فأقبل الصحابة عليه، وسألوه: أين تريد؟ فأخبرهم أنه يريد مكة، فنظروا في حاله فإذا هو قد أقبل من ديار مسيلمة الكذاب، الذي ادَّعى النبوة، فربطوه وأوثقوه، وجاؤوا به إلى المدينة ليراه النبي صلى الله عليه وسلم ويقضي فيه ما شاء، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: أتدرون من أسرتم؟ هذا ثمامة بن أثال سيد بني حنيفة. ثمَّ قال: اربطوه في سارية من سواري المسجد وأكرموه. ثمَّ ذهب إلى بيته وجمع ما عنده من طعام وأرسل به إليه، وأمر بدابة ثمامة أن تُعلف ويُعتنى بها وتعرض أمامه في الصباح والمساء. فربطوه بسارية من سواري المسجد، فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما عندك يا ثمامة؟
قال: عندي خير يا محمد.. إن تقتلني تقتل ذا دم – أي سينتقم لي قومي منك –، وإن تنعِم تنعِم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت، فتركه حتى كان الغد، ثمَّ قال له: ما عندك يا ثمامة؟
فقال: عندي ما قلت لك، إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل ما شئتَ. فتركه حتى بعد الغد، فمرَّ به، فقال: ما عندك يا ثمامة؟
فقال: عندي ما قلت لك. فلما رأى أنه لا رغبة له في الإسلام وقد رأى صلاة المسلمين، وسمع حديثهم، ورأى كرمهم.
الدرر السنية
اليوم بمشيئة الله تعالى نستكمل معكم قصص الأبطال وسيرة الأعلام وأسد من أسود الصحابة رجل ( يضرب الحصار الإقتصادى على قريش) نتحدث اليوم عن الصحابى الجليل ثمامة بن أثال رضى الله عنه. قصة ثمامة بن أثال
فى السنة السادسة من الهجرة عزم الرسول صلوات الله عليه على أن يوسع نطاق دعوته إلى الله فكتب ثمانية كتب إلى ملوك العرب والعجم وبعث بها إليهم يدعوهم إلى الإسلام ، وكان فى جملة من كاتبهم ثمامة بن أثال الحنفى ولا غرو فثمامة بن أثال قَيلٌ من أقيال العرب فى الجاهلية أى ملك من الملوك وسيد من سادات بنى حنيفة المرموقين وملك من ملوك اليمامة الذين لا يعصى لهم أمر. تلقة ثمامة رسالة النبى عليه الصلاة والسلام بالزراية والإعراض وأخذته العزة بالإثم فأصم أذنيه عن سماع دعوة الحق والخير ثم إنه ركبه شيطانه فأغراه بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم وأود دعوته معه فدأب يتحين الفرص للقضاء على النبى صلى الله عليه وسلم حتى أصاب منه غرة وكادت تتم الجريمة الشنعاء لولا أن أحد أعمام ثمامة ثناه عن عزمه فى آخر لحظة فنجى الله نبيه صلى الله عليه وسلم من شره. لكن ثمامة إذا كان قد كف عن رسول الله صلوات الله عليه فإنه لم يكف عن أصحابه حتى جعل يتربص بهم حتى ظفر بعدد منهم وقتلهم شر قتلة ، فأهدر النبى عليه الصلاة والسلام دمه وأعلن ذلك فى أصحابه ، لم يمض على ذلك وقت طويل حتى عزم ثمامة بن أثال على أداء العمرة فانطلق من أرض اليمامة موليا وجهه شطر مكة وهو يمنى نفسه بالطواف حول الكعبة والذبح لأصنامها.
فكتب إليه رسول الله: «أن خل بين قومي وبين مبراتهم»)[4]. تبرُّؤ ثمامة من مسيلمة، ونصحه قومه، واعتزالهم، وانحيازه لجانب المسلمين:
كان ثمامة - رضي الله عنه - صادقاً في إيمانه، مخلصاً لدينه، ناصحاً لعشيرته، متخلياً عن الحمية الجاهلية والعصبية القبلية، ثابتاً على موقفه. قال ابن إسحاق - رحمه الله -: (ارتد أهل اليمامة عن الإسلام غير ثمامة بن أثال – باتِّباعهم مسيلمة الكذاب – ومن اتبعه من قومه، فكان مقيماً باليمامة، ينهاهم عن اتباع مسيلمة وتصديقه، ويقول: إياكم وامْرأ مظلماً لا نور فيه، وإنه لشقاء كتبه على الله - عز وجل - على من أخذ به منكم، وبلاء على من لم يأخذ به منكم يا بني حنيفة. فلما عصوه ورأى أنهم قد أصفقوا – عزموا – على اتباع مسيلمة، عزم على مفارقتهم، ومرَّ العلاء ابن الحضرمي ومن تبعه على جانب اليمامة – وهو ذاهب إلى البحرين – فلما بلغه ذلك قال لأصحابه من المسلمين: إني والله ما أرى أن أقيم مع هؤلاء مع ما قد أحدثوا، وإن الله تعالى لضاربهم بليلة لا يقومون بها ولا يقعدون، وما نرى أن نتخلف عن هؤلاء وهم مسلمون، وقد عرفنا الذي يريدون، وقد مروا قريباً، ولا أرى إلا الخروج إليهم، فمن أراد الخروج منكم فليخرج، فخرج مُمِداً للعلاء بن الحضرمي، ومعه أصحابه من المسلمين، فكأن ذلك قد فثَّ في عضد عدوهم حين بلغهم مدد بني حنيفة.
وأكد سموه أن مهرجان التراث حدث سنوي يعكس التراث البحريني الأصيل، لما له من مقومات ساهمت في تكوين الثقافة البحرينية، وذلك من خلال تنوع فعاليات المهرجان المتمثلة في عرض الحرف اليدوية، والعمارة التقليدية، والفنون الشعبية ومختلف عناصر ومكونات التراث البحريني الذي تتوارثه مختلف الأجيال ، لتعزيز الثقافة البحرينية الشعبية وحفظها. تــراثــنـا .. ثــراؤنــــا مهرجان التراث الثالث والعشرين بالبحرين - الثقافة الشعبية. ونوه سموه بالجهود الطيبة التي بذلتها هيئة الثقافة والآثار في تنظيم المهرجان وما تضمنه من فعاليات عكست جوانب عديدة للتراث البحريني الذي يعتز به الجميع، متمنيا سموه للهيئة كل التوفيق والنجاح فيما تقوم به من أنشطة وفعاليات تسهم في رفد الحركة الثقافية وإبراز وجه مملكة البحرين كواجهة تحتفي بتراثها وكافة مكونات ثقافتها إلى جانب انفتاحها على ثقافات وتراث مختلف الأمم والشعوب. من جانبها توجهت معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار بالشكر للرعاية الكريمة من لدن صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه لمهرجان التراث، بما يعبّر عن جهوده الساهرة الدائمة من أجل التطور الثقافي والإنساني في مملكة البحرين. كما وشكرت معاليها سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة على افتتاحه لفعاليات المهرجان نيابة عن جلالة الملك المفدى.
تــراثــنـا .. ثــراؤنــــا مهرجان التراث الثالث والعشرين بالبحرين - الثقافة الشعبية
وسام الناصري اللجنة الإعلامية اختتمت أمس الأثنين فعاليات مبادرة بستان قصر تاروت التي نظمتها جمعية تاروت الخيرية على مدى ستة أيام بدءًا من 12 حتى 18 من شهر رمضان المبارك وذلك بالشراكة الاستراتيجية مع بلدية محافظة القطيف وبرعاية سعادة محافظ القطيف بنجاح مميز في أجواء رمضانية غامرة بالسعادة والمحبة. وحضر فعاليات المبادرة التي تكفل بدعهما رجل والأعمال الوجيه الأستاذ عبد الله احمد نوح عدة وفود من الباحثين والمهتمين بالآثار بينهم باحثين من دولة الكويت الشقيقة؛ حيث عبّروا جميعاً عن إعجابهم بهذه الفعاليات التي تليق بتاريخ جزيرة تاروت العريق وأبدوا سعادتهم بوجود هذه الوجهة التاريخية والثقافية. كما استقطبت المبادرة جماهير غفيرة من الزوار والأهالي قدر عددها ب 60 ألف زائر إلى جانب النخب المثقفة الذين توافدوا للاستمتاع بالفعاليات المختلفة والبرامج الحافلة التي أبرزت الهوية التراثية والتاريخية للمنطقة حيث سادت أجواء من البهجة والحماس عاشها ضيوف «بستان قصر تاروت» مع "المسحر" الذي أحيا معهم هذه العادة الرمضانية المتوارثة وجال بهم ساحة قصر تاروت وأزقة حي الديرة الموغل في القدم. وأعادت المبادرة الصورة الجميلة لبهجتها لدى الناس من خلال الفعاليات الشعبية المميزة التي أعادتهم للماضي وعرفتهم بالموروث الشعبي الموغل في القدم بمشاركة 20 ركناً متنوعاً للحرفيين والحرفيات و 14 أسرة منتجة مختصة في بيع المأكولات الشعبية وغيرها من الصناعات اليدوية التراثية بالإضافة لمشاركة 3 مقاهي شعبية و 3 متاحف كما تمّ تفعيل المسار السياحي الذي استقطب أكثر من 2000 زائر وسائح من مختلف مناطق المملكة والعديد من الدول الأجنبية.
: مصادر الصور