Post navigation
← السابق
التالي →
كلمات مضيئة.. فكفرت بأنعم الله
كنت كثير التأمل في كلام الله في القران الكريم وهو يخاطب الانسان لكي يتعلم ويفكر ويعتبر ، وكنتً اجد في تلك الآيات القرآنية الهداية للانسان لكي يعرف طريقه الذي يحبه الله من عباده ، كل اَية هي دستور كامل للمعرفة التي يحتاجها الانسان اذا احسن فهمها وعرف المراد منها ، الغاية من قراءة القران الكريم هو حسن الفهم لما يريده الله والتدبر في تلك المعاني واكتشاف الدلالات ومعرفة المقاصد المرجوة ، القران. خطاب الله للانسان لكي يستمد منه منهجه في الحياة. الذي يليق بذلك الانسان المستخلف من الله علي الحياة المؤتمن على استمرارها ،ويستمد الاسلام من مجموع الآيات. التي خوطب بها الانسان ، وكل اَية تعبر عن حالة خاصة ادت اليها ، وتخاطب من يعيشها ، ومهمة المفسر ان يساعد المخاطب لكي يفهم المراد من ذلك. وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ | تفسير القرطبي | النحل 112. الخطاب الالهي بكلياته وأغراضه ومقاصده ، كل اَية هي دستور للحياة ، الانسان هو المخاطب بذلك الخطاب وهو المكلف به ، وهو المؤتمن عليه ، وهو خطاب لكل جيل ، وكل جيل مؤتمن على فهمه بما يترجح له انه الحق كما يراه هو وليس من كان قبله او جاء بعده ، وبما يشعره ان ذلك الخطاب هو له في ذلك الموقف الذي يعيشه بما يحقق الاغراض المرجوة من ذلك الخطاب ، في ظل محنة كورونا كانت هناك تساؤلات كثيرة وجادة حول ذلك الوباء الذي هاجم الانسانية بكل جبروتها وكبريائها وغرور طغاتها ، وتأملت طويلا فيما احدثه ذلك الوباء في حياة الانسان من تغيرات ومستجدات لم تكن من قبل واهمها ذلك الخوف المقرون بالعجز ، وسوف.
فكفرت بأنعم الله العظمى السيد
وقريب من القول الثالث ما حكاه ابن جرير عن بعض أهل الكوفة أنّ "أنعماً" جمعُ نَعَمَاء، مثل: بأساء وأبؤس، وضراء وأضرّ. ولعله يريد الفراء، فقد نقله عنه ابن عقيل في شرح التسهيل. وكذلك "نُعمَى" تُجمع على أَنْعُم، وهي في وصف الحال، كبؤسى تُجمع على أبؤس،
كما قال امرؤ القيس بعد أن عدد ما كان ينعم به ثم ما أصابه من تحول العافية وزوال النِّعَم وتوالي النقم: وبُدِّلتُ قرحاً داميا بعد صحة... فيا لك من نُعْمَى تحولن أبؤسا فلو أنها نفس تموت جميعة... ما قصة القرية التي أذاقها الله الجوع والخوف بعد أن كفرت بأنعم الله ؟.. "الشعراوي" يجيبك. ولكنها نفس تساقط أنفسا وهذا يدلك على أن (نُعْمَى) فيها معنى الجمع، فلكثرة ما كان ينعم به كان في نُعْمَى، ولذلك قال: (تحولن) وكان يمكنه أن يقول: (تحولْتِ) فلا يحتاج إلى الالتفات؛ فعلمنا أنه عدل إلى الالتفات مبالغة في النص على الكثرة، وهذا يدل بالمقابلة على دلالة جمع (أبؤس) على الكثرة. ولا يخفى ما يدل عليه سياق كلامه من إرادة الكثرة، فإن إرادة القلة منافية للبلاغة. والخلاصة أنّ كلمة "أنعم" جمع الجمع أو جمع أسماء المصادر الدالة على التنعّم الكثير السابغ ، وكلاهما دالٌّ على الكثرة الكثيرة جداً. وإضافة "أنعم" إلى الاسم الظاهر أو الضمير دالة على العموم؛ فتعمّ كلّ نعمة أنعم الله بها عليهم، ولا يخفى على متأمّل ما يدل عليه السياق في قوله تعالى: {شاكراً لأنعمه} وقوله: {فكفرت بأنعم الله} من إرادة الكثرة.
فكفرت بأنعم الله العنزي
قال تعالى:{ ضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون}.. الكفر لغة: هو التغطية، يقال عن الزارع كافر ، لأنه يكفر البذرة في التراب, أما اصطلاحاًً: فيطلق على من يجحد نعم الله تعالى ويغطيها. من سياق الآية الكريمة يتضح بأن كفران النعمة وعدم تأدية حقها ، يوجب العذاب الأليم من الله عز وجل، فما هي صور الكفران للنعمة ؟. – صور كفران النعم الاعتقادي:
* كفران نعمة الفطرة: إن الإنسان خلق على الفطرة السليمة ، إلا إنه بارتكابه للمعاصي والذنوب يخالف تلك الفطرة ، وشيئاً فشيئاً تسلب منه هذه النعمة ، ليعيش بعدها في ظلمات التيه والضلال. * كفران نعمة الإسلام: إن الإنسان عليه أن يعلم بأنه في أمة شرفت بنعمة الإسلام – أرقى الأديان السماوية المستجمع لكل موجبات الرقي والتكامل – ، والتي تحمل بين كفيها كتاباً يعكس وحي السماء ، وهو القرآن الكريم ، وبالتالي لا ينبغي أن يخرج عليه ويتردى في غيره ، بدعوى الحضارة المادية المزيفة التي تخلو من البلوغ الفكري والنفسي. فكفرت بأنعم الله العنزي. * كفران نعمة الإيمان (الولاية): كما نعلم أن البعض يظل متحيراً ، يفتش في بطون الكتب عن المذهب الحق ، ولا يكاد يصل ، ونحن -بحمد الله -ولدنا في بيئة ولائية ، فعلينا أن نحاول من خلال المطالعة والتأمل والتدبر، تحويل هذا الإيمان الفطري إلى مسلك في الحياة عن قناعة ، وأن نبالغ في شكر هذه النعمة بالإتباع والعمل ، وإلا فسيكون مصيرنا الحسرة والندامة كما جاء في حيث إمامنا الباقر(ع): (إن أشد الناس حسرة يوم القيامة ، عبد وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره).
فكفرت بأنعم الله على
وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ قوله تعالى {وضرب الله مثلا قرية} هذا متصل بذكر المشركين. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا على مشركي قريش وقال: (اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف). فابتلوا بالقحط حتى أكلوا العظام، ووجه إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم طعاما ففرق فيهم. {كانت آمنة} لا يهاج أهلها. {يأتيها رزقها رغدا من كل مكان} من البر والبحر؛ نظيره {يجبى إليه ثمرات كل شيء} [القصص: 57] الآية. {فكفرت بأنعم الله} الأنعم: جمع النعمة؛ كالأشد جمع الشدة. وقيل: جمع نعمى؛ مثل بؤسى وأبؤس. وهذا الكفران تكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم. فكفرت بأنعم الله والذاكرات. {فأذاقها الله} أي أذاق أهلها. {لباس الجوع والخوف} سماه لباسا لأنه يظهر عليهم من الهزال وشحوبة اللون وسوء الحال ما هو كاللباس. {بما كانوا يصنعون} أي من الكفر والمعاصي. وقرأه حفص بن غياث ونصر بن عاصم وابن أبي إسحاق والحسن وأبو عمرو فيما روى عنه عبدالوارث وعبيد وعباس {والخوف} نصبا بإيقاع أذاقها عليه، عطفا على {لباس الجوع} وأذاقها الخوف.
فكفرت بأنعم الله والذاكرات
"وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً
كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ
بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا
يَصْنَعُونَ" (الحج: 112)
يقول العلامة الراحل الشيخ محمد متولي
الشعراوي:
الحق سبحانه وتعالى بعد أنْ تكلَّم عن الإيمان
بالله والإيمان بصدق رسوله في البلاغ عنه، واستقبال منهج الله في الكتاب والسنة، وتكلم
عن المقابل لذلك من الكفر واللجاج والعناد لله وللرسول وللمنهج. أراد سبحانه أنْ يعطينا
واقعاً ملموساً في الحياة لكل ذلك، فضرب لنا هذا المثل. ومعنى المثل: أن يتشابه أمران تشابهاً تاماً
في ناحية معينة بحيث تستطيع أن تقول: هذا مثل هذا تماماً. والهدف من ضرب الأمثال أنْ يُوضِّح لك مجهولاً
بمعلوم، فإذا كنتَ مثلاً لا تعرف شخصاً نتحدث عنه فيمكن أن نقول لك: هو مثل فلان ـ
المعلوم لك ـ في الطول ومثل فلان في اللون.. إلخ من الصور المعلومة لك، وبعد أن تجمع
هذه الصور تُكوِّن صورة كاملة لهذا الشخص الذي لا تعرفه. فكفرت بأنعم الله العظمى السيد. لذلك، فالشيء الذي لا مثيلَ له إياك أن تضرب
له مثلاً، كما قال الحق سبحانه:
{
فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ ٱلأَمْثَالَ}
[النحل: 74].
وقوله تعالى: { إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ} أي إن في هذا الذي حل بهؤلاء من النقمة والعذاب وتبديل النعمة وتحويل العافية عقوبة على ما ارتكبوه من الكفر والاثام لعبرة ودلالة لكل عبد صبار على المصائب شكور على النعم " أ.
وما يريد الله أن يثيره هنا هو علاقة العمل بنتائجه السلبية أو الإيجابية في الدنيا والآخرة، ليتمثّل الإنسان معنوياً صورة عمله السيىء في الآخرة مقابل ما تَمثَّله فيه من صورة إيجابية مادية في الدنيا، ذلك أن النتائج السلبية للعمل السيىء، تقلب الصورة التي كان عليها العمل في الدنيا رأساً على عقب.
اللهم بعلمك الغيب، وقدرتك على الخلق، أحيني ما علمت الحياة خيرا لي، وتوفّني إذا علمت الوفاة خيراً لي، اللهمّ إنّي أسألك خشيتك في الغيب والشّهادة، وأسألك كلمة الحقّ في الرّضا والغضب، وأسألك القصد في الغنى والفقر، وأسألك نعيماً لا ينفد، وأسألك قرة عينٍ لا تنقطع، وأسألك الرّضا بعد القضاء، وأسألك برد العيش بعد الموت، وأسألك لذّة النّظر إلى وجهك، والشّوق إلى لقائك، في غير ضراء مضرة، ولا فتنةً مضلّة، اللهم زينّا بزينة الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين. اللهمّ إني أسألك يا الله بأنك الواحد الأحد، الصّمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم. اللهم إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكلّ اسمٍ هو لك سمّيت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علّمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همّي. ادعية ذو الحجة مفاتيح الجنان مكتوبة - مخزن. اللهمّ اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلّغنا به جنّتك، ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدّنيا، اللهمّ متّعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقوّاتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منّا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدّنيا أكبر همّنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلّط علينا من لا يرحمنا.
ادعية ذو الحجة 1436هـ، سبتمبر
اللهم يا سميع الدّعوات، ويا مقيل العثرات ويا قاضي الحاجات، ويا كاشف الكربات، ويا غافر الزّلات، اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنّك سميعٌ مجيب.
سبحان الله وبحمد سبحان الله العظيم، سبحان الله عدد ما كان وعدد ما هو كائن وعدد ما سيكون، الله أكبر والحمد لله على فضله العظيم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم. أدعية ذي الحجة لأبي المتوفي مكتوبة مستجابة. اللهم أجعلنا ممن يقولون القول الطيب ويعملون به، اللهم أجعلنا ممن إذا عملوا عملوا بإخلاص وجهد، اللهم أقبل أعمالنا الصالحة في ميزان حسناتنا، اللهم نعمنا برحمتك وغفراك يا رب العالمين. اللهم أجعلنا من الذاكرين لك، الشاكرين لفضلك، اللهم تقبل توبتنا وأرفع عنا ذنوبنا، واجب دعواتنا إليك في هذه الأيام المباركة، وثبت حجتنا يوم العرض العظيم وعافنا وأعف عنا يا أرحم الراحمين. اللهم يا من يُظهر منا الحميل ويستر عنا القبح والسوء، اللهم يا أرحم الراحمين، يا واسع المغفرة، يا باسط الرحمة في كل مكان، ربنا يا عظيم المن يا كريم الصفح، يا مانح النعم والعطايا، ربنا ليس لنا سواك، ولا توجد لنا رغبة إلا ان ترحمنا وتعفو عنا يا أرحم الراحمين. اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، اللهم متعنا بأسماعنا، وأبصارنا، وقواتنا ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا من لا يرحمنا.