كذلك المؤمن إذا مات ووصل إلى حضرة ذي الجلال فالدهشة تغلبه ، والحياء يمنعه عن الكلام فيسألونه عن الأمر الذي لم يغلط فيه في الدنيا وهو التوحيد ، فإذا ذكره زالت الدهشة والوحشة عنه. وثالثها: أنه تعالى لما عرف موسى كمال الإلهية [ ص: 23] أراد أن يعرفه نقصان البشرية ، فسأله عن منافع العصا فذكر بعضها فعرفه الله تعالى أن فيها منافع أعظم مما ذكر ، تنبيها على أن العقول قاصرة عن معرفة صفات النبي الحاضر فلولا التوفيق والعصمة كيف يمكنهم الوصول إلى معرفة أجل الأشياء وأعظمها. (وما تلك بيمينك يا موسى ) - YouTube. ورابعها: فائدة هذا السؤال أن يقرر عنده أنه خشبة حتى إذا قلبها ثعبانا لا يخافها. السؤال الثاني: قوله: ( وما تلك بيمينك ياموسى) خطاب من الله تعالى مع موسى - عليه السلام - بلا واسطة ، ولم يحصل ذلك لمحمد - صلى الله عليه وسلم - فيلزم أن يكون موسى أفضل من محمد. الجواب من وجهين:
الأول: أنه تعالى كما خاطب موسى فقد خاطب محمدا - عليه السلام - في قوله: ( فأوحى إلى عبده ما أوحى) [ النجم: 10] إلا أن الفرق بينهما أن الذي ذكره مع موسى - عليه السلام - أفشاه الله إلى الخلق ، والذي ذكره مع محمد - صلى الله عليه وسلم - كان سرا لم يستأهل له أحد من الخلق.
- (وما تلك بيمينك يا موسى ) - YouTube
- القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 17
- في معنى قوله تعالى “وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى” – التصوف 24/7
- من وصايا لقمان الحكيم
- من وصايا لقمان الحكيم يابني
(وما تلك بيمينك يا موسى ) - Youtube
بتصرّف. ↑ وهبة الزحيلي، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة الثانية)، دمشق: دار الفكر المعاصر، صفحة 28، جزء 9. بتصرّف. ↑ محمد الأمين الهرري (2001)، تفسير حدائق الروح والريحان في روابي علوم القرآن (الطبعة الأولى)، بيروت- لبنان: دار طوق النجاة، صفحة 45، جزء 10. بتصرّف.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 17
وثانيها: أن موسى - عليه السلام - أحس بأنه تعالى إنما سأله عن أمر العصا لمنافع عظيمة. فقال موسى: إلهي ما هذه العصا إلا كغيرها ، لكنك لما سألت عنها عرفت أن لي فيها مآرب أخرى ، ومن جملتها أنك كلمتني بسببها فوجدت هذا الأمر العظيم الشريف بسببها. وثالثها: أن موسى - عليه السلام - أجمل رجاء أن يسأله ربه عن تلك المآرب فيسمع كلام الله مرة أخرى ، ويطول أمر المكالمة بسبب ذلك. ورابعها: أنه بسبب اللطف انطلق لسانه ثم غلبته الدهشة فانقطع لسانه وتشوش فكره فأجمل مرة أخرى ، ثم قال وهب: كانت ذات شعبتين كالمحجن ، فإذا طال الغصن حناه بالمحجن ، وإذا حاول كسره لواه بالشعبتين ، [ و] إذا سار وضعها على عاتقه يعلق فيها أدواته من القوس والكنانة والثياب ، وإذا كان في البرية ركزها وألقى كساء عليها فكانت ظلا. وقيل: كان فيها من المعجزات أنه كان يستقي بها فتطول بطول البئر وتصير شعبتاها دلوا ويصيران شمعتين في الليالي ، وإذا ظهر عدو حاربت عنه. وإذا اشتهى ثمرة ركزها فأورقت وأثمرت. وكان يحمل عليها زاده وماءه وكانت تماشيه ويركزها فينبع الماء فإذا رفعها نضب وكانت تقيه الهوام. اعراب وما تلك بيمينك يا موسى. واعلم أن موسى - عليه السلام - لما ذكر هذه الجوابات أمره الله تعالى بإلقاء العصا فقال: ( ألقها ياموسى) وفيه نكت:
إحداها: أنه - عليه السلام - لما قال: ( ولي فيها مآرب أخرى) أراد الله أن يعرفه أن فيها مأربة أخرى لا يفطن لها ولا يعرفها وأنها أعظم من سائر مآربه فقال: ( ألقها ياموسى فألقاها فإذا هي حية تسعى).
في معنى قوله تعالى “وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى” – التصوف 24/7
وجملة: (اضمم... وجملة: (تخرج... ) لا محلّ لها جواب شرط مقدّر غير مقترنة بالفاء. البلاغة: 1- الاستعارة التصريحية: في قوله تعالى: (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ). أصل الجناح للطائر، ثم أستعير لجنب الإنسان، لأن كل جنب في موضع الجناح للطائر، فسميت الجهتان جناحين، بطريق الاستعارة. 2- الاحتراس والكناية: في قوله تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ). السوء: الرداءة والقبح في كل شيء، وكنى به عن البرص، كما كنى عن العورة بالسوأة، لما أن الطباع تنفر عنه والأسماع تمجه، وفائدة التعرض لنفي ذلك (الاحتراس) فإنه لو اقتصر على قوله تعالى: (تَخْرُجْ بَيْضاءَ) لأوهم، ولو على بعد ذلك، من برص ويجوز أن يكون الاحتراس عن توهم عيب الخروج عن الخلقة الأصلية، على أن المعنى، تخرج بيضاء من غير عيب وقبح في ذلك الخروج، أو عن توهم عيب مطلقا. 23- اللام للتعليل (من آياتنا) متعلّق بمحذوف مفعول به ثان. والمصدر المؤوّل (أن نريك.. ) في محلّ جرّ باللام متعلّق بفعل محذوف تقديره آتيناك ذلك لنريك... وجملة: (نريك... ) لا محلّ لها صلة الموصول الحرفيّ (أن) المضمر. 24- (إلى فرعون) متعلّق ب (اذهب)، وعلامة الجرّ الفتحة لامتناعه من الصرف.. في معنى قوله تعالى “وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى” – التصوف 24/7. وجملة: (اذهب... ) لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
^ أ ب محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير ، القاهرة-مصر: دار الفكر العربي، صفحة 227. بتصرّف. ↑ سورة الشعراء، آية: 63. ↑ سعيد القحطاني، الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى (الطبعة الأولى)، المملكة العربية السعودية: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، صفحة 359. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 50. ↑ سورة الأعراف، آية: 130. ↑ سورة الأعراف، آية: 133. ↑ عمر الأشقر (1989)، الرسل والرسالات (الطبعة الرابعة)، الكويت: دار النفائس، صفحة 129. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 63. ↑ الرازي، ابن أبي حاتم (1419)، تفسير ابن أبي حاتم، الأصيل ، السعودية: مكتبة نزار مصطفى الباز، صفحة 130، جزء 1. بتصرّف. ^ أ ب سيد مبارك (2004)، معجزات الأنبياء والمرسلين ، القاهرة: المكتبة المحمودية، صفحة 77-80. بتصرّف. ↑ سورة البقرة، آية: 73. ↑ "معنى الطمس وعدد الآيات وأن الأنبياء لم يدعوا على أممهم إلا بعد اليأس منهم" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 15-12-2020. القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة طه - الآية 17. ^ أ ب فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب التفسير الكبير (الطبعة الثالثة)، بيروت: دار إحياء التراث العربي، صفحة 413-414، جزء 21. بتصرّف. ↑ سورة الإسراء، آية: 101. ↑ محمد عمارة، تقرير علمي رد على كتاب "مستعدين للمجاوبة" لـ سمير مرقص ، مصر: مجلة الأزهر، صفحة 130.
تاريخ الإضافة: 5/11/2018 ميلادي - 26/2/1440 هجري
الزيارات: 2935
♦ الآية: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: طه (17). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ وَمَا تِلْكَ ﴾ وما التي ﴿ بِيَمِينِكَ ﴾ في يدك اليمنى؟
♦ تفسير البغوي "معالم التنزيل": قوله عز وجل: ﴿ وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى ﴾ سؤال تقرير، والحكمة في هذا السؤال تنبيهه وتوقيفه على أنها عصا حتى إذا قلبها حيَّةً علم أنها معجزة عظيمة، وهذا على عادة العرب، يقول الرجل لغيره: هل تعرف هذا، وهو لا يشك أنه يعرفه، ويريد أن ينضم إقراره بلسانه إلى معرفته بقلبه. تفسير القرآن الكريم
الوصية الخامسة: –
وفيها نصح لقمان ابنه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لأنهم من مكارم الأخلاق لما فيهم من خدمة عظيمة للمجتمع. الوصية السادسة: –
الصبر عند المحن وخصوصاً عند دعوة الناس إلى المعروف فإنه يقابل أناس اعداء كثيرة. تحاول أن تثبط من عزيمته وعندها يجب على المسلم أن يصبر حتى يوزن الأمور. الوصية السابعة: –
التواضع وعدم التكبر فقد أوصى لقمان ابنه ألا يتكبر على الناس وأن يتوسط في مشيته وأن يخفض من صوته وأن يتبسم في وجه الناس. الوصية الثامنة: –
أدب المحادثة عدم ارتفاع الصوت عند الكلام وعدم خفضه جدًا والأفضل الاعتدال في الصوت. ومن وصايا لقمان نستنتج أن التربية بالموعظة هي لون من ألوان التربية الإسلامية ولعلها هي أفضل أنواع وايضا المخاطبة والنصيحة بالعطف واللين. وهذه أيضًا من أنجح الطرق في التربية وخصوصاً أن النفس البشرية تميل إلى من يعطف عليها والمخاطبة بالبنوة في طريقة الأنبياء في تربيتهم لأبنائهم،
شاهد أيضًا: حكم مسلية عن مدح الخيل لشعراء الجاهلية
لقد اشتملت نصائح لقمان لابنه على أصول التربية القومية ولا أعتقد أن نظريات التربية القديمة أو الحديثة قد ساوت تلك الأصول التي أوردها الله سبحانه وتعالى على لسان رجل وصف بالحكمة، نتمنى أن نكون أفدناكم، ومتنسوش لايك وشير للمقال ومنتظرين تعليقاتكم
من وصايا لقمان الحكيم
من وصايا لقمان لابنه مراقبة الله في السر والعلن، وإقام الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعدم التكبر والإعجاب بالنفس، والقصد في المشي دون خيلاء ولا تمارت. مراقبة الله في السر والعلن
الأمر بإقامة الصلاة بشروطها وأركانها وواجباتها
الأمر بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
التحذير من الكبر والعجب
النهي عن المشي مختالاً معجباً
الأمر بالقصد في المشي
الأمر بغض الصوت وخفضه
من وصايا لقمان الحكيم يابني
وقال تعالى: ﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا عَبْدًا مَمْلُوكًا لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَنْ رَزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [النحل: 75، 76]. والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. [1] تفسير ابن كثير رحمه الله (11/ 51). [2] تفسير ابن كثير رحمه الله (11 /51 – 52)، وقال محققوه: إسناده ضعيف، الأشعث هو ابن سوار، قال الحافظ: ضعيف. وهو من بلاغات ابن عباس رضي الله عنه ولا نعلم من أخبر ابن عباس بذلك! وقد رواه جماعة عن لقمان بهذا الوصف أو قريب منه كما سيسوقه المصنف، وهذا يشبه أن يكون قد أخذوه من مصدر واحد، ولكن لا نستطيع أن نجزم أنهم أخذوه عن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم مع إمكانية ذلك وجوازه؛ لأنه من الممكن أن يكونوا قد حملوه عن أهل الكتاب، وقد أُمروا أن يحدثوا عنهم، ولا حرج عليهم في ذلك، والله أعلم، والخبر أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره.
قال الشيخ ابن سعدي رحمه الله: «ووجه كون الشرك ظلمًا عظيمًا أنه لا أفظع وأبشع مَن سوَّى المخلوق من تراب بمالك الرقاب، وسوَّى الذي لا يملك من الأمر شيئًا بمالك الأمر كله، وسوَّى الناقص الفقير من جميع الوجوه بالرب الكامل الغني من جميع الوجوه، وسوَّى من لم ينعم بمثقال ذرة من النعم بالذي ما بالخلق من نعمة في دينهم ودنياهم وأُخراهم وقلوبهم وأبدانهم إلا منه، ولا يصرف السوء إلا هو، فهل أعظم من هذا الظلم شيء؟ وهل أعظم ظلمًا ممن خلقه الله لعبادته وتوحيده، فذهب بنفسه التي خلقها الله في أحسن تقويم، فجعلها في أخس المراتب، جعلها عابدة لمن لا يُسوي شيئًا، فظلم نفسه ظلمًا كثيرًا» [3]. ولقد أبدى الله وأعاد كثيرًا في كتابه الكريم في النهي عن الشرك لعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة، فأما في الدنيا فإن صاحبه يحرم الأمن والهداية، وأما في الآخرة فشقاء الأبد وخلود في نار جهنم لا يموت فيها ولا يحيا، وأما من وحد الله فعيشه أنعم العيش وحياته أطيب الحياة، وفي الآخرة ينعم برضا الله ونعيم باق، وخلود دائم في جنة عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين.