بمناسبة افتتاح هذا الكتاب الكريم العظيم؛ كتاب التوحيد لـ ابن خزيمة سنذكر مقدمة أصيلة وتأصيلاً كاملاً لعلم التوحيد؛ حتى يظهر جلياً لطلبة العلم ما يأسسون عليه بنيانهم، ثم يسيرون على نهجه. إن التوحيد هو أشرف العلوم على الإطلاق، فشرف العلم -كما بينا سابقاً- من شرف المعلوم، ولا أحد أشرف من الله جل وعلا، والناس حاجتهم إلى التوحيد أشد من حاجتهم إلى الماء والهواء، فلا يستقيم إيمان عبد، ولا يقبل عند ربه جل وعلا، ولا ينجيه الله من الخلود في نار جهنم إلا بالتوحيد الخالص من الشرك. 2 من أقسام التوحيد. والتوحيد قسمه بعض المتأخرين تقسيماً استنباطياً اجتهادياً، وقد استنبط هذا شيخ الإسلام، وهذا التقسيم هو تقسيم التوحيد إلى قسمين: القسم الأول: هو التوحيد العلمي الخبري. القسم الثاني: التوحيد الإرادي الطلبي. أو بتقسيم آخر: توحيد العبادة، أو توحيد الله جل وعلا بأفعاله. القسم الثاني: توحيد الله بأفعال العباد.
- 2 من أقسام التوحيد
- وجعلني مباركًا أينما كنت
2 من أقسام التوحيد
نسأل الله السلامة. وأما توحيد الأسماء والصفات فهو: إفراد الله عز وجل بما له من الأسماء والصفات ، فيعتقد العبد أن الله لا مماثل له في أسمائه وصفاته ، وهذا التوحيد يقوم على أساسين:
الأول: الإثبات: أي إثبات ما أثبته الله لنفسه في كتابه أو أثبته له نبيه صلى الله عليه وسلم من الأسماء الحسنى والصفات العلى على وجه يليق بجلال الله وعظمته من غير تحريف لها أو تأويل لمعناها أو تعطيل لحقائقها. أو تكييف لها. الثاني: التنزيه: وهو تنزيه الله عن كل عيب ، ونفي ما نفاه عن نفسه من صفات النقص ، والدليل على ذلك قوله تعالى: ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) فنزه نفسه عن مماثلته لخلقه ، وأثبت لنفسه صفات الكمال على الوجه اللائق به سبحانه. ينظر ( الحجة في بيان المحجة 1 / 305) و ( لوامع الأنوار البهية 1 / 57).
[٥]
توحيد الألوهية: وهو أن يُفرد العبد خالقه -تعالى- بالعبادة بجميع صورها وأشكالها، الظاهرة منها والباطنة، وقد سُمِّيَ توحيد الألوهية بذلك: لأنّه مبنيٌ على التأله لله وحده؛ أيّ التَّعبد له مصحوبًا بالمحبة والتبجيل والتعظيم للخالق سبحانه دون سواه، كما أنَّ فيه يتعبَّد المرء ربه باجتناب ما نهى عنه وفعل ما أمر به، وهو ذاته توحيد القصد والطلب. توحيد الأسماء والصفات: وهو إفراد الله -تعالى- بما يختصُّ به من الأسماء والصفات، فلا مُماثل لله في صفاته أو أسمائه، وينبغي في هذا النوع من التوحيد إقامة أمرين هما: إثبات ما أثبته الله من الأسماء لنفسه من خلال القرآن الكريم، أو ما ثبت من خلال السنة النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتنزيه الخالق عن كلِّ نقصٍ أو عيبٍ ونفي ما نفاه عن نفسه من الصِّفات التي تحتمل النَّقص ونحوه، حيث قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وهناك أمور ذُكر أنها مباركة
القران ( كتاب أنزلنه إليك مبارك)
بركة القرآن إذا احتواه صدرك بورك فاتسع
وانشرح ، وإذا قرأته في بيتك سادته الملائكة وبورك فيه ، وإذا عملت بما فيه بوركت في عمرك بزيادة الأجر ورفع الدرجات.
وجعلني مباركًا أينما كنت
فإن قيل: لم يكن لعيسى مال ، فكيف يؤمر بالزكاة؟قيل: معناه بالزكاة لو كان لي مال. وقيل: بالاستكثار من الخير. ( ما دمت حيا)
﴿ تفسير الوسيط ﴾
وقوله: وَجَعَلَنِي نَبِيًّا أدعو الناس إلى عبادته وحده وَجَعَلَنِي أيضا بجانب نبوتي مُبارَكاً أى: كثير الخير والبركة أَيْنَ ما كُنْتُ أى: حينما حللت جعلني مباركا، فأينما شرطية وجوابها محذوف لدلالة ما قبله عليه. وَأَوْصانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ أى: بالمحافظة على أدائهما ما دُمْتُ حَيًّا في هذه الدنيا. ﴿ تفسير ابن كثير ﴾
وقوله: ( وجعلني مباركا أين ما كنت) قال مجاهد ، وعمرو بن قيس ، والثوري: وجعلني معلما للخير. (وجعلني مباركاً أينما كنت). وفي رواية عن مجاهد: نفاعا. وقال ابن جرير: حدثني سليمان بن عبد الجبار ، حدثنا محمد بن يزيد بن خنيس المخزومي ، سمعت وهيب بن الورد مولى بني مخزوم قال: لقي عالم عالما هو فوقه في العلم ، فقال له: يرحمك الله ، ما الذي أعلن من عملي ؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر; فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده ، وقد أجمع الفقهاء على قول الله: (وجعلني مباركا أين ما كنت) ، وقيل: ما بركته ؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، أينما كان. وقوله: ( وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا) كقوله تعالى لمحمد صلى الله عليه وسلم: ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [ الحجر: 99].
"وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً" [مريم: 31]
جاءت هذه المقولة على لسان روح الله عيسى عليه السلام وهو في المهد أي في بداية مسيرة حياته، وهي في الواقع ليست مجرد تبيان لحقيقةٍ مرتبطة بالنبي عيسى عليه السلام؛ إنما هي شعار رائع ومبدأ عظيم لتمثلِهِ والعمل بموجباته (اجعلني مباركاً أينما كنت)! وجعلني مباركًا أينما كنت. والبركة هي الخير الوفير والنماء.. والإنسان المبارك هو الذي يلقي البركة وينشر الخير وفيرا متصلا متتالياً أينما حل وحيثما كان.. وقد كانت بركة عيسى ومحمد وجميع الرسل صلوات الله وسلامه عليهم متنزلة على أقوامهم ومتنامية دون أن يكون خيرهم منتهياً أو منقطعا برحيلهم عن عالمنا.. إنما ممتد باقٍ إلى يومنا هذا!
إذا أذنب يستغفر ويستشعر أن الله غفور
إذا مرض، يسأل الله العافيه ويستشعر أن الله الشافي..
إذا جربتِ هذه الطريقة ستتغير حياتك
5- الإنسان المبارك في قلبه نور..
إذا حصلت معصية انتشرت بين الناس قلبه ما يقبل هذه المعصية
لوجود البركة والنور في قلبه. و يحميه الله من المعاصي
و هذه درجة عالية من البركة
6 - الإنسان المبارك ينشرح صدره لأمر الله و كلامه
7- المبارك إذا عمل صالحاً فرِح
كيف ذلك ؟
• يفرح أن الله يسر له الطاعة. • يفرح أن الله شغله بها ولم يشغله بالتوافه و المعاصي
• يفرح أن الله أعطاه القدرة على الطاعة
8 - الإنسان المبارك مفتاح للخير أينما حل نفع
* المبارك يعلم أن استقامته مهما كانت ثابتة بإذن الله هي
أقل شكر له سبحانه ولا ينتظر الكرامات
و ختاماً:
مفتاح البركة يحتاج وقفة!