ما هي مفاتيح الغيب ؟ هو ما سيتمّ الإجابة عنه في هذا المقال، حيث إنّ الله سبحانه وتعالى قد خلق المخاليق ووضع لكلّ شيءٍ قدره، وجعل الناس في الأرض يعبدونه ويعظّمونه، وقد أحاط سبحانه بكلّ شيءٍ علمًا، فعلمه يسع كلّ شيء، وهو يعلم الغيب وما يخفى عن الخلق كلّهم، ويهتم موقع المرجع عبر هذا المقال ببيان ما هي مفاتيح الغيب الخمسة التي لا يعلمهن إلا الله. ما معنى الغيب
إنّ الغيب هو كلّ أمرٍ لا يمكن إدراكه بالحواس الخمس التي ينهل بها الإنسان العلم، وهي المبصرات له و المُسـمعات والملموسات، والمشـمومـات والمـذوقات، فالغيب في اللغة هو كلّ أمرٍ غاب عن الحواس الخمس وحجب عنها، ويعرف في الاصطلاح أنّه هو العلم الذي لا يمكن للخلق أن يعلموه، وهو ما لا يحيط بعلمه أحد إلا بإخبار الله عنه على لسان الأنبياء والرسل، كالجنة والنار والبعث والحساب، والعرش والملائكة، والإيمان به واجب لأنّه علمٌ اختصّ بعلمه ربّ العالمين دون خلقه والله أعلم. [1]
شاهد أيضًا: ما يدل على أن الأنبياء لا يعلمون الغيب
ما هي مفاتيح الغيب
إنّ مفاتيح الغيب هي خمسة أمور وهي ما تغيض الأرحام وعلم الغد وموعد المطر والأجل الموت وعلم الساعة ، وقد ورد ذكرها في الحديث النبوي الشريف الذي رواه الصحابي الجليل عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مفاتيحُ الغيبِ خَمْسٌ لا يعلَمُها إلَّا اللهُ: لا يعلَمُ ما تغيضُ الأرحامَ أحَدٌ إلَّا اللهُ ولا ما في غَدٍ إلَّا اللهُ ولا يعلَمُ متى يأتي المطَرُ إلَّا اللهُ ولا تدري نفسٌ بأيِّ أرضٍ تموتُ ولا يعلَمُ متى تقومُ السَّاعةُ أحَدٌ إلَّا اللهُ}.
مفاتيح الغيب في سورة لقمان ماهر
وفى روايةٍ: «مَفَاتِحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ؛ ثم قرأ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [لقمان: 34]» رواه البخاري. مفاتيح الغيب في سورة لقمان في. اشتمل الحديثُ على أصلٍ عظيمٍ من أصول الإيمان، وثوابتِ العقيدة، وهو أنَّ عِلْمَ الغيب من العلم الذي استأثر اللهُ تعالى به لنفسه، وبِيَدِه وحدَه خزائِنُه، فلا يعلم الغيبَ أحدٌ إلاَّ اللهُ، لا مَلَكٌ مقرَّب، ولا نَبِيٌّ مُرسل، فضلاً عمَّن دونهما. ولذا قالت أمُّ المؤمنين عائشةُ رضي الله عنها: «مَنْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًاً صلى الله عليه وسلم يُخْبِرُ بِمَا يَكُونُ فِي غَدٍ؛ فَقَدْ أَعْظَمَ عَلَى اللَّهِ الْفِرْيَةَ، وَاللَّهُ يَقُولُ: ﴿ قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ﴾» رواه مسلم. فيَجِبُ على كُلِّ مسلمٍ أنْ يُؤمِنَ بهذا الأصل، ويُوقِنَ به، فمَن اعتقدَ، أو ادَّعى أنَّ غيرَ الله سبحانه يعلم الغَيب؛ فقد كَفَرَ، وكَذَبَ وضَلَّ ضلالاً مُبيناً. كمَنْ يعتقد ذلك في السَّحَرة، والكَهَنة، والعَرَّافين، والمُنجِّمين، وكاعتقاد بعضِ الطوائفِ في أئمَّتهم، وغُلاةِ الصوفية في مشايِخِهم، والاعتقادِ في الجنِّ.
مفاتيح الغيب في سورة لقمان ابنه
وقال سبحانه: ﴿ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنْ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ﴾ [الأحزاب: 63]. ولَمَّا سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم جبريلُ، فقال: «فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ: مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» رواه مسلم. حل سؤال النعمة التي أنعم الله بها على عبده لقمان - ما الحل. فَمَنْ زَعَمَ - في قديمٍ أو حديثٍ: أنَّ الساعة ستقوم يومَ كذا، أو سَنَةَ كذا، أو أنَّ نِهايةَ العالَمِ اقتَرَبَت؛ فهو كاذِبٌ، مُفْتَرٍ على اللهِ الكَذِبَ، مُتقَوِّلٌ على الله تعالى بغير علمٍ، ولا بُرهان. والساعةُ لها أشراطٌ، لا تقومُ إلاَّ بعدَ وُقوعِها، وكثيرٌ منها لم يقع. والواجِبُ على المُسْلِمِ: أنْ يعملَ ليوم القيامة، ولا يَنْشَغِلَ بِمَوعِدِها، ولا يَمنَعَه قُربُ قِيامِ الساعةِ، أو الخوفِ من قِيامِها؛ من التَّكَسُّبِ، والسعيِ على عِيالِه، ومِنَ الإكثارِ من العمل الصالح؛ ولذا قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ﴾ [النازعات: 45]. ولَمَّا سأل رجلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَتَى السَّاعَةُ؟ قَالَ: «وَمَاذَا أَعْدَدْتَ لَهَا؟» رواه البخاري. وقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنْ قَامَتِ السَّاعَةُ وَبِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ [أي: نَخْلَةٌ صَغِيرةٌ]، فَإِنِ اسْتَطَاعَ أَنْ لاَ يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا، فَلْيَفْعَلْ» صحيح - رواه أحمد.
مفاتيح الغيب في سورة لقمان مكتوبة
وقد أخفى الله عز وجل هذه الأمور الخسمة لأن الحق سبحانه وتعالى يريد أن يريح خلقه من الفكر في هذه المسائل الغيبية وكل ما يجب أن نعلمه أن المقادير تجري بأمر الله لحكمة أرادها الله عز وجل وأنها إلى أجل مُسمى وأن العلم بها لا قدم ولا يُؤثر من موقفنا من الله والإيمان به ، كما أخبر الله سبحانه وتعالى بهذه الأمور الخمسة التي أخفاها عنا لإبطال تخرسات المنجمين والكهنة في تعاطيهم علم الغيب وأن من ادعى علم شيء مما انفرد الله سبحانه بعلمه فقد كذب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم والقرآن الكريم ولا حول ولاقوة إلا بالله. والله أعلم.
مفاتيح الغيب في سورة لقمان هو
فلا يَعْلَمُ أحدٌ ما ينطوي عليه الغَدُ من خيرٍ أو شرٍّ, ولو كان نبيًّا مُرسلاً أو مَلَكًا مُقرَّبًا؛ إلاَّ بواسطةِ الوَحْيِ المُنَزَّلِ عليه. المِفتاحُ الرَّابع: لاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ: هل تموتُ في بلدِها, أو في بلدٍ آخَر؟ لا عِلْمَ لأحدٍ بذلك. فلا يدري أيُّ إنسانٍ؛ هل يموتُ بأرضِه, أو بأرضٍ بعيدةٍ عنها, أو قريبةٍ منها, أو يموتُ في البحر, أو في الجوِّ؟ هل يموتُ في الليل أو النهار؟ وكم سَيُعَمَّرُ؟ ( وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ)[فاطر: 11]. مفاتيح الغيب في سورة لقمان ابنه. فإنَّ جهالةَ الزَّمانِ أشدُّ من جهالةِ المكان, ولا يعلمُ ذلك إلاَّ الله. المِفتاحُ الخامس: لاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ: فَعِلْمُ وقتِ الساعةِ مِمَّا اختصَّ اللهُ به نفسَه, ولم يُطْلِعْ عليه غيرَه, قال -تعالى-: ( يَسْأَلُونَكَ عَنْ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا -أي: لا يُظْهِرُها ويكشِفُها- لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ -أي: ثَقُلَ عِلْمُها, وخَفِيَ أمْرُها- فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً)[الأعراف:187].
مفاتيح الغيب في سوره لقمان ايه 12
وإذا خُلِّقَ صارَ من عالَمِ الشَّهادةِ لا مِنْ عالَمِ الغَيب، أمَّا قبلَ ذلك؛ فلا يَعْلَمون شيئًا ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾ [البقرة: 255]. المِفتاحُ الثَّاني: لاَ يَدْرِي أَحَدٌ مَتَى يَجِيءُ الْمَطَرُ: فإنزالُ الغَيثِ لا يعلَمُه إلاَّ اللهُ، ولكنْ إذا أمَرَ اللهُ به؛ عَلِمَتْه الملائكةُ المُوَكَّلون بذلك، ومَنْ شاءَ اللهُ مِنْ خلقِه. عباد الله.. فضل سورة لقمان - مقال. إنَّ معرفةَ أحوالِ الطقس، وأوقاتِ الكُسوف والخُسوف، ونُزولِ الأمطار، وتوقُّع ذلك، لا يدخل في التَّنْجيم، أو ادِّعاءِ الغيب؛ لأنها تُبنَى على أُمورٍ حِسِّيَّةٍ، وتجارِبَ، ونَظَرٍ في سُنَنِ الله الكونية، ثم هي أُمورٌ ظَنِيَّةٌ لا يَقِينيَّة، فتُصِيبُ تارةً، وتُخطِئُ تارةً، وغالِباً تكونُ تقديراتٍ على المدى القريب، فلا يَتَوقَّعونَ أمطارًا تَحْدُثُ بعد سنواتٍ، أو بعد أشهر. الخطبة الثانية
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين… ومن مفاتِيحِ الغَيبِ التي لا يعلمها إلاَّ الله:
المِفتاحُ الثاَّلِث: لاَ تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا: أي: ماذا تَكْسِبُ غدًا في المُستقبل؛ سواء كان ذلك في دُنياها، أو أُخراها.
الخُطْبَةُ الأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ؛ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ, وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا, وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا, مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ, وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. أمَّا بعد: فإن اللهُ -تبارك وتعالى- هو المُنْفَرِدُ بعلم غيب السماوات والأرض, ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ)[الأنعام: 59]. وإذا كان هو المُنْفَرِدُ بِعِلْمِ ذلك, المُحِيطُ عِلْمُه بالسَّرائر والبواطن والخفايا؛ فهو الذي لا تنبغي العبادةُ إلاَّ له. عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما-؛ عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " مَفَاتِيحُ الْغَيْبِ خَمْسٌ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ: لاَ يَعْلَمُ مَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ إِلاَّ اللَّهُ, وَلاَ يَعْلَمُ مَا فِي غَدٍ إِلاَّ اللَّهُ, وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى يَأْتِي الْمَطَرُ أَحَدٌ إِلاَّ اللَّهُ, وَلاَ تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِلاَّ اللَّهُ, وَلاَ يَعْلَمُ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ اللَّهُ "(رواه البخاري).
قال الله عز وجل: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ [الأنعام:60]، جرحتم: أي اكتسبتم بجوارحكم؛ فالإنسان في نهاره يكتسب بعينه طاعة أو معصية، ينظر في كتاب الله، ينظر في ملكوت الله، أو ينظر إلى ما حرم الله، وكذلك بأذنه، بيده، برجله، بأنفه.. بغير ذلك من الجوارح. وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ، بالنهار الذي سبق نومكم بالليل. إثبات البعث والنشور
تفسير قوله تعالى: (وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة... التضرع في القرآن الكريم. )
تفسير قوله تعالى: (ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق... )
تفسير قوله تعالى: (قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر... )
تفسير قوله تعالى: (قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذاباً من فوقكم... )
تفسير قوله تعالى: (وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل)
تفسير قوله تعالى: (لكل نبإٍ مستقر وسوف تعلمون)
تفسير قوله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم... )
تفسير قوله تعالى: (وما على الذين يتقون من حسابهم من شيء... )
تفسير قوله تعالى: (قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب ثم أنتم تشركون)
إسلام ويب - تفسير المنار - سورة الأنعام - تفسير قوله تعالى قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعا وخفية لئن أنجانا من هذه لنكونن من الشاكرين - الجزء رقم4
* * * وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: 13342 - حدثني محمد بن سعيد قال، حدثني أبي قال، حدثني عمي قال، حدثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس قوله: " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعًا وخفية " ، يقول: إذا أضل الرجل الطريق، دعا الله: " لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين ". (27) 13343 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد, عن قتادة قوله: " قل من ينجيكم من ظلمات البر والبحر " ، يقول: من كرْب البر والبحر. ----------------- الهوامش: (24) في المطبوعة: "الذي مفزعكم" ، والصواب من المخطوطة. (25) انظر تفسير "التضرع" فيما سلف ص: 355. (قل من ينجِّيكم من ظلمات البر والبحر ...) ❤ عبدالله المحيسن - YouTube. (26) في المطبوعة والمخطوطة ، كان نص الآية {لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هذِهِ} وهي قراءة باقي السبعة ، وقراءتنا المثبتة في مصحفنا هي قراءة الكوفيين. وقد جرى أبو جعفر في تفسيره على قراءة عامة الناس ، ولم يشر إلى قراءتنا ، وجرى على ذلك في تفسيره الآية. وقال القرطبي: قرأ الكوفيون "لئن أنجانا" ، واتساق المعنى بالتاء ، كما قرأ أهل المدينة والشام. وانظر معاني القرآن للفراء 1: 338. وظني أن أبا جعفر قد اختصر التفسير في هذا الموضع اختصارًا شديدًا ، فترك كثيرًا كان يظن به أن يقوله.
(قل من ينجِّيكم من ظلمات البر والبحر ...) ❤ عبدالله المحيسن - Youtube
ومن أراد ما عند الله من النعيم، وخاف ما عند الله من الجحيم لم يقدم على ذات الله أحدا كائنا من كان، لا والدا ولا ولدا ولا أما ولا زوجة ولا أحداً كائنا من كان، ولا يتعلق قلبه بممثل ولا بلاعب، ولا بمعلم ولا بطالب، وإنما يجعل فؤاده وقلبه للرب تبارك وتعالى، فهذا هو التوحيد الذي بعث الله من أجله الرسل، وأنزل الله من أجله الكتب، وأقام النبي صلى الله عليه وسلم من أجله الجهاد. وكلما نقص حظ الله منك نقص حظك من الله، وكلما ابتعدت عن الله في توحيده وذكره وإجلاله ومحبته: كنت من رحمة الله أبعد، وإلى عذابه أدنى.
التضرع في القرآن الكريم
جميع الحقوق محفوظة لشبكة الكعبة الإسلامية ولجميع المسلمين ©
يتصفح الموقع حاليا 1 العدد الكلي للزوار 13097985
وفي هاتين الآيتيْن أيضًا من المباحث اللُّغويَّة، وفي اختلاف القراءات علمٌ جمٌّ، وفوائد جليلة، هِي مقْصودنا في هذه المقالة. فأمَّا القراءات ومباحث اللُّغة في هاتين الآيتين:
1- فقرأ يعقوب بن إسحاق ال حضرمي - من القراء العشَرة -: (﴿ قُل مَن يُنْجِيكم ﴾ - ﴿ لئِن أنْجَيْتَنا ﴾ - ﴿ قل الله يُنْجِيكم ﴾)، كلّ هذا من الفعل (أنجَى) الرُّباعي، الذي زيادته بالهمزة، همزة التعدِية؛ فالمضارع يُنْجي، بسكون النون وتخفيف الجيم. وفي هذه القراءة: ﴿ لئن أنْجَيْتنا ﴾ هي مِن كلام المشْركين الذي يدعون به، وهذا فيه حكاية القول كما هو. فقولهم: ﴿ لئن أنجيْتَنا ﴾ يُخاطبون به مَن يَدْعونه يلتمسون عنده النَّجاة، وهو المسؤول عنه في قوله تعالى: ﴿ قل مَن ينجيكم ﴾. 2- وقرأ الكوفيُّون [1]: (﴿ قُل مَن يُنَجِّيكم ﴾ - ﴿ لئِن أنْجَانَا ﴾ -﴿ قل الله يُنَجِّيكم ﴾). فقوله تعالى: ﴿ يُنَجِّيكم ﴾ في الموضعَين من الفِعْل ﴿ نجَّى ﴾ الرباعي، الَّذي زيادته بالتَّضعيف؛ فالمضارع يُنَجِّي، بفتح النّون وتشْديد الجيم. وقوله تعالى: ﴿ أنْجَانَا ﴾ يقرؤها حمزة والكسائي وخلَف [2] بالإمالة، وأمَّا عاصم فلا يُميلها. و: ﴿ لَئِنْ أنجَانا مِنْ هَذِه لَنَكونَنَّ ﴾ هي حكاية ما يدْعون به أيضًا، لكن ليس فيه خطاب مَن يتوسَّلون به ويجأرون إليْه، وإنَّما دعاؤُهم له على الغيب.
بل ويلتزِمه يعقوبُ أيضًا في ثَمانية مواضِع أخرى مِن مواضِع الخلاف بين القرَّاء، فيقرؤها بالتَّخفيف، وهي:
• في يُونُسَ: ﴿ فَاليَوْمَ نُنجِيكَ ﴾، و ﴿ نُنجِي رُسُلَنَا ﴾، و ﴿ نُنجِ المُؤْمِنِينَ ﴾. • في الحِجْرِ: ﴿ إِنَّا لَمُنجُوهُمْ ﴾. • في مَرْيمَ: ﴿ نُنجِي الَّذِينَ ﴾. • في العَنْكَبوتِ: ﴿ لَنُنجِيَنَّهُ ﴾، و ﴿ إِنَّا مُنجُوكَ ﴾. • في الصَّفِّ: ﴿ تُنْجِيكُمْ مِنْ ﴾. والله - عزَّ وجلَّ - أعلى وأعلم. بقي هنا تنبيهٌ هامٌّ على خطأ في كتاب "النَّشْر" عند هذا الموضع؛ قال ابنُ الجزري:
"واخْتَلَفُوا في: ﴿ مَنْ يُنَجِّيكُمْ ﴾ هُنَا، و﴿ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ ﴾ بَعْدَهَا، وفي يُونُسَ: ﴿ فَاليَوْمَ نُنَجِّيكَ ﴾، و ﴿ نُنَجِّي رُسُلَنَا ﴾، و ﴿ نُنْجِ المُؤْمِنِينَ ﴾، وفي الحِجْرِ: ﴿ إِنَّا لَمُنَجُّوهُمْ ﴾ [ص 259] وفي مَرْيمَ: ﴿ نُنَجِّي الَّذِينَ ﴾، وفي العَنْكَبوتِ: ﴿ لَنُنَجِّيَنَّهُ ﴾، وفيها: ﴿ إِنَّا مُنَجُّوكَ ﴾، وفي الزُّمَرِ: ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ ﴾، وفي الصَّفِّ: ﴿ تُنْجِيكُمْ مِنْ ﴾. فقرَأ يَعْقُوبُ بِتَخْفيفِ تِسْعةِ أحْرُفٍ مِنْها، وهي ما عَدا الزُّمَرَ والصَّفَّ". أقول:
هكذا وردتْ هذه العبارة في كتاب "النشر" (ص 259) من الطبعة التي باعتناء الشيخ علي محمد الضبَّاع، ووردتْ كذلك هكذا في كتاب النَّشْر المحقَّق في رسالة علميَّة (ص 233)، قام على تحقيق هذا القسم: محمد بن محفوظ بن محمد أمين الشنقيطي بإشراف الدكتور: عبدالقيوم السندي.