وفي الدر المنثور 1: 369-370 زيادة نسبته لأبي عبيد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن الأنباري في المصاحف ، وابن مردويه ، والبيهقي في الدلائل. وظاهر هذه الرواية عن ابن عباس ، يعارض ظاهر الرواية السابقة عنه: 6310 ، أن آخر آية زلت هي آية الربا. فقال الحافظ في الفتح: "وطريق الجمع بين هذين القولين ، [يريد الروايتين]: أن هذه الآية هي ختام الآيات المنزلة في الربا ، إذ هي معطوفة عليهن". ويشير إلى ذلك صنيع البخاري ، بدقته وثقوب نظره ، فإنه روى الحديث الماضي تحت عنوان: "باب (واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) ". فجعل بهذه الإشارة الموضوع واحدا ، والروايتين متحدتين غير متعارضتين. رحمه الله. (55) الخبر: 6313- سهل بن عامر: مضت ترجمته في: 1971 ، وأنه ضعيف جدا. ووقع اسمه في المخطوطة والمطبوعة هنا "إسماعيل بن سهل بن عامر"! وهو تخليط من الناسخين ، فلا يوجد راو بهذا الاسم. ثم هذا الإسناد نفسه هو الماضي: 1971. ومضى أيضًا رواية محمد بن عمارة ، عن سهل ، عن مالك بن مغول: 5431. (56) في المطبوعة: "عبيد بن سلمان" ، وهو خطأ ، والصواب من المخطوطة ، ومن كتب التراجم. (57) في المخطوطة والمطبوعة: "وبدا يوم السبت" ، وهو خطأ فاحش ، وأشد منه فظاظة شرح من شرحه فقال: "يريد أنه احتجب عن الناس لمرضه ، ثم خرج لهم يوم السبت"!
واتقوا يوما ترجعون فيه الي الله
رواه ابن أبي حاتم. وقد رواه ابن مردويه من حديث المسعودي ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال: آخر آية نزلت: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) وقد رواه النسائي ، من حديث يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن عبد الله بن عباس ، قال: آخر شيء نزل من القرآن: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون). وكذا رواه الضحاك ، والعوفي ، عن ابن عباس ، وروى الثوري ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال: آخر آية أنزلت: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) فكان بين نزولها [ وبين] موت النبي صلى الله عليه وسلم واحد وثلاثون يوما. وقال ابن جريج: قال ابن عباس: آخر آية نزلت: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله) الآية. قال ابن جريج: يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم عاش بعدها تسع ليال ، وبدئ يوم السبت ومات يوم الاثنين ، رواه ابن جرير. ورواه عطية عن أبي سعيد ، قال: آخر آية أنزلت: ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون).
واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
6315 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، (56) عن الضحاك، عن ابن عباس = وحجاج، عن ابن جريج قال، قال ابن عباس = آخر آية نـزلت من القرآن: " واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " = قال ابن جريج: يقولون إن النبي صلى الله عليه وسلم مكث بعدها تسع ليال، وبدئ يوم السبت، (57) ومات يوم الاثنين. 6316 - حدثني يونس قال، أخبرنا ابن وهب قال أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال، حدثني سعيد بن المسيب: أنه بلغه أن أحدث القرآن بالعرش آية الدين. (58) * * * قال أبو جعفر: يعني بذلك جل ثناؤه: واحذروا أيها الناس = " يوما ترجعون فيه إلى الله " فتلقونه فيه، أن تردوا عليه بسيئات تهلككم، أو بمخزيات تخزيكم، أو بفاضحات تفضحكم، فتهتك أستاركم، (59) أو بموبقات توبقكم، فتوجب لكم من عقاب الله ما لا قبل لكم به، وإنه يوم مجازاة بالأعمال، (60) لا يوم استعتاب، ولا يوم استقالة وتوبة وإنابة، ولكنه يوم جزاء وثواب ومحاسبة، توفى فيه كل نفس أجرها على ما قدمت واكتسبت من سيئ وصالح، لا تغادر فيه صغيرة ولا كبيرة من خير وشر إلا أحضرت، (61) فوفيت جزاءها بالعدل من ربها، وهم لا يظلمون.
واتقوا يوما ترجعون فيه الله
و ( يوما) منصوب على المفعول لا على الظرف. ترجعون فيه إلى الله من نعته. وقرأ أبو عمرو بفتح التاء وكسر الجيم ، مثل إن إلينا إيابهم واعتبارا بقراءة أبي " يوما تصيرون فيه إلى الله ". والباقون بضم التاء وفتح الجيم ، مثل ثم ردوا إلى الله [ ص: 342]. ولئن رددت إلى ربي واعتبارا بقراءة عبد الله " يوما تردون فيه إلى الله " وقرأ الحسن " يرجعون " بالياء ، على معنى يرجع جميع الناس. قال ابن جني: كأن الله تعالى رفق بالمؤمنين على أن يواجههم بذكر الرجعة ، إذ هي مما ينفطر لها القلوب فقال لهم: واتقوا يوما ثم رجع في ذكر الرجعة إلى الغيبة رفقا بهم. وجمهور العلماء على أن هذا اليوم المحذر منه هو يوم القيامة والحساب والتوفية. وقال قوم: هو يوم الموت. قال ابن عطية: والأول أصح بحكم الألفاظ في الآية. وفي قوله ( إلى الله) مضاف محذوف ، تقديره إلى حكم الله وفصل قضائه. ( وهم) رد على معنى ( كل) لا على اللفظ ، إلا على قراءة الحسن " يرجعون " فقوله " وهم " رد على ضمير الجماعة في " يرجعون ". وفي هذه الآية نص على أن الثواب والعقاب متعلق بكسب الأعمال ، وهو رد على الجبرية ، وقد تقدم.
واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله
وأولى بالمرء أن يدع ما لا يحسن! إنما هو قولهم: "بدئ الرجل" (بالبناء للمجهول) أي مرض. يقال: متى بدئ فلان؟ أي: متى مرض: وفي حديث عائشة: أنها قالت في اليوم الذي بدئ فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وا رأساه". وانظر لهذا الخبر ما خرجه السيوطي في الإتقان 1: 33 ، وابن كثير 2: 69 ، 70. (58) الحديث: 6316 - هذا إسناد صحيح إلى ابن المسيب ، ولكنه حديث ضعيف لإرساله ، إذ لم يذكر ابن المسيب من حدثه به. والحديث نقله ابن كثير 2: 70-71 ، عن هذا الموضع بإسناده. وذكره السيوطي 1: 370 "عن ابن جرير ، بسند صحيح عن سعيد بن المسيب". (59) في المطبوعة: "بفضيحات تفضحكم" ، ولا أدري لم غير ما كان في المخطوطة!! (60) في المطبوعة: "مجازاة الأعمال" ، ولا أدري لم حذف "الباء"!! (61) في المطبوعة: "لا يغادر... " بالياء ، وفي المخطوطة غير منقوطة ، والصواب ما أثبت. (62) في المطبوعة: "فتوفى جزاءها" ، وفي المخطوطة: "فتوفيت" غير منقوطة كلها ، وصوت قراءتها ما أثبت (63) في المطبوعة: "كيف" بحذف الواو ، والصواب ما في المخطوطة. (64) في المطبوعة: "فأخذ" بالفاء ، والصواب ما في المخطوطة.
اعراب واتقوا يوما ترجعون فيه الى الله
مقالات متعلقة
تاريخ الإضافة: 16/2/2017 ميلادي - 20/5/1438 هجري
الزيارات: 323155
♦ الآية: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾. ♦ السورة ورقم الآية: سورة البقرة (281). ♦ الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي: ﴿ واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله ﴾ يعني: يوم القيامة تُرَدُّون فِيهِ إِلَى اللَّهِ ﴿ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما كسبت ﴾ أي: جزاء ما كسبت من الأعمال ﴿ وهم لا يظلمون ﴾ لا ينقصون شيئًا.
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على من بعث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه، ومن اهتدى بهديه، واستن بسنته إلى يوم الدين. أما بعد: فإن الحجة قائمة للبشر بما أنزل الله جل جلاله في كتابه المبين، وبما أرسل به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فقد جاءنا الحق وعرفناه، ولم يبقَ بعد ذلك إلا أن نعمل به، وهذا هو الامتحان الشاق، فالله جعل لنا خمسة أعمار: العمر الأول: كان في عالم الذر قبل أن يخلق الله السموات والأرض، فإنه جل جلاله مسح ظهر آدم فأخرج منه ذريةً فقال آدم: أي رب!
إن الطاعة التامة للرسول صلى الله عليه وسلم هي ما حققت للأمة العزة والقوة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بالتعلم والحث عليه، والعمل وإتقانه، والخلق الحسن والإحسان للجميع ورعاية البيئة ورحمة الحيوان. ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم يأمر بالحق ويدعو لإقامة العدل وتجنّب الظلم ومحاربة الخرافة والجهل والوثنية والشرك. ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالتوزيع العادل للأموال في المواريث ورعاية الفقراء وتنظيم أمر التجارة بالحق وتحريم الربا والغش، فهلّموا لطاعة الرسول لتعمر الأوطان وتطمئن القلوب وتنعم العقول بالحكمة.
من الادله على وجوب طاعه الرسول للانصار
عن عبادة بن الصامت قال: "بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في السر والعلن وعلى النفقة في العسر واليسر والأثرة وأن لا ننازع الأمر إلا أن نرى كفرًا بوحًا عندنا فيه من الله برهان" [10]. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يكون بعدي أمراء فتعرفون وتنكرون فمن أنكر فقد برئ ومن كره فقد سلم ولكن من رضى وتابع، قالوا أفلا ننابذهم بالسيف قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة" [11]. ايات القران التي تتكلم عن: طاعه الله و الرسول و اولي الامر. ويرى أهل السنة وجوب مناصحة الحكام والأمراء – عن تميم الداري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة قلنا: لمن يا رسول الله قال: لله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم" [12]. وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث خصال لا يغل عليهن قلب مسلم، إخلاص العمل لله، والنصيحة لولاة الأمور ولزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحيط من ورائهم" [13]. ويرون أنه لا يجوز سبهم وشتمهم والتشهير بهم، وقال الإمام الطحاوي في عقيدته: (ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا ولا ندعوا عليهم ولا ننزع يدًا من طاعتهم فإن طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم نؤمر بمعصية وندعوا بالصلاح والمعافاة).
من الادله على وجوب طاعه الرسول في
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، ثم أما بعد؛ فقد اتفق السواد الأعظم من المسلمين:
- على وجوب تعيين الإمام. - وعلى وجوب طاعته بالمعروف. - وأن الأمة واجب عليها الانقياد لإمام عادل يقيم فيهم أحكام الله والشريعة التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. - ويقيم العدل وينصف المظلومين من الظالمين. من الادله على وجوب طاعه الرسول للانصار. الأدلة على ذلك من القرآن والسنة:
قول الله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59]، قال ابن كثير: والظاهر –والله أعلم- أن الآية عامة في جميع أولى الأمر من الأمراء والعلماء. ووجه الاستدلال من هذه الآية: أن الله سبحانه أوجب على المسلمين طاعة أولي الأمر منهم وهم الأئمة، والأمر بالطاعة دليل على وجوب نصب ولي الأمر. وعطف طاعة ولي الأمر على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم لأن أولي الأمر لا يفردون بالطاعة بل يطاعون فيما لا معصية فيه لله ورسوله ومن باب أولى ما هو طاعة لله ورسوله. ومن الأحاديث:
- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية" [1].
فهذه الآيات وغيرها صريحة في وجوب الطاعة المطلقة للرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء، وأيضاً ثبت في السنة النبوية الشريفة أمره صلى الله عليه وسلم بطاعته واتّباع سنّته، فقال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى" رواه البخاري، وقال صلى الله عليه وسلم: "من رغب عن سُنّتي فليس مني" رواه مسلم.