فاللهُمَّ ثبتنا على دينك، ولا تضلنا بعد إذ هديتنا، وأعذنا من فتنة المحيا والممات فلا نهلك، وأنت رجاؤُنا يا عظيم.
- قصه موسي وفرعون كامله
- قصة سيدنا موسى وفرعون
- من عمل صالحا فلنفسه ومن
- من عمل صالحا فلنفسه مشاري
قصه موسي وفرعون كامله
وقد كان أكثر قسمه -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح البخاري: " لَا وَمُقَلِّبَ الْقُلُوبِ "(أخرجه البخاري:6243). من أجل أن يذكر نفسه بفقره وحاجته إلى مولاه، وأنه مهما بلغ العبد؛ فإنه معرّض للبلاء والفتنة، مهما بلغ علمه وارتفعت مكانته، رحماك يا الله، لئن كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يشفقُ على نفسه وهو أمين الله على وحيه ومصطفاه، فماذا نقول؟ ولِمَ لا نخاف كخوفه؟ كان رسولكم -صلى الله عليه وسلم- كما في صحيح مسلم يقول في دعائه: " اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبنَا عَلَى طَاعَتِكَ "(أخرجه مسلم: 2654). واسمعوا إلى دعائه -صلى الله عليه وسلم- مع أنه أتقى الخلق وأبر الخلق وأخشع الخلق، فقد روى مسلمٌ عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: " أعُوذُ بعزَّتِكَ، لَا إِلَهَ إلَّا أَنْتَ، أنْ تُضِلَّني "(أخرجه مسلم 2717). قصه موسي وفرعون كامله. ومن فوائد موقفهم هو تذكرهم لما عند الله، وأن ثوابه أعظم مما يخسرونه، وأن عقابَه أشَدُّ مما يحذرونه، تأمل قولهم: ( إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)[طه:73]، ثوابًا وأعظم عقابًا منك، وخيره أَبْقى وأدوم من خيرك؛ لأنه باقٍ، وخيرُكَ وشرك زائلٌ، والخير الباقي خير من الفاني، والشر الفاني أهون من الباقي، وهذه الجملة بمقابلة ( أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى)[طه:71].
قصة سيدنا موسى وفرعون
قال ابن عباس: "فَجَعَلَتْ لا تَمُرُّ بشيءٍ من حِبالهم ولا من خشبهم إلا التقمَتْهُ، فعَرَفَ السحرةُ أن هذا شيءٌ من السماء، ليس هذا بسحرٍ، فخروا سُجَّدًا و( قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ * رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ)[الشعراء: 47-48]"(تفسير ابن كثير 2/317). وقالوا: لو كان هذا ساحرًا ما غلبنا، فسجدوا لله رب العالمين أمام الناس وأمام فرعون.
يسعدنا أن نروي لكم اليوم قصة فرعون للأطفال ، وفرعون هو كان لقب ملك مصر القديمة، في الحقبة الزمنية التي كان يعيش فيها سيدنا موسى ـ عليه السلام ـ، وحتى يومنا هذا لا يقال اسم فرعون إلا واصطحبه أسم سيدنا موسى، وذلك بسبب قصة دعوة موسى لفرعون ليؤمن بالله ويعبد، ومن خلال موسوعة نقدم لكم قصة فرعون وماذا فعل معه سيدنا موسى عليه السلام. كان فرعون يحكم مصر قديماً و كان شديداً وقاسياً عليهم ويقتل أبنائهم، بسبب ما رأه في منامه أن هناك ملك غيره يحكم مصر، وعندما أبلغ السحرة قالوا له إن هناك مولود جديد سيولد ويأخذ الحكم وسيصبح ملك مصر، فأخذ قرار بأن يقتل كل مولود جديد من بني إسرائيل.
لمشاهدة الصورة بحجمها الأصلي اضغط هنا
جودة الطباعة - ألوان جودة الطباعة - أسود ملف نصّي
من عمل صالحا فلنفسه
قال الله تعالى:
من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد
( فصلت: 46)
—
أي من عمل صالحا فأطاع الله ورسوله فلنفسه ثواب عمله, ومن أساء فعصى الله ورسوله فعلى نفسه وزر عمله. وما ربك بظلام للعبيد, بنقص حسنة أو زيادة سيئة. التفسير الميسر
بالضغط على هذا الزر.. سيتم نسخ النص إلى الحافظة.. حيث يمكنك مشاركته من خلال استعمال الأمر ـ " لصق " ـ
من عمل صالحا فلنفسه ومن
يَا عبادي، لو أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَتقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُم؛ مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلكِي شَيئًا. يَا عبادي، لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُم وَآخِرَكُم وَإِنْسَكُم وَجِنَّكُم كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ؛ مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِن مُلكِي شَيئًا" رواه مسلم. حقّا فمن استجاب لأمر الله، وعمل صالحا، فله جزاء عمله، ومن أعرض عن الله سبحانه وتعالى، وركب طرق الباطل والضلال، فسيلقى جزاء كفره وضلاله. فهناك يوم يرجع فيه الناس جميعا إلى الله، ويحاسبون على كل ما عملوا، ويجزون عن الإحسان إحسانا ورضوانًا، وعن السوء عذابًا ونكالاً "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ" فالأمر لله في النهاية، وإليه المرجع والمآب.
من عمل صالحا فلنفسه مشاري
– لو غلب سوء خلقك مع الناس على حسن خلقك (شرك غالب على خيرك). – لو غلب معنى الحقد والغل والكراهية في قلبك على الطيبة والمسامحة. وأشار إلى أن هذه الثلاث وردت في قصة امرأة العزيز: شهوتها غلبت عقلها: "وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا"، سوء خلقها غلب خيرها: "قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ"، وغلبت معاني الحقد والغل والكراهية في قلبها على الطيبة والرحمة: "وَلَئِن لَّمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِّنَ الصَّاغِرِينَ". هذه النفس لن تصل إلى الطمأنينة، لأن المعاصي تمنع الرضا، لأنه لا يشبعه شيء. النفس الثانية: اللوامة: "وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة". عرف خالد هذه النفس بأنها مترددة، كثيرة التقلب، تعصى ثم تندم فتتألم، فتنصلح، ثم تعصى، ثم تندم، ثم تتوب، ثم تعصى، لكنها مازالت مستيقظة وإلا لما كانت لوامة، وقد أقسم بها الخالق لأن محاولتها دليل على أن بذرة الإيمان حية فيها، لذلك ذكرت في سورة القيامة: "لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ* وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ". وطرح خالد ثلاث خطوات لتخطي النفس اللوامة: التوبة والاستغفار (ورد استغفار يومي)، عدم اليأس مهما أخطأت: "يا عبد الله لا تعجز إن أسأت تسعًا أن تحسن واحدة"، وأتبع السيئة الحسنة تمحها.
ومهما تكن مكابرة وإصرار المنكر لله تعالى ولليوم الآخر، فإن هاجس وجودهما حقيقة يلاحقه باستمرار ، ومن المؤكد أنه يواجه سؤالا ملحا يطرحه على نفسه وهو: ماذا يكون مصيره لو وجد يوم آخر يحاسب فيه أمام خالقه ؟ وهذا يعني أنه يعيش اضطرابا نفسيا وعقليا بسبب قلق التردد بين إنكاره خالقه واليوم الآخر و بين إلحاح هذا السؤال التي يقلقه على الدوام أو يقلقه بين الحين والآخر. ومقابل القلق الذي يعيشه هذا المنكر أو الجاحد بالله تعالى وباليوم الآخر، يعيش المؤمن بهما طمأنينة نفسية وعقلية ، ولا تقلقه سوى التفكير في صعوبة المساءلة والمحاسبة من خالقه يوم القيامة إذا ما لقيه مقصرا فيما افترضه عليه. ومعلوم أن مجرد الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر لا يكفي ليفوز الإنسان في الآخرة بالخلود في النعيم ، وبالنجاة من الجحيم بل لا بد له من أن يكسب في إيمانه خيرا مصداقا لقول الله تعالى: (( هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانه لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا)). وبمقتضى هذا النص القرآني لا اعتبار لعمل دون إيمان ، ولا اعتبار لإيمان دون عمل ، علما بأنه لا يذكر الإيمان في القرآن الكريم إلا مقترنا بالعمل الصالح ، فهما توأمان لا ينفكّان عن بعضهما.