وجاءت العبارة في الحسنات ب " لها " من حيث هي مما يفرح المرء بكسبه ويسر بها ، فتضاف إلى ملكه وجاءت في السيئات ب " عليها " من حيث هي أثقال وأوزار ومتحملات صعبة ، وهذا كما تقول: لي مال وعلي دين. وكرر فعل الكسب فخالف بين التصريف حسنا لنمط الكلام ، كما قال: فمهل الكافرين أمهلهم رويدا. قال ابن عطية: ويظهر لي في هذا أن الحسنات هي مما تكتسب دون تكلف ، إذ كاسبها على جادة أمر الله تعالى ورسم شرعه ، والسيئات تكتسب ببناء المبالغة ، إذ كاسبها يتكلف في أمرها خرق حجاب نهي الله تعالى ويتخطاه إليها ، فيحسن في الآية مجيء التصريفين إحرازا ، لهذا المعنى. - في هذه الآية دليل على صحة إطلاق أئمتنا على أفعال العباد كسبا واكتسابا ، ولذلك لم يطلقوا على ذلك لا خلق ولا خالق ، خلافا لمن أطلق ذلك من مجترئة المبتدعة. ومن أطلق من أئمتنا ذلك على العبد ، وأنه فاعل فبالمجاز المحض. وقال المهدوي وغيره: وقيل معنى الآية لا يؤاخذ أحد بذنب أحد. قال ابن عطية: وهذا صحيح في نفسه ولكن من غير هذه الآية. ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا او اخطانا. - قال الكيا الطبري: قوله تعالى: لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت يستدل به على أن من قتل غيره بمثقل أو بخنق أو تغريق فعليه ضمانه قصاصا أو دية ، فخلافا لمن جعل ديته على العاقلة ، وذلك يخالف الظاهر ، ويدل على أن سقوط القصاص عن الأب لا يقتضي سقوطه عن شريكه.
- ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفاء منا
- إذا ابتليتم فاستتروا - (عراريات) (Araryat)
ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفاء منا
وأصل معنى الإصر ما يؤصر به أي يربط ، وتعقد به الأشياء ، ويقال له: الإصار - بكسر الهمزة - ثم استعمل مجازا في العهد والميثاق المؤكد فيما يصعب الوفاء به ، ومنه قوله في آل عمران: ( قال آقررتم وأخذتم على ذلكم إصري) وأطلق أيضا على ما يثقل عمله ، والامتثال فيه ، وبذلك فسره الزجاج والزمخشري هنا وفي قوله ، في [ ص: 141] سورة الأعراف: ويضع عنهم إصرهم وهو المقصود هنا ، ومن ثم حسنت استعارة الحمل للتكليف; لأن الحمل يناسب الثقل فيكون قوله ولا تحمل ترشيحا مستعارا لملائم المشبه به وعن ابن عباس ولا تحمل علينا إصرا عهدا لا نفي به ، ونعذب بتركه ونقضه. وقوله: كما حملته على الذين من قبلنا صفة لـ " إصرا " أي: عهدا من الدين كالعهد الذي كلف به من قبلنا في المشقة ، مثل ما كلف به بعض الأمم الماضية من الأحكام الشاقة مثل أمر بني إسرائيل بتيه أربعين سنة ، وبصفات في البقرة التي أمروا بذبحها نادرة ونحو ذلك ، وكل ذلك تأديب لهم على مخالفات ، وعلى قلة اهتبال بأوامر الله ورسوله إليهم ، قال تعالى في صفة محمد - صلى الله عليه وسلم - ويضع عنهم إصرهم. وقوله: ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به أي: ما لا نستطيع حمله من العقوبات ، والتضعيف فيه للتعدية ، وقيل: هذا دعاء بمعافاتهم من التكاليف الشديدة ، والذي قبله دعاء بمعافاتهم من العقوبات التي عوقبت بها الأمم ، والطاقة في الأصل الإطاقة خففت بحذف الهمزة كما قالوا: جابة وإجابة ، وطاعة وإطاعة.
تم تفسير سورة البقرة بعون الله وتوفيقه وصلى الله على محمد وسلم
والله أعلم.
إذا ابتليتم فاستتروا - (عراريات) (Araryat)
القائمة طويلة وهي تشمل أسئلة حساسة كثيرة محورية ومهمة ذات مغزى يتهامس بها الناس، منها ما يتردد على مواقع الإنترنت وأحسب أنها وغيرها تؤكد أنه مستقر في وجدان كل مواطن، إننا لن نستطيع أن نحقق إنجازاً يذكر على أي صعيد أو في أي جبهة من جبهات العمل الوطني، ولن يبلغ العمل التنموي مداه، ولا اي تطور اقتصادي أهدافه ما لم نكون جادين، منتهى الجدية والحسم في التصدي للفساد وجعل هذا الهدف في صدارة الأولويات.. لا أن نتذرع بـ «إذا ابتليتم فاستتروا»..!!! !
17-05-2009, 11:50 AM
المشاركه # 1
عضو هوامير المميز
تاريخ التسجيل: Jul 2006
المشاركات: 3, 898
السلام عليكم
من أغرب الظواهر الاجتماعية التي تفشت في مجتمعنا اليوم تفاخر الشباب بالفسوق وكأن الرجولة أصبحت تقاس بكثرة المعاصي، فكلما كثرت، زادة معها نسبة الرجولة. أصبح الشباب يتباهون ويتفاخرون بها وللاسف بالاعلان عنها جهرةً بين اصدقائهم وحتي في المنتديات العامة علي الانترنت وليحظوا بتصفيق حار ممن هم علي شاكلتهم. انه من المحزن جدا ان يمتليء مجتمعنا بمثل هذه النماذج المخزية من الشباب الذين يفترض بهم ان يكونوا قادة المستقبل. إذا ابتليتم فاستتروا - (عراريات) (Araryat). أصبحت السطحية وانعدام الاخلاق من الصفات البارزة التي تتحلي بها هذه الفئة من الشباب. فانعدم الحياء عندهم وأصبح أكبر أهدافهم الوصول الي الحضيض. أين الخلل؟ هل هو في الشباب أنفسهم؟ أم في عوائلهم وقلة متابعتهم لهم؟ أم هو في الحياة ومغرياتها؟ أم هو الفراغ الذي يعيشون فيه؟. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: كل أمتي مُعافي إلا المُجاهرون. وان من المجانة أن يعمل الرجلُ بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.