والله أعلم.
- مواقيت الصلاة بدر حنين وحنيته
- باسم الكربلائي : هدم قبور ائمة البقيع - 1433 هـ
مواقيت الصلاة بدر حنين وحنيته
فالنصر والهزيمة ونتائج المعارك لا يحسمها الكثرة والقلة، وإنما ثمة أمور أخر وراءها، لا تقلّ شأنًا عنها، إن لم تكن تفوقها أهمية واعتبارًا، لتقرير نتيجة أي معركة. فكانت حنين بهذا درسًا، استفاد منه المسلمون غاية الفائدة، وتعلموا منه قواعد النصر وقوانينه، قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]. ويدل موقف أم سليم في هذه المعركة على مدى حرص الصحابيات -رضي الله عنهن- على مشاركتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته، وتبليغ رسالته، ومواجهة أعدائه. ومن الدروس المستفادة من هذه المعركة، والعبر المستخلصة منها، حكمة سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في تقسيم الغنائم وتوزيعها، فقد اختص في هذه المعركة الذين أسلموا عام الفتح بمزيد من الغنائم عن غيرهم، ولم يراع في تلك القسمة قاعدة المساواة بين المقاتلين. وفي هذا دلالة على أن لإمام المسلمين أن يتصرف بما يراه الأنسب والأوفق لمصلحة الأمة دينًا ودُنيا. مواقيت الصلاة بدر حنين وحنيته. ويستفاد من بعض تصرفاته صلى الله عليه وسلم في غزوة حنين، أن الدافع الأول وراء مشروعية الجهاد، هو دعوة الناس إلى دين الإسلام، وهدايتهم إلى الطريق المستقيم، وإرشادهم إلى الدين القويم، وهو الهدف الأساس الذي جاءت شريعة الإسلام لأجله؛ ولم يكن الهدف من مشروعية تلك الغزوات تحقيق أهداف اقتصادية، ولا تحصيل مكاسب سياسية.
وحاصل خبر تداعيات تقسيم الغنائم، ما رواه ابن إسحاق عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: لما أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطى من تلك العطايا في قريش وفي قبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منها شيء، وَجَدَ هذا الحي من الأنصار في أنفسهم، حتى كثرت فيهم القَالَةُ -يعني كثرة الكلام بين الناس- حتى قال قائلهم: لقي -والله- رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه. فدخل عليه سعد بن عبادة، فقال: يا رسول الله، إن هذا الحي من الأنصار قد وَجَدُوا عليك في أنفسهم؛ لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء.
قال: «فأين أنت من ذلك يا سعد؟» قال: يا رسول الله، ما أنا إلا من قومي. هدي القاصد إلى أصحاب الحديث الواحد 1-7 ج5 - سيد كسروي حسن - كتب Google. قال: «فاجمع لي قومك في هذه الحظيرة».
فخرج سعد، فجمع الأنصار في تلك الحظيرة، فجاء رجال من المهاجرين، فتركهم، فدخلوا. وجاء آخرون فردهم، فلما اجتمعوا له أتاه سعد، فقال: لقد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار. فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: «يا معشر الأنصار، ما قَالَة بلغتني عنكم، وَجِدَةٌ وجدتموها عليَّ في أنفسكم؟ ألم آتكم ضُلاَّلاً فهداكم الله؟ وعالة فأغناكم الله؟ وأعداء فألف الله بين قلوبكم؟» قالوا: بلى، الله ورسوله أمَنُّ وأفضل.
وجاءت فيه ترجمة لمؤلف كتاب {الرحلة المكية} المخطوط ومشاهدته للقبور والآثار والقباب التي كانت موجودة فيه وقت زيارته له. كما ورد فيه وصف آخر لشاهد عيان آخر كان قد زار البقيع في السنة التي تم فيها تهدیم القبور والقباب التي كانت فيه ويصف ما شاهده من أنقاض ورکام و كتل كبيرة من الحجر والآجر وقضبان الحديد والسّمنت والمواد الإنشائية المقلوعة من مكانها المبعثرة هنا وهناك، ويقول عنها: إنه وجدها كأنها مدينة أصابها زلزال فدمّرها عن آخرها. وسيأتي ذكر هذا الوصف كاملا في الصفحة المخصصة له في هذا الكتاب تحت عنوان « وصف من شاهد عيان للبقيع في سنة تهدیم قبوره ». باسم الكربلائي : هدم قبور ائمة البقيع - 1433 هـ. وكان مسك الختام انتهاء الكتاب بذكر لمحات عن حياة سيدنا و مولانا الإمام أبي محمد الحسن المجتبى بن الامام علي بن أبي طالب (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدنا ومولانا الإمام أبي محمد زين العابدين علي بن الامام الحسين (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدنا و مولانا الإمام أبي جعفر محمد الباقر بن الامام علي زين العابدین (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدنا ومولانا الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق بن الامام محمد الباقر (عليهما السلام)، ولمحات عن حياة سيدتنا ومولاتنا الصديقة فاطمة الزهراء بناء على قول من يرى أنها (سلام الله عليها) مدفونة في البقيع.
باسم الكربلائي : هدم قبور ائمة البقيع - 1433 هـ
في تلك الفترة التي كنت أبحث فيها عن المصادر، عثرت على كتاب مخطوط اسمه [الرحلة المكّية) لمؤلفه العالم الفاضل والحاكم العادل السيد علي السيد عبد الله السيد علي خان الموسوي المشعشعي الحيدري، وهو من الحكام المشعشعين الذين امتد حكمهم وانتشر على مناطق كثيرة حتى شمال البصرة والإحساء والقطيف والحلة، ووصلت جيوشهم إلى حدود سور بغداد من جهاته الأربع، وقد استمر حكمهم خمسة قرون. جاء في هذا الكتاب المخطوط ذكر أسماء الذين حكموا من ذرية السيد محمد مهدي المشعشع، ومؤلف الكتاب أحد الحكام الذين حكموا من المشعشعين كما ذكرت آنفاً، وفي الكتاب وصف للمدن التي زارها أثناء رحلته – سيأتي ذكرها في ترجمة المؤلف لاحقاً – وفيه وصف لقبور أئمة البقيع الأربعة (عليهم السلام) و القبور التي كانت آثارها موجودة في البقيع في ذلك الوقت. بعد قراءتي الكتاب المخطوط حصلت عندي رغبة شديدة بأن أقوم بتأليف كتاب يتضمن ما وصفه مؤلف الكتاب عن قبور أئمة البقيع وعن القبور الأخرى التي شاهدها المؤلف، فتوكلت على الله وشرعت بالتهيئة والتحضير لتأليف الكتاب، وقد أسميته (قبور أئمة البقيع قبل تهدیمها). وددت أن أستهل الكتاب بما ورد في القرآن الكريم في فضل أهل البيت، وما جاء في الأحاديث النبوية الشريفة في فضل أهل البيت عن طريق إخواننا أهل السنة الكرام، لأن الكتاب يحمل اسم قبور أئمة البقيع الذين هم من أهل البيت الطيبين الطاهرين وقد تم بعون الله وفضله تصدير الصفحات الأول من الكتاب بما ورد في القرآن المجيد والأحاديث النبوية الشريفة في فضل أهل البيت (سلام الله عليهم).
ونهبت كلّ ما كان في ذلك الحرم المقدّس، من فرش وهدايا وآثار قيّمة وغيرها، وحَوّلت ذلك المزار المقدّس إلى أرضٍ موحشة مقفرة. وبعدما انتشر خبر تهديم القبور، استنكره المسلمون في جميع بقاع العالم على أنّه عمل إجرامي يسيء إلى أولياء الله ويحطّ من قدرهم، كما يحطّ من قدر آل الرسول (صلى الله عليه وعليهم) وأصحابه. نشرت جريدة أُمّ القرى بعددها 69 في 17 شوّال 1344ﻫ نصّ الاستفتاء وجوابه، وكأنّ الجواب قد أُعدّ تأكيداً على تهديم القبور، وحدّدت تاريخ صدور الفتوى من علماء المدينة بتاريخ 25 رمضان 1344ﻫ، امتصاصاً لنقمة المسلمين، إلّا أنّ الرأي العام لم يهدأ، لا في داخل الحجاز ولا في العالم الإسلامي، وتوالت صدور التفنيدات للفتوى ومخالفتها للشريعة الإسلامية. وليت شعري أين كان علماء المدينة المنوّرة عن منع البناء على القبور ووجوب هدمه قبل هذا التاريخ؟! ولماذا كانوا ساكتين عن البناء طيلة هذه القرون من صدر الإسلام وما قبل الإسلام وإلى يومنا هذا؟!