الرئيسية
إسلاميات
أخبار
04:36 م
الأحد 11 أكتوبر 2020
الصاحب بن عباد
كتبت- آمال سامي:
في الرابع والعشرين من صفر عام 583هـ، توفي الصاحب بن عباد، وهو عالم من كبار علماء وأدباء الشيعة الإمامية الإثنى عشرية، يقول عنه ابن اثير في الكامل في التاريخ إنه كان واحد زمانه علمًا وفضلًا وتدبيرًا وجودة رأي وكرم، وكان عالمًا بأنواع العلوم المختلفة يعرف بالكتابة وموادها، وله رسائل مشهورة مدونة وكتب كثيرة، "فجمع من الكتب ما لم يجمعه غيره حتى إنه كان يحتاج في نقلها إلى أربع مائة جمل".
الصاحب بن عباد.. الوزير العالم (في ذكرى وفاته: 24 من صفر 385 هـ) - إسلام أون لاين
فأسمع وأنصت، وأعدل وأنصف، فما اوردت فيه إلا قليلاً، ولا ذكرت من عظيم عيوبه إلا يسيراً، وقد بلينا بزمن يكاد المنسم فيه يعلو الغارب، ومنينا بأعيار اغمار اغتروا بممادح الجهال، لا يضرعون لمن حلب الأدب افاويقه، والعلم اشطره، لا سيما على الشعر، فهو فويق الثريا وهم دون الثرى، وقد يوهمون أنهم يعرفون، فإذا حكوا رأيت بهائم مرسنة، وأنعاماً مجفلة. والواقع ان الصاحب بن عباد، كان شديد القسوة على المتنبي، في رسالته التي نقده بها، فكان يتجاوز نقد الأبيات الى نقد الحروف والكلمات، ولا يرضى بتهذيب المعنى، حتى يطالب بتخير القافية والوزن، يقول في نقد مرثية أم سيف الدولة: ولقد مررت على مرثية له في أم سيف الدولة تدل مع فساد الحس على سوء أدب النفس، فيعيب عليه لفظه اسبطر، لأن الاسبطرار في مراثي النساء، من الخذلان الصفيق الدقيق. ويقول أخيراً: إن المصيبة في الراثي، اعظم منه في المرثي، ونحن نجد شيئاً من رسائله في زهر الآداب ونهاية الأرب ويتيمة الدهر ومعجم الأدباء، تعوضنا ضياع رسائله الكثيرة.
الصاحب بن عباد – أكاديمية مكاوي للتدريب اللغوي – | النحو القرآني إعراب القرآن | اللغة العربية | النحو التطبيقي
أنت هنا » » الصاحب بن عباد
حياة الكاتب الصاحب بن عباد
تاريخ الميلاد: 326 هـ تاريخ الوفاة: 385 هـ
هو أبو القاسم إسماعيل بن عباد بن عباس بن عباد بن أحمد بن إدريس القزويني، الطالقاني، الاصفهاني، المعروف بالصاحب وكافي الكفاة من مفاخر علماء وأدباء الشيعة الإمامية الإثني عشرية، مشارك في مختلف العلوم كالحكمة والطب والمنطق، وكان محدثاً ثقة، شاعراً مبدعا، وأحد أعيان العصر البويهي. كان وزيراً، ومن نوادر الوزراء الذين غلب عليهم العلم والأدب. ولد باصطخر، وقيل بالطالقان في السادس عشر من ذي القعدة سنة 326 هـ، وقيل سنة 324 هـ، وكان أصله من شيراز، وقيل من الري، وقيل من اصفهان. استكتبه ابن العميد، ثم استوزره الملك مؤيد الدولة بن بويه البويهي، ثم فخر الدولة شاهنشاه البويهي. تصدر للوزارة بعد ابن العميد سنة 367 هـ. تعلم وتتلمذ وأخذ الأدب عن جماعة أمثال: عبد الله بن جعفر بن فارس، وأحمد بن كامل بن شجرة، وابن العميد وغيرهم. كان أحد كُتّاب الدواوين الأربع، وكان فصيحاً، سريع البديهة، كثير المحفوظات، متكلماً، محققاً، نحوياً، لغويا، ولجلالة قدرهِ وعظيم شأنه مدحه خمسمائة شاعر، ولأجله ألف الثعالبي كتاب يتيمة الدهر، وابن بابويه كتاب عيون أخبار الرضا.
الصاحب بن عباد - المعرفة
مكانة مرموقة أخذ الصاحب بن عباد علمه وأدبه عن ابن فارس وابن العميد، كما تأثر بأبيه عباد بن عباس وأخذ عنه علمه الغزير، وجلس للإملاء والحديث، فكان أن نال ثقة المتعلمين والمتأدبين، فازدحم الناس على حلقته، وكان له أكثر من ستة من المستملين، ودعاه نوح بن منصور ملك خراسان سراً ليلقي إليه مقاليد مملكته ويعتمده لوزارته ويحكمه في ثمرات بلاده، فاعتذر الصاحب إليه لأن نقل كتبه الخاصة يحتاج إلى أربعمائة جمل. وهذا الخبر عن الصاحب يؤكد مرتبته العلمية التي قطعها كما يشير إلى أمانته لصاحبه وحسن معاملته له، معترفاً بجميل مؤيد الدولة البويهي عليه، ومفضلاً صحبة على صحبته سائر ملوك عصره. ويذكر الثعالبي أسماء الشعراء والكتاب والخطباء، الذين قدموا على الصاحب أو كاتبوه مثل: أبي الحسن السلامي وأبي بكر الخوارزمي وأبي الطالب المأموني وأبي الحسن البديهي وأبي سعيد الرستمي وأبي القاسم الزعفراني وأبي العباس الضبي، غير أن عدد الذين اتصلوا بالصاحب من مشاهير الرجال الذين أثروا في عصرهم وفي العصور التي تعاقبت كان قد ناف عن المائة، وهذا يدل على مكانة الصاحب المرموقة على الصعيد الأدبي والاجتماعي. وأولع الصاحب بن عباد بأسلوب حاشيته في الكتابة، بالإغراب وكلف بالظهور على معاصريه من الكتاب والشعراء، وجرت له مع قاصديه من أرباب الحاجات، نكت سارت مسير الأمثال، فقد ذكروا أن بعض أصحابه كتب إليه رقعة في حاجة، فوقع فيها، فعرضها على أبى العباس الضبي، فمازال يتصفحها حتى عثر بالتوقيع، وهو ألف واحدة، وكان في الرقعة: فإن رأى مولانا أن ينعم بكذا فعل فأثبت الصاحب أمام فعل ألفا، يعني أفعل.
مجلة الرسالة/العدد 759/حول رسائل الصاحب بن عباد واعتزاله - ويكي مصدر
وكان هؤلاء الوزراء من أصحاب الكفايات النادرة، التي تجمع إلى جانب الفطنة والذكاء والبلاغة والفصاحة مقدرةً فذة على إدارة شئون الدولة، وتسيير أمورها، وضبط أحوالها المالية، وقيادة جيوشها في المعارك، فكان الوزير منهم يجمع في منصبه اختصاصات وزارات عدة كالخارجية والداخلية والمالية والحربية، وهو أمر لم تشهده الوزارة من قبل. الصاحب بن عباد
ولد إسماعيل بن عباد في "اصطخر" في (16 من ذي القعدة 326 هـ = 14 من أكتوبر 938م)، وكان أبوه كاتبًا ماهرًا، ولي الوزارة لركن الدولة البويهي، وقبل أن يكون وزيرا كان من أهل العلم والفضل، سمع من علماء بغداد وأصفهان والري، وروى عنه جماعة من العلماء، وعني بتربية ابنه، وتعهده بالتعليم والتثقيف؛ حتى يكون كاتبا مثله، يتصل ببلاط الملوك، ويخلفه في الوزارة. اتصل إسماعيل بن عباد بأبي الفضل بن العميد الوزير المعروف، وتتلمذ على يديه، وتدرب على طريقته في الكتابة والقيام بأعمال الوزارة، وكان دائم الصحبة له حتى لُقِّب بالصاحب، كما تتلمذ على يد العالم الكبير أبي الحسين أحمد بن فارس، المتوفى سنة (375هـ = 985م)، وتوثقت بينهما أسباب الصلة والمودة، حتى إن ابن فارس لمّا ألّف كتابه في فقه اللغة أطلق عليه لقب تلميذه، فسماه الصاحبي، وأهداه إليه بعدما أصبح وزيرًا معروفًا.
الصاحب بن عباد
ومن كلامه الذي يجري مجرى الأمثال: "من كَفَر النعمة استوجب النقمة"، و"مَن يهزُّه يسير الإشارة لم ينفعه كثير العبارة"، و"العلم بالتذكر والجهل بالتناكر". ورسائل الصاحب المنشورة معظمها ديوانية، وتُعدّ وثائق بالغة القيمة والأهمية عن الدولة البويهية، عرض فيها لحروبهم وإدارتهم لشئون الدولة، ومعاهداتهم، وعهودهم لولاتهم وقادتهم وقُضاتهم. ومن نماذج ما كتبه الصاحب من عهود: كتابه إلى قاضي القضاة "عبد الجبار بن أحمد"، وهو من كبار رجال القرن الرابع الهجري حين عيّنه في ولاية القضاء في جرجان وطبرستان، وتضمنت هذه الرسالة الفريدة التوجيهات التي تتصل بمصالح الرعية، وتكفل العدل لها، وتحقق المساواة بين أفرادها.
ثانيتها: ومن أجل هذا الاطمئنان حق للدكتور أن يستدرك على المحققين ترددهما الذي لا مبرر له، وعدم جوابهما على سؤالهما (أكان هذا (أي الاعتزال) من عمله هو، أم من علم الدولة، فقد كان عضد الدولة - فيما يظهر - يذهب إلى الاعتزال)
ولشك - كما يظهر من السؤال - لا مبرر له بعد النصوص لا سابقة - إلى ما ذكر ياقوت ونقل هنا - ولم لم يكن لدينا غيرها، فضلا عما سنذكر في الملاحظة الثالثة، كما أن السؤال لا موضع له على هذا النحو فماذا يطعن في اعتزال الصاحب أن كان من عمله هو أو من عمل الدولة لأنه كما ذكر المحققان.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الآية ليست منسوخة، ولم ينته العمل بها. فقد صرح أهل العلم بالنهي عن رفع الصوت بقرب قبر النبي صلى الله عليه وسلم، وذكروا أن حرمته باقية في حياته، وبعد موته. فلا يرفع الصوت على حديثه إن قرئ، ولا تقدم الآراء عليه. قال ابن الحاج في المدخل: وإن كانوا في حديث النبي صلى الله عليه وسلم يتذاكرونه، أو أوردوه إذ ذاك شاهدا لمسألتهم، فهو أعظم في النهي، وأبلغ في الزجر؛ لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون. لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي. فيقعون بسبب ذلك في حبط العمل -والعياذ بالله- إذ لا فرق بين رفع الصوت عليه في حياته عليه الصلاة والسلام، وبين رفعه على حديثه. كذا قال إمام المحدثين مالك بن أنس رحمه الله. اهـ. قال ابن مفلح في الفروع: قال بعضهم: ولا ترفع الأصوات عند حجرته عليه السلام, كما لا ترفع فوق صوته; لأنه في التوقير والحرمة كحياته, رأيته في مسائل لبعض أصحابنا. وفي الفنون: قدم الشيخ أبو عمران المدينة, فرأى ابن الجوهري، الواعظ المصري يعظ, فعلا صوته, فصاح عليه الشيخ أبو عمران: لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم, والنبي في الحرمة والتوقير بعد موته، كحال حياته, فكما لا ترفع الأصوات بحضرته حيا، ولا من وراء حجرته, فكذا بعد موته, انزل, فنزل ابن الجوهري, وفزع الناس لكلام الشيخ أبي عمران.
لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي
عدم رفع الصوت فوق صوت النبي: محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتوقيره من أفضل شعب الإيمان، ومن أجلِّ أعمال القلوب، ومن حقه صلى الله عليه وسلم علينا أن نحقق محبته اعتقاداً وقولاً وعملاً، ونقدمها على محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين، ومن صور هذه المحبة عدم رفع صوتنا فوق صوته ـ حيا وميتا ـ، قال القاضي أبو بكر بن العربي: "حُرْمة النبي صلى الله عليه وسلم ميتاً كحرمته حياً، وكلامه المأثور بعد موته في الرقعة مثال كلامه المسموع من لفظه، فإذا قرئ كلامه، وجب على كل حاضر ألا يرفع صوته عليه، ولا يُعرض عنه، كما كان يلزمه ذلك في مجلسه عند تلفظه به". وقال ابن عطية في تفسيره لهذه الآية: "وكره العلماء رفع الصوت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم".
ومن صور محبة النبي صلى الله عليه وسلم والأدب معه: عدم رفع الصوت فوق صوته، وذلك لأن رفع الصوت فوق صوته صلوات الله وسلامه عليه من أسباب حبوط الأعمال، كما قال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ}(الحجرات:2)، وهذا ما خافه ثابت بن قيس رضي الله عنه على نفسه. فعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد (لم يجد) ثابت بن قيس ، فقال رجل: يا رسول الله أنا أعلم لك علمه، فأتاه فوجده جالسا في بيته منكِّسا رأسه، فقال: ما شأنك؟ فقال شرٌ، كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم، فقد حبط عمله وهو من أهل النار. فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا، فقال موسى بن أنس: فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال صلى الله عليه وسلم: اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة) رواه البخاري.