والمروة.
قصة السيدة هاجر للأطفال - سطور
البشارة لأم العرب العدنانيين لبثت السيدة هاجر عمراً مع السيدة سارة فتحابا في الله وعلمتها السيدة سارة من أمور الدين والتوحيد والعلم الرباني واستقيا علمهما من أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام الذي يقول عنه الله سبحانه وتعالى في سورة آل عمران آية 67: «ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين». وكما هو معروف فإن السيدة سارة زوجة إبراهيم كانت لا تنجب وكان سيدنا إبراهيم عليه السلام قد صار شيخا وابيض شعره من خلال عمر أنفقه في الدعوة إلى الله. وفكرت سارة أنها وإبراهيم وحيدان وهي لا تنجب فماذا لو قدمت إليه هاجر ويأتي منها بولد. وفي روايات أنها قالت لسيدنا إبراهيم «لو تزوجت هاجر رجوتها أن تنجب لك». وكان عمر السيدة سارة وقتئذ ست أوسبع وسبعين عاما فيما كان عمر سيدنا إبراهيم ست أو سبع وثمانين عاما.
وتوفيت الأم العظيمة السيدة هاجر رضي الله عنها وعمرها 90 سنة، ودفنت بجانب بيت الله الحرام.