سورة البقرة الآية رقم 43: إعراب الدعاس
إعراب الآية 43 من سورة البقرة - إعراب القرآن الكريم - سورة البقرة: عدد الآيات 286 - - الصفحة 7 - الجزء 1. ﴿ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱرۡكَعُواْ مَعَ ٱلرَّٰكِعِينَ ﴾ [ البقرة: 43]
﴿ إعراب: وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين ﴾
(وَأَقِيمُوا) فعل أمر مبني على حذف النون والواو الفاعل. والجملة معطوفة على ما قبلها. (الصَّلاةَ) مفعول به. (وَآتُوا الزَّكاةَ) إعرابها مثل أقيموا الصلاة. (وَارْكَعُوا) فعل أمر وفاعل. (مَعَ) ظرف زمان متعلق باركعوا. تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}. (الرَّاكِعِينَ) مضاف إليه مجرور بالياء لأنه جمع مذكر سالم والنون عوضا عن التنوين في الاسم المفرد. وجملة: (اركعوا) معطوفة. الصور البلاغية و المعاني الإعرابية للآية 43 - سورة البقرة
﴿ تفسير التحرير و التنوير - الطاهر ابن عاشور ﴾
أمرٌ بالتلبس بشعار الإسلام عقب الأمر باعتقاد عقيدة الإسلام فقولُه: { وآمنوا بما أنزلت} [ البقرة: 41] الآية راجع إلى الإيمان بالنبيء صلى الله عليه وسلم وما هو وسيلة ذلك وما هو غايته ، فالوسيلة { اذْكروا نعمتي إلى فارهبون} [ البقرة: 40] والمقصدُ { وآمنوا بما أنزلت مصدقاً لما معكم} ، والغاية { وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة}.
القران الكريم |وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) القول في تأويل قوله تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ (43) قال أبو جعفر: ذُكِر أن أحبارَ اليهود والمنافقين كانوا يأمرون الناس بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ولا يفعلونه، فأمرهم الله بإقام الصلاة مع المسلمين المصدِّقين بمحمد وبما جاء به، وإيتاء زكاة أموالهم معهم، وأن يخضعوا لله ولرسوله كما خضعوا. 839 - كما حُدِّثت عن عمار بن الحسن، قال: حدّثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن قتادة، في قوله: " وأقيموا الصلاةَ وآتُوا الزكاة " ، قال: فريضتان واجبتان، فأدُّوهما إلى الله (86). وقد بينا معنى إقامة الصلاة فيما مضى من كتابنا هذا، فكرهنا إعادته (87). أما إيتاءُ الزكاة، فهو أداء الصدقة المفروضة. القران الكريم |وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ. وأصل الزَّكاة، نماءُ المال وتثميرُه وزيادتُه. ومن ذلك قيل: زكا الزرع، إذا كثر ما أخرج الله منه. وزَكتِ النَّفقة، إذا كثرتْ. وقيل زكا الفَرْدُ، إذا صارَ زَوْجًا بزيادة الزائد عليه حتى صار به شفْعًا، كما قال الشاعر: كَـانُوا خَسـًا أو زَكـًا مِنْ دُونِ أَرْبَعَةٍ لَـمْ يُخْـلَقُوا, وَجُـدُودُ النَّـاسِ تَعْتَلـجُ (88) وقال آخر: فَــلا خَســًا عَدِيــدُهُ وَلا زَكــا كَمَـا شِـرَارُ الْبَقْـلِ أَطْـرَافُ السَّـفَا (89) قال أبو جعفر: السفا شوك البُهْمَى، والبُهْمى الذي يكون مُدَوَّرًا في السُّلاء (90).
الذي يكون كذلك؛ مهما زعم أنه حافظ للشروط والأركان والسنن والمستحبات وما يتفرع عنها، وما قاله فيها الفقهاء والشراح والمحدثون – فإنه مهما أكثر من هذه الألاعيب التي يسميها صلاة. فإنه لا يزداد بها إلا مشاقة لله ولرسوله واتباعاً لسبل المغضوب عليهم، وتجافياً عن سبيل المؤمنين الذين أنعم الله عليهم بهداية الصلاة والإيمان. ثم دعاهم الله تعالى إلى إيتاء الزكاة، أي إلى تزكية نفوسهم وتطهير قلوبهم من عبادة المال. فإن اليهود أشد الناس تأليهاً للمال، وأحرص الناس على عبادة الدرهم والدينار. تفسير قول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين). ولقد دعتهم عبادة المال إلى أن يقولوا: إن الله فقير ونحن أغنياء، وإلى أن يقولوا: يد الله مغلولة. غلت أيديهم، ولعنوا بما قالوا. وإن الذي يجترئ على الله بهذا القول الشنيع، البالغ في الكفر أشده؛ إرضاء لشهوة المال، وخضوعاً لسلطانه، ليس ببعيد عليه ولا غريب منه، يكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم وبما أنزل معه: بل وبكل نبي مرسل من قبله. لأن كل الأنبياء متفقة كلمتهم على التحذير من عبادة المال وتأليهه. لأجل هذا دعاهم الله تعالى إلى التحرر من هذه الجريمة وتزكية النفس من هذا القذر. فإنهم إن استطاعوا ذلك سهل عليهم كل السهولة أن يؤمنوا بالله وبرسوله، وكان يسيراً عليهم أن يتبعوا النور الذي أنزل معه وأن تخضع قلوبهم وتذل وتخشع لله وحده مع الخاضعين الذين هداهم الله ووفقهم إلى ذلك الإيمان؛ وفازوا بسعادة الفقر إلى الله وعزوا بالذلة له وحده.
تفسير قوله تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين}
3) فضل الله ومِنَّتُه على بني إسرائيل في إنعامه عليهم بالنعم التي لا تحصى؛ لقوله تعالى: ﴿ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾، ونعمة مفرد مضاف إلى معرفة يفيد عمومَ نعم الله، وأن النعمة على الآباء والسلف نعمة على الأبناء والخلف. 4) إثبات وتأكيد أن المنعم الحقيقيَّ بجميع النعم هو الله عز وجل؛ لقوله تعالى: ﴿ نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ ﴾. 5) وجوب الوفاء بعهد الله، وأن مَن وفى بعهد الله وفى اللهُ بعهده؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾ [البقرة: 40]، فمن وفى بعهد الله بالإيمان بالله وطاعته، وفى اللهُ بعهده بالثواب والجزاء العظيم، ومفهوم هذا أن مَن لم يَفِ بعهد الله فإنه لا يستحق ما وعد الله به، بل يعاقَب. 6) أن الجزاء من جنس العمل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ﴾. 7) وجوب الرهبة والخوف من الله وحده؛ لقوله تعالى: ﴿ وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ﴾ [البقرة: 40]. 8) إيجاب الإيمان بالقرآن على بني إسرائيل؛ لقوله تعالى: ﴿ وَآمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ ﴾ [البقرة: 41]. 9) إثبات علوِّ الله تعالى على خلقه؛ لقوله تعالى: ﴿ أَنْزَلْتُ ﴾، والإنزال يكون من أعلى إلى أسفل.
الإعراب: الواو عاطفة، (أقيموا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون.. والواو فاعل (الصلاة) مفعول به منصوب الواو عاطفة (آتوا) مثل أقيموا (الزكاة) مفعول به منصوب، الواو عاطفة (اركعوا) مثل أقيموا (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق ب (اركعوا)، (الراكعين) مضاف اليه مجرور وعلامة الجرّ الياء. وجملة: (قيموا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة لا تلبسوا.. في الآية السابقة. وجملة: (آتوا الزكاة) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا. وجملة: (اركعوا... ) لا محلّ لها معطوفة على جملة أقيموا. الصرف: (أقيموا)، فيه إعلال بالقلب، أصله أقوموا، جرى فيه مجرى (يقيمون) في الآية (3). (الصلاة)، اسم مصدر من صلّى الرباعيّ، والألف فيه منقلبة عن واو لأنّ جمعها صلوات، جاءت الواو متحرّكة وفتح ما قبلها قلبت ألفا وزنه فعلة بتحريك الفاء والعين واللام بالفتح.. انظر الآية (3). (آتوا)، فيه إعلال بالتسكين وبالحذف، أصله آتيوا بضمّ الياء، استثقلت الضمّة على الياء فسكنت- وهو إعلال بالتسكين- ثمّ حذفت لالتقائها ساكنة مع الواو الساكنة- وهو إعلال بالحذف- ثمّ حرّكت التاء بالضمّ بحركة الياء المحذوفة. (الزكاة)، فيه إعلال بالقلب، فالألف منقلبة عن واو لقولهم زكا يزكو، جاءت الواو متحرّكة بعد فتح قلبت ألفا.
تفسير قول الله تعالى: (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)
وقوله: ﴿ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ أي: صلوا مع المصلين، ففيه الأمر بالجماعة للصلاة ووجوبها، وفيه أن الركوع ركن من أركان الصلاة لأنه عبّر عن الصلاة بالركوع، والتعبير عن العبادة بجزئها يدل على فرضيته فيها. اهـ [3]. وذكر ابن عثيمين فوائد جليلة في تفسيره للآية نذكر منها قوله - رحمه الله تعالى -:
• أن الصلاة واجبة على الأمم السابقة، وأن فيها ركوعاً كما أن في الصلاة التي في شريعتنا ركوعاً؛ وقد دلّ على ذلك أيضاً قول الله تعالى لمريم: ﴿ يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43]؛ فعلى الأمم السابقة صلاة فيها ركوع، وسجود..
• أن الأمم السابقة عليهم زكاة؛ لأنه لابد من الامتحان بالزكاة؛ فإن من الناس من يكون بخيلاً. بذل الدرهم عليه أشد من شيء كثير. ؛ فيُمتحَن العباد بإيتاء الزكاة، وبذلِ شيء من أموالهم حتى يُعلم بذلك حقيقة إيمانهم؛ ولهذا سميت الزكاة صدقة؛ لأنها تدل على صدق إيمان صاحبها.. [4]. [1] انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبدالرحيم صافي (المتوفى: 1376هـ) نشر: دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق( 1 /116). [2] معالم التنزيل للبغوي- الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع (1 / 88).
تفسير قول الله تعالى
﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾
قول الله تعالى ذكره: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [البقرة: 43]. راجع تفسير قوله تعالى: {وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ} [البقرة: 3]، في العددين [12، 13] من السنة الأولى والثانية.
93-سورة الضحى 4 ﴿4﴾ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ ولَلدَّار الآخرة خير لك من دار الدنيا، ولسوف يعطيك ربك -أيها النبي- مِن أنواع الإنعام في الآخرة، فترضى بذلك. تفسير ابن كثير
( وللآخرة خير لك من الأولى) أي: والدار الآخرة خير لك من هذه الدار. ولهذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أزهد الناس في الدنيا ، وأعظمهم لها إطراحا ، كما هو معلوم [ بالضرورة] من سيرته. ولما خير ، عليه السلام في آخر عمره بين الخلد في الدنيا إلى آخرها ثم الجنة ، وبين الصيرورة إلى الله - عز وجل - اختار ما عند الله على هذه الدنيا الدنية. قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد ، حدثنا المسعودي ، عن عمرو بن مرة ، عن إبراهيم النخعي ، عن علقمة ، عن عبد الله - هو ابن مسعود - قال: اضطجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير ، فأثر في جنبه ، فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت: يا رسول الله ، ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما لي وللدنيا ؟! ما أنا والدنيا ؟! إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها. ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث المسعودي به ، وقال الترمذي: حسن صحيح.
وللآخرة خير لك من الأولى
ويومىء ذلك إلى أن عودة نزول الوحي عليه هذه المرة خير من العودة التي سبقت ، أي تكفل الله بأن لا ينقطع عنه نزول الوحي من بعد. فاللام في «الآخرة» و { الأولى} لام الجنس ، أي كُلّ آجل أمره هو خير من عاجله في هذه الدنيا وفي الأخرى. واللام في قوله: { لك} لام الاختصاص ، أي خير مختص بك وهو شامل لكل ما له تعلق بنفس النبي صلى الله عليه وسلم في ذاته وفي دِينه وفي أمته ، فهذا وعد من الله بأن ينشر دين الإِسلام وأن يمكِّن أمته من الخيرات التي يأملها النبي صلى الله عليه وسلم لهم. وقد روى الطبراني والبيهقي في «دلائل النبوءة» عن ابن عباس قال: " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عُرض عليّ ما هو مفتوح لأمتي بعدي فسرني فأنزل الله تعالى: { وللآخرة خير لك من الأولى} "
قراءة سورة الضحى
إعراب القرآن الكريم: وللآخرة خير لك من الأولى
يقول: فلا تحزن على ما فاتك منها، فإن الذي لك عند الله خير لك منها. اهـ. وقال ابن عطية: وقوله تعالى: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى: يحتمل أن يريد الدارين الدنيا والآخرة، وهذا تأويل ابن إسحاق، وغيره، ويحتمل أن يريد حاليه في الدنيا قبل نزول السورة وبعدها، فوعده الله تعالى على هذا التأويل بالنصر، والظهور. اهـ. وقال البيضاوي: وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولى، فإنها باقية خالصة عن الشوائب، وهذه فانية مشوبة بالمضار، كأنه لما بين أنه سبحانه وتعالى لا يزال يواصله بالوحي، والكرامة في الدنيا، وعد له ما هو أعلى وأجل من ذلك في الآخرة، أو لنهاية أمرك خير من بدايته، فإنه صلّى الله عليه وسلم لا يزال يتصاعد في الرفعة، والكمال. اهـ. وقال ابن عاشور: بشر بأن آخرته خير من أولاه، وأن عاقبته أحسن من بدأته. والآخرة: مؤنث الآخر، والأولى: مؤنث الأول، وغلب لفظ الآخرة في اصطلاح القرآن على الحياة الآخرة، وعلى الدار الآخرة، كما غلب لفظ الأولى على حياة الناس التي قبل انخرام هذا العالم، فيجوز أن يكون المراد هنا من كلا اللفظين كلا معنييه، فيفيد أن الحياة الآخرة خير له من هذه الحياة العاجلة؛ تبشيرًا له بالخيرات الأبدية، ويفيد أن حالاته تجري على الانتقال من حالة إلى أحسن منها، فيكون تأنيث الوصفين جاريًا على حالتي التغليب، وحالتي التوصيف، ويكون التأنيث في هذا المعنى الثاني لمراعاة معنى الحالة.
وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ-آيات قرآنية
فالمراد بالآخرة: الدار الآخرة التى تقابل الدار الأولى ، وهى الحياة الدنيا ، وبعضهم جعل المراد بالآخرة ، نهاية أمره صلى الله عليه وسلم فى هذه الدنيا ، والمراد بالأولى بداية أمره صلى الله عليه وسلم فى هذه الدنيا ، فيكون المعنى: ولنهاية أمرك - أيها الرسول الكريم - خير من بدايته ، فإن كل يوم يمضى من عمرك ، سيزيدك الله - تعالى - فيه ، عزا على عز ، ونصرا على نصر ، وتأييدا على تأييد.. حتى ترى الناس وقد دخلوا فى دين الله أفواجا.. وقد صدق الله - تعالى - لنبيه وعده حيث فتح له مكة ، ونشر دعوته فى مشارق الأرض ومغاربها. قال الآلوسى: وحمل الآخرة على الدار الآخرة المقابلة للدنيا ، والأولى على الدار الأولى وهى الدنيا ، هو الظاهر.. وقال بعضهم: يحتمل: أن يراد بهما نهاية أمره صلى الله عليه وسلم وبدايته ، فاللام فيها للعهد ، أو عوض عن المضاف إليه. أى: لنهاية أمرك خيرك من بدايته ، فأنت لا تزال تتزايد قوة ، وتتصاعد رفعة.. البغوى: "وللآخرة خير لك من الأولى " حدثنا المطهر بن علي الفارسي ، أخبرنا محمد بن إبراهيم [ الصالحاني] ، أخبرنا عبد الله بن محمد بن جعفر أبو الشيخ الحافظ ، أخبرنا ابن أبي عاصم ، أخبرنا أبو بكر بن أبي شيبة ، أخبرنا معاوية بن هشام عن علي بن صالح عن يزيد بن زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا ".
إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ، ثم راح وتركها. ورواه الترمذي وابن ماجه من حديث المسعودي به ، وقال الترمذي: حسن صحيح. ﴿ تفسير القرطبي ﴾
قوله تعالى: وللآخرة خير لك من الأولىروى سلمة عن ابن إسحاق قال: وللآخرة خير لك من الأولى أي ما عندي في مرجعك إلي يا محمد ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا. وقال ابن عباس: أري النبي - صلى الله عليه وسلم - ما يفتح الله على أمته بعده فسر بذلك فنزل جبريل بقوله: وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى. ﴿ تفسير الطبري ﴾
وقوله: ( وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأولَى) يقول تعالى ذكره: وللدار الآخرة، وما أعد الله لك فيها، خير لك من الدار الدنيا وما فيها. يقول: فلا تحزن على ما فاتك منها، فإن الذي لك عند الله خير لك منها.
تاريخ الإضافة: 2/1/2021 ميلادي - 19/5/1442 هجري
الزيارات: 2020
﴿ وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى ﴾ [الضحى: 4]
مرحباً بالضيف