ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتجهز والخروج إلى مكة فكان الفتح. [ ص: 25] قوله تعالى ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم القراءة بالرفع على الاستئناف لأنه ليس من جنس الأول ولهذا لم يقل " ويتب " بالجزم لأن القتال غير موجب لهم التوبة من الله جل وعز وهو موجب لهم العذاب والخزي وشفاء صدور المؤمنين وذهاب غيظ قلوبهم ونظيره: فإن يشأ الله يختم على قلبك تم الكلام. ثم قال: ويمح الله الباطل. والذين تاب الله عليهم مثل أبي سفيان وعكرمة بن أبي جهل وسليم بن أبي عمرو ، فإنهم أسلموا. وقرأ ابن أبي إسحاق ( ويتوب) بالنصب. وكذا روي عن عيسى الثقفي والأعرج ، وعليه فتكون التوبة داخلة في جواب الشرط ؛ لأن المعنى: إن تقاتلوهم يعذبهم الله. وكذلك ما عطف عليه. ثم قال: ويتوب الله أي إن تقاتلوهم. قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ – التفسير الجامع. فجمع بين تعذيبهم بأيديكم وشفاء صدوركم وإذهاب غيظ قلوبكم والتوبة عليكم. والرفع أحسن ؛ لأن التوبة لا يكون سببها القتال ، إذ قد توجد بغير قتال لمن شاء الله أن يتوب عليه في كل حال.
تفسير قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين [ التوبة: 14]
ومن قال من علماء الأدب وغيرهم إن ذلك كله من المجاز في الكلمة لصحة سلب الفعل عن الفاعل البعيد فإن مالك البناء لم يضع لبنة وإنما هو شأن البناء الذي باشر العمل إنما أراد الفعل بخصوصية صدوره عن الفعل المباشر ومن المسلم أن المباشرة إنما هي شأن الفاعل القريب، ولا كلام لنا فيه وإنما الكلام فيما يتصور له من الوجود المتوقف إلى فاعل موجد.
ألم يقل الله تعالى: أَلا تُقَاتِلُونَ [التوبة:13]؟ وهذا إثارة وتهييج. بمعنى: ما لكم. [ثانياً: وجوب خشية الله تعالى بطاعته وترك معصيته]؛ لقوله تعالى: أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ [التوبة:13]، فلهذا لا يخشى المؤمن غير ربه؛ إذ بيده ملكوت كل شيء، تخشى فلان وفلان وفلان فتترك طاعة الله! تفسير قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين [ التوبة: 14]. اخش الله ولا تترك طاعته، ولا تخشاهم واعصهم ولا تبالي بهم؛ لأن الله أقوى منهم، فهذا الذي تخافه أنت الله أقوى منه، فكيف تعصي الله وتطيع الضعيف وتعصي القوي؟! (أَتَخْشَوْنَهُمْ) وهذا لوم وعتاب، (فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ)، إذا كنتم تخافون من الموت، ومن أن يقتلوكم، فالله بيده الموت والحياة، وبيده كل شيء وهو أحق بأن يخاف. [وجوب خشية الله تعالى بطاعته وترك معصيته]، وإلا ما هي خشية الله؟ الخوف الذي يحملني على أن أطيعه في أمره ولا نعصيه في نهيه. [ثالثاً: لازم الإيمان الشجاعة فمن ضعفت شجاعته ضعف إيمانه]؛ لقوله تعالى: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ [التوبة:14]. [لازم الإيمان الشجاعة فمن ضعفت شجاعته ضعف إيمانه]، فلهذا كان الأصحاب أشجع الخلق، فكانوا يرمون بأنفسهم في المعارك حتى يستشهدوا؛ لأنهم عرفوا أن الموت بيد الله، إن شاء أمات وإن شاء أحيا، فكيف نخاف هذا من سلاحه والله فوقه؟!
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم
(وَيُخْزِهِمْ): الخزي؛ أي الفضيحة؛ لأنّ بعضهم كأبي جهل والوليد وغيرهم الخزي بالنّسبة لهم كالعذاب بل أشدّ. (وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ): كعبد الله بن مسعود وسيّدنا بلال وغيرهم من المؤمنين الأوائل الّذين عُذّبوا وكانت صدورهم مجروحةً من كثرة العذاب والإيلام فشفى الله سبحانه وتعالى هذه الصّدور من خلال موقعة بدر. ([1]) سنن التّرمذيّ: كتاب صفة القيامة والرّقائق والورع عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم، الحديث رقم (2516). قاتِلُوهُمْ: فعل أمر مبني على حذف النون، والواو فاعله، والهاء مفعوله. يُعَذِّبْهُمُ: مضارع مجزوم لأنه جواب الأمر، والهاء مفعوله
اللَّهُ: لفظ الجلالة فاعله. بِأَيْدِيكُمْ: أيديكم اسم مجرور بالباء وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء والكاف في محل جر بالإضافة. والميم علامة جمع الذكور. والجار والمجرور متعلقان بالفعل، والجملة لا محل لها جواب شرط لم يقترن بالفاء أو بإذا الفجائية. وَيُخْزِهِمْ: مضارع معطوف على يعذبهم مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الياء، والهاء مفعول به، والجملة معطوفة. قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم. وكذلك جملة « يَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ » وجملة « يَشْفِ صُدُورَ ». وَيَشْفِ: مضارع مجزوم بحذف حرف العلة
صُدُورَ: مفعول به
قَوْمٍ: مضاف إليه.
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ)
نشدّ على أيادي المجاهدين في جنين، وندعو شعبنا إلى تصعيد المواجهة ضد الاحتلال ومستوطنيه في عموم الضفة الغربية
نشيد برجال المقاومة الأبطال في مخيم جنين الصمود، الذين تصدّوا ببسالة لجيش الاحتلال الصهيوني وقوّاته الخاصة، دفاعاً عن عائلة الشهيد رعد فتحي حازم، وعن جنين أرض النضال والجهاد والمقاومة، حيث ارتقى الشهيد المجاهد أحمد السعدي "أبو إسلام"، من كتيبة جنين، أثناء كمين نصبته المقاومة لقوّات الاحتلال المهاجمة صباح اليوم. إنَّنا وإذ نزفّ الشهيد أحمد السعدي إلى شعبنا الفلسطيني وأمَّتنا العربية والإسلامية، لندعو شعبنا إلى التصعيد في عموم الضفة الغربية في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه، ونصرة لأهلنا وشبابنا في جنين، الذين ضربوا أروع الأمثلة في الوحدة والعمل المشترك، تصدّياً للاحتلال واعتداءاته المتكرّرة. إنَّ دماء الشهداء الذين اصطفاهم الله في شهر رمضان المبارك، لن تذهب هدراً، وإنَّ رجال المقاومة على عهد الشهداء، وشعبنا وأمَّتنا على وعد من الله بالنصر والتمكين.
قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ – التفسير الجامع
للبحث في شبكة لكِ النسائية:
(روضة السعداء - منتديات لكِ النسائية - الأرشيف)...
09-02-2010, 09:47 PM
#1
تفسير الاية الكريمة(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمْ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَي
(( الحمد الله رب العلمين. والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد الاولين والاخرين وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين)) [/ CENTER] والاً: مقدمة مبسطة على الجهاد
"الجهـــــــــــــــــــــــــاد"
ما هو الجهاد الحقيقي _ و متى يسمى جهاداً؟ هو الذي قصد به وجه الله, واريد به إعلاء لكلمة الله, ورفع رايه الاسلام, وتمكين لهدايته في الارض وتركيز للدين الحق, ومطاردة الباطل, وبذل النفس في مرضاه الله. فإذا أريد به شئ دون ذلك من حظوظ الدنيا فإنه..... لا يسمى جهاد ~ ومن ثمة الجهاد هو أفضل من التطوع الحج, والعمرة, وأفضل من تطوع الصلاة, والصوم وهو مع ذلك ينتظم كل لون من الوان العبادات سواء منها ماكان من عبادات الظاهر او الباطن فإن فيه من عبادات الباطن الزهد فى الدنيا و مفارقة الوطن و هجرة الرغبات حتىسماه الإسلام "الرهبنة" وفيه تضحيه بالنفس والمال وبيعهما لله, وهوثمرة من ثمرات الحب الايمان واليقين والتوكل. ~ تشريع الجهاد فى الاسلام
أول ماشرع الجهاد...
ارسل الله رسوله الى الناس ليدعوهم الي طريق الهدى ودين الحق.
فإن قالوا: لما كان حصول ذلك الخزي مستلزما لحصول هذا النصر ، كان إفراده بالذكر عبثا ، فنقول: ليس الأمر كذلك ؛ لأنه من المحتمل أن يحصل الخزي لهم من جهة المؤمنين ، إلا أن المؤمنين يحصل لهم آفة بسبب آخر ، فلما قال:( وينصركم عليهم) دل على أنهم ينتفعون بهذا النصر والفتح والظفر. ورابعها: قوله:( ويشف صدور قوم مؤمنين) وقد ذكرنا أن خزاعة أسلموا ، فأعانت قريش بني بكر عليهم حتى نكلوا بهم ، فشفى الله صدورهم من بني بكر ، ومن المعلوم أن من طال تأذيه من خصمه ، ثم مكنه الله منه على أحسن الوجوه فإنه يعظم سروره به ، ويصير ذلك سببا لقوة النفس ، وثبات العزيمة. وخامسها: قوله:( ويذهب غيظ قلوبهم). ولقائل أن يقول: قوله:( ويشف صدور قوم مؤمنين) معناه أنه يشفي من ألم الغيظ ، وهذا هو عين إذهاب الغيظ ، فكان قوله:( ويذهب غيظ قلوبهم) تكرارا.
قلت: يا رسول الله، ألست من أهل البيت؟ قال: "إنك إلى خير، إنك من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم". وأخرج ابن مردويه ، والخطيب، عن أبي سعيد الخدري قال: كان يوم أم [ ص: 39] سلمة أم المؤمنين، فنزل جبريل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآية: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال: فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بحسن وحسين وفاطمة وعلي، فضمهم إليه ونشر عليهم الثوب، والحجاب على أم سلمة مضروب، ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا"، فقالت أم سلمة: فأين أنا؟ قال: "إنك إلى خير". وأخرج الترمذي وابن جرير ، والطبراني ، وابن مردويه عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وسلم: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت. في بيت أم سلمة فدعا فاطمة وحسنا وحسينا فجللهم بكساء، وعلي خلف ظهره، ثم قال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ". قالت أم سلمة: فأنا معهم يا نبي الله؟ قال: "أنت على مكانك وأنت على خير". سبب نزول قوله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33]. وأخرج الترمذي وصححه، وابن جرير ، وابن المنذر ، والحاكم وصححه، وابن مردويه ، والبيهقي في "سننه" من طرق، عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت.
تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣١٨
وقال: "اللهم هؤلاء أهل بيتي، اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا". قلت: يا رسول الله وأنا من أهلك؟ قال: وأنت من أهلي". قال واثلة: إنه لأرجى ما أرجوه. تفسير الميزان - السيد الطباطبائي - ج ١٦ - الصفحة ٣١٨. وأخرج ابن سعد، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن الحسن بن علي قال: نحن أهل البيت الذي قال الله: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. [ ص: 42] وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ، والترمذي وحسنه، وابن جرير ، وابن المنذر ، والطبراني ، والحاكم ، وصححه، وابن مردويه ، عن أنس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمر بباب فاطمة إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت، إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا. وأخرج مسلم عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أذكركم الله في أهل بيتي" فقيل: لزيد: ومن أهل بيته؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده؛ آل علي، وآل عقيل وآل جعفر، وآل عباس. وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني ، وابن مردويه وأبو نعيم ، والبيهقي معا في "الدلائل" عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما، فذلك قوله: وأصحاب اليمين [الواقعة: 27] و أصحاب الشمال [الواقعة: 41]، فأنا من أصحاب اليمين، وأنا خير أصحاب اليمين، ثم جعل القسمين أثلاثا، فجعلني في خيرها ثلثا، فذلك قوله: فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون [الواقعة: 8-10].
سبب نزول قوله تعالى : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب : 33]
فهنا لا مشكلة عندهم في طهارة مريم عليها السلام لان عائشة لم تحارب مريم اما المشكلة عندهم في النبي وآله صلوات الله وسلامه فيقولون ان النبي وآله ليسوا مطهرين ولكن ان عدنا الى كلام النبي وآله فالرسول صلى الله عليه وآله يقول في تفسير السيوطي عن ابن عباس, قال: قال رسول اللّه (ص): ان اللّه قسم الخلق قسمين فجعلني في خيرهما قسما الى قوله: ثم جعل القبائل بيوتا فجعلني في خيرها بيتا فذلك قوله تعالى: (انما يريد اللّه …) فانا و اهل بيتي مطهرون من الذنوب الشوكاني – تفسير فتح القدير الجزء: ( 1) – رقم الصفحة: ( 1168. السيوطي – الدر المنثور – الجزء: ( 5) – رقم الصفحة: ( 199) البيهقي – دلائل النبوة – باب ذكر شرف وأصل الرسول (ص) وللحديث مصادر وقد رواه أيضا الطبراني في الحديث: " 146 " من ترجمة الامام الحسن عليه السلام تحت الرقم: " 2674 " العام من كتاب المعجم الكبير: ج 3 ص 51 ط. ورواه ايضا الحافظ الحسكاني فيما رواه عن ابن عباس في شأن نزول آية التطهير تحت الرقم: " 669 " من كتاب شوهد التنزيل: ج 2 ص 29 ط 1. ورواه السيد المرشد بالله يحيى بن الحسين الشجري كما في باب فضائل أهل البيت من ترتيب أماليه ص 151 رواه الترمذي في أول باب مناقب النبي صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب المناقب تحت الرقم: " 3684 " من سننه: ج 5 ص 243.
قالت أم سلمة: أنا معهم يارسول الله ،قال:" أنت على مكانك، وأنت إلى خير".