واختار آخرون أن المراد بالظل: شيء يخلقه تعالى في ذلك اليوم ، يظلل به من يشاء من
عباده. قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: " قوله: ( لا ظل إلا ظله) يعني: إلا الظل
الذي يخلقه ، وليس كما توهم بعض الناس أنه ظل ذات الرب عز وجل ، فإن هذا باطل ؛
لأنه يستلزم أن تكون الشمس حينئذ فوق الله عز وجل " انتهى من " مجموع فتاوى " ( 8 /
497). وأقرب الأقوال – والعلم عند
الله – القول الأول ، وهو الذي عليه أكثر الشرّاح. وقد سئلت اللجنة الدائمة: ما المراد بالظل المذكور في حديث النبي صلى الله عليه
وسلم: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) الحديث. فأجابت: " المراد بالظل في الحديث: هو ظل عرش الرحمن تبارك وتعالى ، كما جاء
مفسرا في حديث سلمان رضي الله عنه في " سنن سعيد بن منصور " ، وفيه: ( سبعة يظلهم
الله في ظل عرشه) الحديث. حسن إسناده الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في (الفتح
2/ 144)..... ، وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم "
انتهى من " فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء – المجموعة الثانية - " ( 2 / 487). المراد بكلمة ( ظل ) في حديث ( سبعة يظلهم الله في ظله ... الحديث ) - الإسلام سؤال وجواب. ثالثاً:
الوارد في النصوص أنه يظلهم بظل العرش ، فليس لنا أن نتكلف في التشقيق والبحث عن
لوازم ذلك: يلزم من ذلك: كذا ، أو يلزم منه كذا ، وعن أي شيء يكون الظل ؟ إلى آخر
ما قد يطرأ على الأذهان في ذلك ، مما لا حاجة إليه ، ولا نفع يرتجى من ورائه ؛
وبحسب المسلم أن يصدق بالخبر الوارد في ذلك ، ويأخذ نفسه بالتزام الأعمال التي توجب
له تلك الفضيلة الجليلة ، يوم تدنو الشمس من الرؤوس ، ولا ظل هناك ، إلا لمن يكرمه
الله بتلك الكرامة.
حديث سبعة يظلهم الله في ظله.. - إسلام ويب - مركز الفتوى
قال الشاعر:
وإذا خلوت ريبة في ظلمة *** والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها *** إن الذي خلق الظلام يراني 8- الصدقة مبدأ عظيم ، وفضلها جسيم ، وثمارها يانعة ، في الدنيا والآخرة ، لا تحصى النصوص في بيان فضلها وثوابها ، ومضاعفة الأجر لصاحبها ، وقربه من الجنةورضا الله ، وحجبه عن النار ، يقول الله تعالى: ( مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم)(). والصدقة فاضلة سراً وعلانية ، يقول تعالى: ( إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير)(). حديث سبعة يظلهم الله في ظله.. - إسلام ويب - مركز الفتوى. والأفضل في إظهار الصدقة أو إخفائها يختلف باختلاف الأحوال ، فإن كان في إظهارها مصلحة فهو أفضل ، وإلا فإخفاؤها أفضل فرضاً ونفلاً. 9- ذكر الله تعالى من أفضل الأعمال ، ومن أيسرها ، فقيه ثناء على الله ، وتمجيد ، وحمد ، وشكر له بما هو أهله ، واعتراف بالتقصير تجاهه ، وإذا كان هذا الثناء والذكر بعيداً عن أعين الناس ، وأثر في صاحبه خوفاً وخشية دمعت منها عيناه ، أثابه الله تعالى على هذا الذكر الصادق الخالص بأن يظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.
المراد بكلمة ( ظل ) في حديث ( سبعة يظلهم الله في ظله ... الحديث ) - الإسلام سؤال وجواب
قال النووي رحمه الله: "
قَالَ الْقَاضِي: ظَاهِره أَنَّهُ فِي ظِلّه مِنْ الْحَرّ وَالشَّمْس, وَوَهَج
الْمَوْقِف وَأَنْفَاس الْخَلْق " انتهى من " شرح النووي لمسلم ". وروى أحمد (16707) عن
العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( قَالَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُتَحَابُّونَ بِجَلَالِي فِي ظِلِّ عَرْشِي يَوْمَ لَا
ظِلَّ إِلَّا ظِلِّي) ، وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب ". ما هو الحديث النبوي - موضوع. وروى أحمد (16882) عن عقبة
بن عامر رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( كُلُّ امْرِئٍ
فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ) ، وصححه الشيخ الألباني في
" صحيح الجامع ". ثانياً:
اختلف العلماء رحمهم في معنى " الظل " في قوله عليه الصلاة والسلام: ( في ظله يوم
لا ظل إلا ظله) ، فذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالظل: ظل العرش ، فيحمل
المطلق في الأحاديث على المقيد ، فكل حديث فيه إضافة الظل إلى الله تعالى ،
فالمقصود به ما قيد في الأحاديث الأخرى بظل العرش. قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: " صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( أن من أنظر
معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) خرَّجه مسلم من حديث أبي
اليسر الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وخرَّج الإمام أحمد والترمذي وصححه
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: ( من نفس عن
غريمه ، أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة) ، وهذا يدل على أن المراد بظل
الله: ظل عرشه " انتهى من " فتح الباري لابن رجب " ( 4 / 63).
ما هو الحديث النبوي - موضوع
اجتمعا عليه: أي: على الحب في الله ، وتفرقا عليه كذلك ، والمراد: أن الذي جمع بينهما المحبة في الله ، ولم يقطعها عارض دنيوي ، سواء اجتمعا حقيقة أم لا ، فالرابط بينهما المحبة في الله حتى الموت. ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال: دعته ، أي: طلبته ، ومنصب: المراد به: الأصل والشر والمكانة ، ويدخل فيه الحسب ، والمراد أنها دعته إلى الفاحشة. ورجل تصدق بصدقة: الصدقة: ما يخرجه الإنسان من ماله على وجه القربة ، سواء كان فرض كالزكاة المفروضة ، أو تطوعاً ، ثم غلب استعمال الصدقة على صدقة التطوع. فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه: المراد بذلك المبالغة في إخفاء الصدقة بحيث إن شماله قربها من يمينه لو تصور أنها تعلم لما علمت ما فعلت اليمين ، لشدة الخفاء. خالياً: من الخلو ، بحيث لا يكون عنده أحد ، وإنما خص بالذكر لأنه في هذه الحالة أبعد عن الريا
ففاضت عيناه: من الدموع ، خشية لله عز وجل. الأحكام والتوجيهات:
1- من فضل الله سبحانه وتعالى أن جعل بعض الأعمال ينال صاحبها جزاء خاصاً ، لتميزه بهذا العمل ، وهذا فيه حث وترغيب في أمور كثيرة من الخير
وهنا ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم جزاء هؤلاء السبعة الذين تميز كل منهم بميزة خاصة ، وذكر هذا الفضل في أحاديث أخرى لغير هؤلاء السبعة ، مثل: الغازي في سبيل الله ، والذي ينظر المعسر ، ومعين الغارم ، وكثير الخطى إلى المساجد ، وغيرهم ، مما جعل أهل العلم يقولون أن العدد المذكور لا مفهوم له ، فلا يراد به الحصر.
ثاني من يظله الله: شاب قد اكتمل نموه وغدي ذو قوة ونشاط وفتوة، وقام بملازمة عبادة الله، وظل يراقب الله في سره وجهره، ولم تغلبه شهوته، أو إخضاعه لطاعتها أي دوافع للهوي والطيش. ثالث من يظله الله: رجل قد خلا إلى نفسه فذكر عظمة الله ،وقوة سلطانه ورحمة الله على عباده وجزيل إحسانه، فاغرورقت عيناه وامتلأت بالدموع، وفاضت طمعاً في ثوابه وغفرانه، ورهبته من عذاب الله وأليم عقابه، ولا يفعل ذلك رياء وخديعة على ملأ من الناس وشهادة منهم، مما يدل ذلك على صدق تأثره وخوفه من الله ، وكذلك عمق رهبته. رابع من يظله الله: رجل حُبب إليه المساجد، فيظل قلبه متعلقاً بها يذهب إليها إذا حان وقت الصلاة وكذلك يحافظ على أوقاتها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أحبب حبيبك هوناً ما عسى أن يكون بغيضك يوماً ما، وأبغض بغيضك هوناً ما عسى أن يكون حبيبك يوماً ما)، وليس المقصود بذلك حب الجدران، ولكن يُقصد العبادة والتضرع إلى الله فيها، وذلك يستلزم تجاهله حب الدنيا وانشغاله بها، والدنيا هي رأس كل خطيئة، والمسجد بيت الله، ومجتمع المسلمين، وملاذا وملجأ وحدتهم، وكذلك التئام كلمتهم، وقد شرعت فيها الجماعات في أيام الجمع والأعياد لما في ذلك من حكم كثيرة وفوائد لا تحصى.