20-05-2015, 04:50 PM #1 واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم
ذكر المفسرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه قوم من عظماء أهل الشرك، فرأوه جالساً مع بعض صحابته، من بينهم: خَبَّاب، وصهيب، وبلال، فسألوه أن يقيمهم عنه، إذا حضروا. قالوا: فَهَمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يفعل، فأنزل الله عليه: {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه} (الأنعام:52). ثم كاد يقوم، ويتركهم قعوداً، فأنزل الله عليه: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} (الكهف:28). ولنا مع هذه الآية الأخيرة الوقفات التالية: الوقفة الأولى: قوله عز وجل: {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}. هذا أمر منه سبحانه لنبيه بملازمة ضعاف المسلمين، بقوله: {واصبر نفسك}، أي: احبسها معهم حبس ملازمة. واصبر نفسك. قال السعدي: "في قوله: {واصبر نفسك} أَمْرٌ بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم، وإن كانوا فقراء؛ فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى... و(الصبر) المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام".
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول - ملك الجواب
"واصبر نفسك" أي: احبسها وثبتها، و"مع" تقتضي الصحبة والموافقة، والأمر بالصبر هنا يظهر منه كبير اعتناء بهؤلاء الذين أمر أن يصبر نفسه معهم، وهي أبلغ من التي في الأنعام "ولا تطرد الذين يدعون" الآية، قاله أبو حيان الأندلسي. "الذين يدعون ربهم"، وقد أورد الطبرى معانٍ لـ"يدعون"، منها الدعاء، وصلاتا الصبح والعصر، وذكر الله، وتلاوة القرآن، والعبادة. وقال الشوكاني في فتح القدير: "ذكر الغداة والعشي كناية عن الاستمرار على الدعاء في جميع الأوقات. وقيل: في طرفي النهار، وقيل: المراد صلاة العصر والفجر، ومعنى يريدون وجهه أنهم يريدون بدعائهم رضا الله سبحانه، والجملة في محل نصب على الحال". "ولا تعد عيناك عنهم"، أي لا تتجاوزهم، قال الرازي: "وإنما عدي بلفظة عن؛ لأنها تفيد المباعدة، فكأنه تعالى نهى عن تلك المباعدة"، وقال أبو حيان: "لا تصرف عيناك"، وذكر القرطبي ما روي عن الحسن: "لا تتجاوز عيناك إلى غيرهم من أبناء الدنيا طلبا لزينتها، (قال القرطبي) حكاه اليزيدي. قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} ، حديث «ألا أخبركم بأهل الجنة؟..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وقيل: لا تحتقرهم عيناك"، وقال الزجاج: لا تصرف بصرك إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة. "تريد زينة الحياة الدنيا"، قال الشوكاني في فتح القدير: "أي: مجالسة أهل الشرف والغنى، والجملة في محل نصب على الحال، أي: حال كونك مريدا لذلك، هذا إذا كان فاعل "تريد" هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإن كان الفاعل ضميرا يعود إلى العينين، فالتقدير: مريدة زينة الحياة الدنيا، وإسناد الإرادة إلى العينين مجاز، وتوحيد الضمير للتلازم".
﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم﴾ سمو بالذات عن الدنيا، وإيثار لمرضاة الرب ومحابه على حظوظ النفس، فلم يصاحبهم طلبا لعزة ولا جاه، ولا ليؤدوا له حقوق الأخوة ويواسونه، كلا كلا؛ لا حضور للدنيا وحظوظها وزينتها في علاقات المؤمن ومؤاخاته، فهل كان أولئك الذين نزلت فيهم الآية: بلال وصهيب ممن يرتجي منهم رسول الله صلى الله عليه وسلم نفعا دنيويا؟ أيملكون مواساته؟ ألم يكونوا دونه نسبا؟ فهل هذه المعاني حاضرة في مؤاخاتنا؟! علام يستحي بعضنا أن يرى قرابته صحبه في العلم والدعوة إذا كانوا أقل منه مالا وأضعف نفرا؟ أين هو من زين العابدين بن علي حين أحس بأن من حوله يلومونه على جلوسه عند مولى عمر زيد بن أسلم قائلين له: تدع قريشا، وتجالس عبد بني عدي! واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي سبب النزول - ملك الجواب. فقال: إنما يجلس الرجل حيث ينتفع؟ لا شك أن من يتدبر ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ﴾يصدع لسانه لأهل المقاييس الدنيوية بـ (إنما يجلس الرجل حيث ينتفع). دعونا نصارح أنفسنا: لماذا يجد المرء على نفسه إن لم يقوموا له بحق المواساة إلى حد اتخاذها ذريعة لهجرهم وترك سبيلهم؟! نعم؛ المواساة مطلب وواجب ولكنها ليست الغاية، وإذا عدنا إلى قصة كعب بن مالك الآنفة الذكر والتي فيها من تمثل هذه الآية ما فيها لرأينا أخلاقا أحرى بنا تمثلها عند الاختلاف، يقول كعب بن مالك "فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهناني، والله ما قام إلي رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة"([3]) لم يعتب عليهم فضلا عن هجرانهم لأن عينهم كانت ترى الإحسان ولم تكن ترى ما عداه، ولو استعملنا هذا مع صحبة العلم والدعوة لسلمت مؤاخاتنا من حظوظ النفس.
واصبر نفسك
ولما كان الإنسان مدنيا بطبعه جاء خطاب الوحي متناسبا مع جبلته الإنسانية ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [سورة الملك: 14]، فنرى في هذه الآية تشوف الإسلام إلى الاجتماع نأيا بالمسلم أن يكون فريسة سهلة لشياطين الإنس والجن، وقد أولت الشريعة عناية عظيمة بصحبة المسلم على اختلاف وتعدد وتنوع أنواع الصحبة؛ صحبة مطلقة كما نجد في هذه الآية وغيرها من نصوص في السنة، أو صحبة خاصة بالزوجة إذ نبهت على ضرورة حسن الاختيار في كل أنواع الصحبة، ولا عجب فهذه شريعة رب السماء. مواصفات جليسك أيها المسلم بينتها لك هذه الآية ﴿وَاصبِر نَفسَكَ مَعَ الَّذينَ يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ يُريدونَ وَجهَهُ﴾ إنهم 1- ﴿يَدعونَ رَبَّهُم بِالغَداةِ وَالعَشِيِّ﴾ مجالسهم عامرة بذكر الله، لا فيها لغو ولا باطل ولا مفاخرة بالأحساب والأنساب.
هذا أمر منه سبحانه لنبيه بملازمة ضعاف المسلمين، بقوله: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ}، أي: احبسها معهم حبس ملازمة. قال السعدي: "في قوله: { وَاصْبِرْ نَفْسَكَ} أَمْرٌ بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم، وإن كانوا فقراء؛ فإن في صحبتهم من الفوائد ما لا يحصى... والصبر المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام". وقد ذكر المفسرون في الدعاء = { يَدْعُونَ} الذي كان هؤلاء الرهط، الذين يدعون ربهم به أقوالاً: فقال بعضهم: هو الصلوات الخمس. وقال آخرون: هو شهود الصلوات المكتوبة. وقال آخرون: ذكرهم الله تعالى ذكره. وقال آخرون: كان ذلك تعلمهم القرآن وقراءته. وقال آخرون: عبادتهم ربهم. والصواب أن يقال: إن الله سبحانه أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم أن يصبر نفسه { مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} والدعاء لله، يكون بذكره وتمجيده والثناء عليه قولاً باللسان، وعملاً بالجوارح. وقد يجوز أن يكون القوم كانوا جامعين هذه المعاني كلها، فوصفهم الله بذلك بأنهم يدعونه بالغداة والعشي؛ لأن الله قد سمى العبادة دعاء، فقال تعالى ذكره: { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60].
قوله تعالى: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ} ، حديث «ألا أخبركم بأهل الجنة؟..» - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
ويزيدك وضوحا قول الزجاج: إن المعنى لا تصرف بصرك عنهم إلى غيرهم من ذوي الهيئات والزينة. [ ص: 351] قوله تعالى: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا روى جويبر عن الضحاك عن ابن عباس في قوله - تعالى -: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا قال: نزلت في أمية بن خلف الجمحي ، وذلك أنه دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمر كرهه من تجرد الفقراء عنه وتقريب صناديد أهل مكة; فأنزل الله - تعالى -: ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا يعني من ختمنا على قلبه عن التوحيد. واتبع هواه يعني الشرك. وكان أمره فرطا قيل هو من التفريط الذي هو التقصير وتقديم العجز بترك الإيمان. وقيل: من الإفراط ومجاوزة الحد ، وكأن القوم قالوا: نحن أشراف مضر إن أسلمنا أسلم الناس; وكان هذا من التكبر والإفراط في القول. وقيل: فرطا أي قدما في الشر; من قولهم: فرط منه أمر أي سبق. وقيل: معنى أغفلنا قلبه وجدناه غافلا; كما تقول: لقيت فلانا فأحمدته; أي وجدته محمودا. وقال عمرو بن معديكرب لبني الحارث بن كعب: والله لقد سألناكم فما أبخلناكم ، وقاتلناكم فما أجبناكم ، وهاجيناكم فما أفحمناكم; أي ما وجدناكم بخلاء ولا جبناء ولا مفحمين. وقيل: نزلت ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا في عيينة بن حصن الفزاري; ذكره عبد الرزاق ، وحكاه النحاس عن سفيان الثوري.
والله أعلم.
7. يا رب يا رب يا رب.. اسألك بعزك الذي لا يرام وبملكك الذي لا يضام وبنورك الذي مليء أركان عرشك.. يا مغيث اغثني.. اللهم لا تشمت أعدائي بدائي، واجعل القرآن العظيم دوائي وشفائي، انت ثقتي ورجائي واجعل حسن ظني بك شفائي. 8. اللهم ثبت علي عقلي وديني، وبك يا رب ثبت لي يقيني وارزقني رزقًا حلالًا يكفيني وأبعد عني شر من يؤذيني، ولا تحوجني لطبيب يداويني. الإسراء والمعراج.. موعد الليلة في 2022 وفضلها. دعاء ليلة الإسراء والمعراج مكتوب 9. اللهم استرني على وجه الأرض، اللهم ارحمني في بطن الأرض، اللهم اغفر لي يوم العرض عليك، بسم الله الرحمن الرحيم طريقي والرحمن رفيقي والرحيم يحرسني من كل شيء يلمسني. 10. اللهم يا مسهل الشديد ويا ملين الحديد ويا منجز الوعيد ويا من هو كل يوم في امر جديد، أخرجني من حلق الضيق إلى أوسع الطريق بك ادفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.. اللهم بشرني بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف وبشرني بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى.
ليله الاسراء والمعراج متى
أحداث ليلة الإسراء والمعراج
وقعت أحداث ليلة الإسراء والمعراج في عام الحزن الذي توفي فيه عمه ابو طالب وزوجته السيدة خديجة، وهي الرحلة التي قام بها الرسول الكريم مع سيدنا جبريل عبر البراق بعدما رماه أهل الطائف بالحجارة أثناء دعوتهم للدين الإسلامي. وفي هذه الرحلة تم الإسراء بالنبي من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، كما عرج عليه السلام إلى السموات السبع ثم رجع إلى مكة، ولما روى الحادث لأهله استهزأ به كفار قريش، وصدقة الصحابة، وعندها أنزل الله قوله تعالى في سورة الإسراء: "سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ". ليلة الإسراء والمعراج 2021
ليلة الإسراء والمعراج 2021 بدأت منذ فجر الأمس، وقد حدثت الرحلة قبل الهجرة بسنة، ولكن بالرغم من أن الإسراء والمعراج حدثا في ليلة 27 رجب قبل الهجرة بعام واحد، فورودهما في القرآن الكريم لم يترادفا، بل ذكر الإسراء أولا في سورة الإسراء، وتأخر الحديث عن المعراج إلى سورة النجم، التي وضعت بعد سورة الإسراء في ترتيب سور القرآن.
ت + ت - الحجم الطبيعي
وقعت ليلةُ الإسراءِ والمِعراج بحسبِ المشهور من الرّوايات في السّابعِ والعشرينَ من شهرِ رجب في السنة الثانيةَ عشرة من البعثةِ النّبوية، وهيَ ليلةٌ مميزةٌ في التّقويمِ الإسلاميّ، أُسرِيَ فيها برسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى على ظَهرِ دابَّةٍ أرسلها الله -سبحانه وتعالى- إليه، وتُسمّى البُراق، وبرفقةِ جبريل -عليه السلام- وصلا معاً إلى المسجد الأقصى وذلك في جزءٍ من الليل، حتّى عُرِجَ بهما بعدها إلى السّماوات العُلا من هناك انتهاءً إلى بلوغِهم سدرة المنتهى، ورجع إلى البيت الحرامِ من جديد في نفسِ تلك الليلة. تزامن وقوعُ هذه المُعجزة مع أحداثٍ مؤلمةٍ عانى منها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ كانت قُريش قد فرضت عليهم حِصاراً، وتُوُفّيَ عمُّه أبو طالب الذي كانَ يعصمه ويُدافِع عنه أمامَ قريشٍ، وكانت قد تُوفّيت زوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، كما كان قبل ذلك خروجه إلى الطائف ورميهم إياهُ بالحجارة، فأتت هذه الرحلة الروحانية الكريمة مواساةً لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتثبيتاً له، واختباراً لإيمانِ الصّحابة الكِرام. ثبتَ أمرُ هذه اللّيلةِ في النّصوص الشّرعية، إذ سُمَّيت بها سورةٌ في القرآنِ الكريمِ وهي سورةُ الإسراءِ، وجاءَ في مطلَعِها قوله -تعالى-: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ).