شعبةُ: وهوَ أبو بسطامٍ، شعبةُ بنُ الحجّاجِ العتكيُّ (82ـ160هـ)، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقات منْ أتباع التّابعينَ. طريقة عمل الثريد وأبرز فوائده | قل ودل. عمرو: وهوَ أبو عثمانَ، عمر بنُ مرزوقٍ الباهليُّ (ت:224هـ)، وهوَ منَ الثّقاتِ منْ تبع الأتباع. عمرو بنُ مرّةَ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عمرو بنُ مرّةَ الجمليُّ (ت:118هـ)، وهوَ منْ رواة الحديث الثّقات منَ التّابعين. مرّةُ: وهوَ أبو إسماعيلَ، مرَّةُ الطّيبِ، مرَّةُ بنُ شراحيلَ الهمدانيُّ (ت:76هـ)، وهوَ منْ ثقات المحدّثينَ منَ التّابعينَ. دلالة الحديث: يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى فضلِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ بنتِ أبي بكرٍ الصّدّيقِ رضي اللهُ عنها، وقدْ بينَ النّبيُّ في بدايةِ الحديثِ عنْ ما كملَ منَ الرّجالِ، ونساءٍ كَمُلْنَ كمالَ البشريّةِ الأنثويَّةِ وهما مريمَ بنتِ عمرانَ عليها السّلامُ وامرأةَِ فرعونَ المؤمنةِ الصّادقةِ، ثمّ عرجَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ الحديثِ عنهنَّ إلى بيانِ فضلِ عائشةَ وتمييزها عنْ سائرِ النّساءِ، وقدْ ضربَ النّبيُّ عليه السّلامُ لفضلها على النّساءِ مثالاُ على أفضليتها بفضلِ الثّريدِ على أصنافِ الطّعامِ، والثّريدُ هوَ ما يخلطُ منَ الطّعامِ باللّحمِ.
إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الأطعمة - باب الثريد- الجزء رقم3
المراجع:
1
ما هو الثريد المذكور في الحديث - موسوعة
وكذلك بها نسبة عالية من الدهون، كما تحتوي على المياه والنشويات الموجودة في الخبز. وعلى الرغم من أنه يحتوي على نسبة عالية من الدهون، إلا أنه يُعد من الوجبات الخفيفة، سهلة الهضم. تاريخ الثريد
يُعتبر الثريد من أشهر الأكلات المعروفة منذ القدم، وحتى قبل مجيء رسول الله صلى الله عليه وسلم. في الماضي كانت المرأة في الجاهلية، تقوم بتقطيع الخبز إلى قطع أشبه باللُقيمات، ثم تسلق اللحم، وتأخذ مرقه لتُضيفه إلى الخبز المقطع، وبعدها تضع اللحم على سطح الخبز، ويُقدم بهذا الشكل. فكان نبي الله إبراهيم، هو أول من صنع الثريد، كما أنها من الوجبات التي كان العرب يُقدمها قديماً للضيوف على سبيل الكرم. ومع التطور واختلاف الوصفات، وتعددها، بدأ الجميع يُضيف إليه مجموعة من الإضافات حسب الرغبة، فمنهم من أضاف الأرز، ومنهم من أضاف مجموعة من الخضروات. طريقة عمل الثريد
أولاً: المكونات
عدد 5 أرغفة من الخبز الناشف، أو من الخبز الرقاق. كيلو من اللحم المسلوق والمقطع مكعبات متوسطة الحجم. بطاطس مقطعة إلى مكعبات. إسلام ويب - فتح الباري شرح صحيح البخاري - كتاب الأطعمة - باب الثريد- الجزء رقم3. 2 ملعقة كبيرة من الصلصة. ملعقة كبيرة من كل نوع من التوابل (ملح- فلفل- زنجبيل-حبهان-شطة- كركم- قرفة)
ملعقة كبيرة من الثوم المفروم.
طريقة عمل الثريد خطوة بخطوة - موسوعة
ويختلف مسمى الثريد في دولة ليبيا، حيث يُطلق عليه المثرودة، بينما يُطلق عليه في مصر الفتّة ويضاف إليه الأرز، ليصبح أحد أفضل الوجبات المصرية، وفي المغرب يُطلقون عليه الشخشوخة، وفي بعض البلدان العربية يُطلق عليه التشريب.
ما هو الثريد - علوم
يتسائل الكثيرين عن معني الثريد المذكور في حديث النبي صلّ الله عليهِ وسلم، بينما الثريد هو إحدى أشهر الوصفات العربية، والتي تنتشر في جميع الدول بالوطن العربي، ولكنها تختلف من حيث المسمى في كل بلد، كما تختلف من حيث الإضافات وفقاً لعادات كل بلد، ويرجع الثريد لزمن النبي محمد صلّ الله عليه وسلم، حيث كان من أكثر الوجبات المفضلة إليه.
طريقة عمل الثريد وأبرز فوائده | قل ودل
الحديث ترجمة رجال الحديث دلالة الحديث ما يرشد إليه الحديث لقدْ كانَ للنّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ منَ النّساءِ أمَّهاتِ المؤمنينَ رضيَ الله عنهنَّ منْ كنَّ لهنَّ الفضلُ في نشرِ دعوةِ الإسلامِ ونقلِ مصادرِ ديننا، ولقدْ كانَ في حديثِ النّبيِّ عليه الصّلاةُ والسّلام منَ الشّواهدِ الّتي تبيِّنُ فضلهنَّ وصفاتهنَّ، ومنْهنَّ رضيَ اللهُ عنهنَّ؛ أمُّ المؤمنينَ عائشةُ بنتُ أبي بكرٍ الصّدّيقِ ، وسنعرضُ حديثاً في مناقبها وفضلها. الحديث: يروي الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ الله في الصّحيحِ: ((حدّثنا آدمُ، حدّثنا شعبةُ، وقالَ: حدّثنا عمرو، أخبرنا شعبةُ، عنْ عمرِو بنِ مرّةَ، عنْ مرَّةَ، عنْ أبي موسى الأشعريُّ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: قالَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: "كملَ منَ الرّجالِ كثيرٌ، ولمْ يكملْ منَ النّساءِ إلّا مريمُ بنتُ عمرانَ، وآسِيةُ امرأةُ فرعونَ، وفضلُ عائشةَ على النّساءِ كفضلِ الثّريدِ على سائرِ الطّعامِ". رقمُ الحديث:3769)). ما هو الثريد المذكور في الحديث - موسوعة. ترجمة رجال الحديث: الحديثُ المذكورُ وردَ في صحيح البخاريِّ للإمامِ محمّدِ بنِ إسماعيلَ البخاريِّ في كتابِ فضائلِ أصحابِ النّبيِّ، بابُ فضلُ عائشةَ رضيَ الله عنها، والحديثُ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي موسى الأشعريِّ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ اللهِ بنُ قيسٍ الأشعريُّ، منَ الصّحابةِ المكثرينَ في رواية الحديث، أمّا رجال السّندِ الآخرونَ: آدمُ: وهوَ أبو الحسنِ، آدمُ بنُ أبي إياسٍ العسقلاني (132ـ220هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الرّواية منْ تبعِ الأتباعِ.
تاريخ النشر: الإثنين 7 رمضان 1431 هـ - 16-8-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 139081
8946
0
324
السؤال
شيوخنا الأفاضل.... قال الله تعالى فى سورة النور: (الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ). صدق الله العظيم. سؤالي: ما المقصود فى الآية هل القول أم النساء؟ وإن كان المقصود النساء هل معنى ذلك أن كل من ابتلي بامرأة خبيثة أو من ابتليت برجل خبيث هل يعني ذلك أنه خبيث أيضا؟ وإن كان كذلك ألم يبتل الله سيدنا لوط عليه السلام بامرأة خبيثة وفرعون كانت زوجته سارة من المؤمنات. نرجو التفسير بأسلوب بسيط حتى تتضح المسألة وبارك الله فيكم وجزاكم كل خير؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قدمنا في الفتوى رقم: 33972 ، أن للمفسرين قولين في هذه الآية، فقيل إن الخبيثات يراد بها الأقوال الخبيثة وقيل إنها يراد بها النساء، وإذا كان المراد هو النساء فمعنى هذا أن الغالب من حال الناس ميل الخبيث للخبيثة وميل الطيب للطيبة، وقد تنخرم القاعدة أحياناً فيحصل خلاف ذلك، وليس معناها أن الطيب إذا تزوج فاجرة يكون خبيثاً والعكس كذلك.
5228 - حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن مَنْصُور الطُّوسِيّ, قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن عَبْد اللَّه الزُّبَيْرِيّ, قَالَ: ثنا سُفْيَان, عَنْ الْأَعْمَش عَنْ أَبِي سُفْيَان, عَنْ جَابِر, قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِر أَنْ يَقُول: " يَا مُقَلِّب الْقُلُوب ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينك "! جريدة المغرب | ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا (1). فَقَالَ لَهُ بَعْض أَهْله: يُخَاف عَلَيْنَا وَقَدْ آمَنَّا بِك وَبِمَا جِئْت بِهِ ؟ قَالَ: " إِنَّ الْقَلْب بَيْن أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِع الرَّحْمَن تَبَارَكَ وَتَعَالَى " يَقُول بِهِ هَكَذَا; وَحَرَّكَ أَبُو أَحْمَد أُصْبُعَيْهِ. قَالَ أَبُو جَعْفَر: وَإِنَّ الطُّوسِيّ وَسَقَ بَيْن أُصْبُعَيْهِ. 5229 - حَدَّثَنِي سَعِيد بْن يَحْيَى الْأُمَوِيّ, قَالَ: ثنا أَبُو مُعَاوِيَة, قَالَ: ثنا الْأَعْمَش عَنْ أَبِي سُفْيَان, عَنْ أَنَس قَالَ: كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرًا مَا يَقُول: " يَا مُقَلِّب الْقُلُوب ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينك "! قُلْنَا: يَا رَسُول اللَّه قَدْ آمَنَّا بِك, وَصَدَّقْنَا بِمَا جِئْت بِهِ, فَيُخَاف عَلَيْنَا ؟ قَالَ: " نَعَمْ, إِنَّ الْقُلُوب بَيْن أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِع اللَّه يُقَلِّبهَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى ".
ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة
زيغ القلب: وهو من الأمراض الخطيرة التي إن أصابت القلب حرفته عن طريق الصواب؛ فعلى المسلم دائمًا أن يدعوَ بثبات قلبه كما أوصى النبيّ صلى الله عليه وسلم. غِلّ القلب: وهذا من الأمراض الخطيرة والمنتشرة في دنيا الناس، والغِلّ يحمل المعاني القبيحة من حقدٍ وحسدٍ وضغينةٍ ونفاقٍ، وعلى المسلم أن يتخلّص من هذه الأمراض المتعلّقة بغلّ القلب؛ كي لا يخسر قلبه، ويقع في دوائر المعاصي والآثام. غِلظة القلب: وهذا المرض ضدّ الرأفة والرقة، ويعني الشدَّة والقسوة غير المحمودة، والتي تجعل الناس ينفرون من أصحاب هذا المرض؛ قال الله عزّ وجلّ: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ). ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا. [٧]
نفاق القلب: وهو من الأمراض التي إن أصابت القلب أودت به إلى دائرة الشرك والبُعدِ عن طريق الحقّ، وبالتالي نقصٍ في الإيمان، ومن يصبه هذا المرض؛ يزدهُ اللهُ مرضًا حتّى يودي به إلى الهلاك، قال الله تعالى: (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا). [٨]
المراجع ^ أ ب سورة آل عمران، آية:8
↑ أبو جعفر الطبري، تفسير الطبري جامع البيان ط هجر ، صفحة 228.
جريدة المغرب | ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا (1)
وقد قال القرطبي عند قوله سبحانه: {وهب لنا من لدنك رحمة} قال: "أي: من عندك ومن قِبَلَك تفضلاً، لا عن سبب منا ولا عمل. وفي هذا استسلام وتطارح". ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا english. وقال ابن عاشور: "طلبوا أثر الدوام على الهدى، وهو الرحمة في الدنيا والآخرة، ومنع دواعي الزيغ والشر. وجُعِلَت الرحمة من عند الله؛ لأن تيسير أسبابها، وتكوين مهيئاتها بتقدير الله؛ إذ لو شاء لكان الإنسان معرضاً لنزول المصائب والشرور في كل لمحة؛ فإنه محفوف بموجودات كثيرة، حية وغير حية، هو تلقاءها في غاية الضعف، لولا لطف الله به بإيقاظ عقله لاتقاء الحوادث، وبإرشاده لاجتناب أفعال الشرور المهلكة، وبإلهامه إلى ما فيه نفعه، وبجعل تلك القوى الغالبة له قوى عمياء، لا تهتدي سبيلاً إلى قصده، ولا تصادفه إلا على سبيل الندور؛ ولهذا قال تعالى: {الله لطيف بعباده} (الشورى:19) ومن أجلى مظاهر اللطف أحوال الاضطرار والالتجاء". وقال الرازي: "واعلم أن تطهير القلب عما لا ينبغي مُقَدَّم على تنويره بما ينبغي، فهؤلاء المؤمنون سألوا ربهم أولاً أن لا يجعل قلوبهم مائلة إلى الباطل والعقائد الفاسدة، ثم إنهم أتبعوا ذلك بأن طلبوا من ربهم أن ينور قلوبهم بأنوار المعرفة، وجوارحهم وأعضائهم بزينة الطاعة".
كلنا ثقة بالنصر | بوابة أخبار اليوم الإلكترونية
وقوله: { بعد إذ هديتنا} تحقيق للدعوة على سبيل التلطّف؛ إذ أسندوا الهَدْي إلى الله تعالى ، فكان ذلك كرماً منه ، ولا يرجع الكريم في عطيته ، وقد استعاذَ النبي صلى الله عليه وسلم من السلب بعد العطاء. وإذْ اسم للزمن الماضي متصرّف ، وهي هنا متصرّفة تصرّفاً قليلاً؛ لأنّها لمّا أضيف إليها الظرف ، كانت في معنى الظروف ، ولما كانت غير منصوبة كانت فيها شائبةُ تصرّففٍ ، كما هي في يومئذٍ وحينئذٍ ، أي بعد زمن هدايتِك إيانا. ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا و هب لنا. وقوله: { وهب لنا من لدنك رحمة} طلبوا أثَرَ الدوام على الهُدى وهو الرحمة ، في الدنيا والآخرة ، ومنع دواعي الزيغ والشر. وجعلت الرحمة من عند الله لأنّ تيسير أسبابها ، وتكوين مهيّئاتها ، بتقدير الله؛ إذ لو شاء لكان الإنسان معَرّضاً لنزول المصائب والشرور في كلّ لمحة؛ فإنّه محفوف بموجودات كثيرة ، حيّة وغير حيّة ، هو تلقاءَها في غاية الضعف ، لولا لطف الله به بإيقاظ عقله لاتّقاء الحوادث ، وبإرشاده لاجتناب أفعال الشرور المهلكة ، وبإلهامه إلى ما فيه نفعه ، وبجعل تلك القوى الغالبةِ له قوى عمياءَ لا تهتدي سبيلاً إلى قصده ، ولا تصادفه إلاّ على سبيل الندور ولهذا قال تعالى: { اللَّه لطيف بعباده} [ الشورى: 19] ومن أجلَى مظاهر اللطف أحوال الاضطرار والالتجاء وقد كنت قلت كلمة «اللّطْفُ عند الاضطرار».
تفسير آية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا - موضوع
فلا يسعنا إلا أن نُكثر من الاستغفار والتوبة اعترافًا منا بعجزنا عن أن نُوفي حق الله علينا وشكر نعمته، وأيضًا: فإن مَن ذاق الأنس والقرب، وجميل مناجاة القريب المجيب، وعَلِم قَدْر هذه النعمة أن جعله مسلمًا ومَنَّ عليه بالدين القيم؛ عَلِم أن الاجتباء الحقيقي والتفضيل الحقيقي، إنما هو بنعم الآخرة؛ لذلك سيكون حريصًا أشد الحرص على بقاء هذه النعمة، وعدم التفريط فيها، بل قلَّ حتى نقصانها، بل سيجتهد في زيادتها؛ لعلمه أن في ذلك مزيد لذة، وأنس وسعادة، ونعيم قلبه. وقد كان أكثر دعائه -صلى الله عليه وسلم- كما في الحديث عن أمِّ سلمة -رضي الله عنها- أنها قالت: كانَ أَكْثرُ دعائِهِ: ( يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ) قالَت: فقُلتُ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أكثرُ دعاءكَ يا مقلِّبَ القلوبِ ثبِّت قلبي على دينِكَ؟ قالَ: ( يا أمَّ سلمةَ، إنَّهُ لَيسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُهُ بينَ أصبُعَيْنِ من أصابعِ اللَّهِ، فمَن شاءَ أقامَ، ومن شاءَ أزاغَ)، فتلا معاذٌ: ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا) (آل عمران:8). وفي قوله -تعالى-: ( رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) (آل عمران:8)، قال ابن عثيمين -رحمه الله-: "وقوله: ( بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا): هذه الجملة لا يُراد بها الافتخار، وإنما يُراد بها التوسل بالنعم السابقة إلى النعم اللاحقة، فكأنهم يقولون: ربنا إنك مَنَنْت علينا بالهداية أولًا، فنسألك أن تمن علينا بثبوت هذه الهداية فلا تزغها".
وقال الشيخ الشعراوي رحمه الله: "إن الراسخين في العلم يطلبون رحمة هبة، لا رحمة حق؛ فليس هناك مخلوق له حق على الله إلا ما وهبه الله له. والراسخون في العلم يطلبون من الله الرحمة من الوقوع في الهوى بعد أن هداهم الله". الوقفة السادسة: خُتمت الآية الكريمة بما يدل على أن هبة (الرحمة) شأن من شؤون العلي القدير، ووصف من أوصافه، فقال سبحانه على ألسنة الضارعين المبتهلين: {إنك أنت الوهاب} في هذا تأكيد رحمة الله بعدة مؤكدات، منها: (إن) التي للتوكيد، ومنها تأكيد الضمير بقوله {أنت} ومنها القصر، أي: لا يهب هذه الرحمة أحد سواك، وذلك بتعريف الطرفين، و(القصر) هنا لأجل كمال الصفة فيه تعالى؛ لأن هبات الناس بالنسبة لما أفاض الله من الخيرات شيء لا يُعبأ به. تفسير آية ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا - موضوع. يتبع
[٢]
وذكر ابن كثير في تفسيره للآية ما روته أمّ سلمة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قوله: "يا مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قَلبي على دِينِكَ" ، [٣] بعدها قرأ قوله تعالى: (رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ)؛ [١] وقد تساءلت أم سلمة عن إكثار النبيّ-صلى الله عليه وسلم- من هذا الدعاء، وتعجّبت من تقلّب القلب؛ فأخبرها أنّ القلوب بين إصبعين من أصابع الله عزّ وجلّ، وهو وحده إن شاء أقامها وثبتها وإن شاءَ أزاغها.