وكنت ألتجئ إلى الله سبحانه وتعالى وأتضرع إليه، وأهرب إلى ظواهر النصوص، وألقى المعقولات المتباينة والتأويلات المصنوعة، فتنبو الفطرة عن قبولها. ثم تشبثت فطرتي بالحق الصريح في أمهات المسائل، غير متجاسرة على التصريح بالمجاهرة.... إلى أن قدر الله سبحانه وقوع مصنف الشيخ الإمام (إمام الدنيا) في يدي، قبيل واقعته الأخيرة بقليل، فوجدت فيه ما بهرني من موافقة فطرتي لما فيه، وعزو الحق إلى أئمة أهل السنة وسالف الأمة، مع مطابقة العقول والنقول، فبهت لذلك سرورا بالحق وفرحا بوجود الضالة التي ليس لفقدها عوض. درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية. فصارت محبة هذا الرجل محبة ضرورية، تقصر عن شرح أقلها العبارة ولو أطنبت..... [5]
أهمية هذا الكتاب [ عدل]
صورة للصفحة الأولى والأخيرة لإحدى مخطوطات درء التعارض: مخطوطة مكتبة طلعت بدار الكتب المصرية. يعالج هذا الكتاب مشكلة العلاقة بين العقل والشرع، تلك المشكلة التي أرَّقت الكثير من المفكرين قديمًا وحديثًا، وقد كان سبب ظهور هذه المشكلة قديمًا عوامل كثيرة، تتصل بوضع الأمة الإسلامية بين الأمم، ووضعها السياسي والحضاري على خارطة الكرة الأرضية ومدى صلة مثقفيها بأصول حضارتهم أو انقطاعهم عنها، قرأ ابن تيمة هذا كله ووقف إزاءه متسائلاً عن الأسباب الكامنة وراء هذا الزعم القائل بإمكان تعارض العقل والشرع وحددها في أمور: [6]
- ظن بعض المفكرين أن ما عند أرسطو من تصورات عقلية عن الله صحيح لا خطأ فيه.
- درء تعارض العقل والنقل ابن تيمية
- درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية
- كتاب درء تعارض العقل والنقل
درء تعارض العقل والنقل ابن تيمية
- الجهل بالميراث النبوي بالكتاب والسنة الصحيحة. - عدم التفرقة بين العقل القطعي صريح الدلالة، وبين ما يسميه الناس معقولات أو دلالة عقلية. وقد أخذ المؤلف في مواقفه مع معارضيه بمنهج تحليلي تمثل فيما يلي:
كان يبدأ أولاً بتحديد المصطلح ليعرف ما فيه من معاني ليمكن بعدها أن يقبلها أو يرفضها. ثم يضع أمامه الأدلة التي ظنها الفلاسفة عقليات للمناقشة والتمحيص. ثم يوضح لمعارضيه بالأمثلة العقلية أن العقل الصريح لا يتعارض أبداً مع المنقول الصحيح. وفي النهاية يقول لأصحاب هذه الدعاوي: إنه يمكن للخصوم أن يعارضوا قولكم بمثل حجتكم ولا تملكون دليلًا صحيحاً تردون به صولتهم عليكم. منهج ابن تيمية في إثبات وجود الله [ عدل]
سلك ابن تيمية في الاستدلال على وجود الله اتجاهين، كلاهما يمكن الاستدلال به على وجود الصانع: [6]
الموقف الذاتي:
الاتجاه الأول: وهو لجوء المرء إلى الفطرة السليمة التي هي مضطرة بطبعها إلى الإقرار بوجود الرب الخالق، وذلك لما تحتاجه النفوس من لجوئها إلى قوم عليا تستنقذ بها عند حلول المصائب. درء تعارض العقل والنقل ابن تيمية. الاتجاه الثاني: وقد يطرأ على بعض الناس من يفسد فطرته فيحتاجون في ذلك إلى ما ينير لهم السبيل، ويوضح لهم الطريق كالتعليم مثلًا، ولذلك بعث الله الرسل وأنزل الكتب.
درء تعارض العقل والنقل لابن تيمية
لكن إذا أجرينا هذه العملية الحسابية بواسطة الآلة، وكان الناتج 20736، استطعنا حينئذ أن نقول: إن نتيجة الجهد البشري تتعارض مع نتيجة الآلة الحاسبة. عن أي معلومات عقلية نتحدث؟
وبعد أن يصل ابن تيمية إلى أن مقصود أصحاب القانون، هو المعلومات العقلية، وأنها هي التي تقدَّم إذا تعارضت مع المعلومات الشرعية؛ لأنها هي التي دلت عليه، بعد أن يصل إلى ذلك يقول لهم: المعلومات التي توصلنا إليها من خلال العقل كثيرة، منها مثلا ( المعلومات الحسابية الرياضية) مثل أن 2+2 = 4، فهذه المعلومة عرفناها بالعقل، ومن نازع فيها اتهم بالجنون. درء تعارض العقل والنقل - ابن تيمية - مکتبة مدرسة الفقاهة. فإذا كان الأمر كذلك، فهلا قصرتم المقابلة بين المعلومة العقلية التي عرفنا بها صدق الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن لهذا الكون إلها، فحينئذ تكون هذه المعلومة العقلية هي أصل النقل، فهي التي يصدق عليها أنها إذا رددناها، كان ذلك نسفا لما بني عليها من النقل، وإلا فما دخل بقية المعلومات العقلية؛ إنها لم تكن أساسًا في معرفة النقل، فردها لا يستلزم نسف النقل؛ لأنها لم يُبن عليها هي، وإن كان قد بني على معلومات عقلية غيرها. ومعلوم أنه لا يلزم من صحة معلومة عقلية، صحة جميع المنتجات العقلية. والإنسان يشهد من نفسه أن عقله يهديه للصواب مرة، ويهديه للخطأ أخرى!
كتاب درء تعارض العقل والنقل
وهكذا يفند ابن تيمية القانون تفنيدًا عقليًّا، فكيف يقال: إن ابن تيمية ضد العقل. إنه ضد النتائج التي يفرضها الخيال العقلي. [1] – النقيضان مثل هاتين الجملتين: زيد واقف الآن، زيد ليس بواقف الآن. كتاب درء تعارض العقل والنقل. ، فهاتان الجملتان لا تجتمعان ولا ترتفعان، بل لابد من وجود إحداهما، وعدم الأخرى. فزيد لا بد إما أن يكون واقفا، أو غير واقف، لكن لا يمكن أن يكون في آن واحدا واقفا وغير واقف معا، كما لا يمكن أن لا يكون في آن واحد واقفا وغير واقف.
الفرضية الغائبة
ومن الأصول التي بنى عليها القوم هذا القانون، أنهم ذكروا الفرضيات الممكنة للتعارض بين المعلومات النقلية والمعلومات العقلية، ثم ذكروا أن جميع هذه الفرضيات مستحيلة القبول إلا فرضية واحدة، هي المقبولة. وهذه الفرضيات هي:
1- الجمع بينهما، وقالوا إنه محال؛ لأنه جمع بين النقيضين. 2- رد النقيضين، و قالوا إنه محال؛ لأن النقيضين لا يرتفعان. درء تعارض العقل والنقل : أبن تيمية : Free Download, Borrow, and Streaming : Internet Archive. أي: لا يُردان. [1]
3- رد المعلومة العقلية، وهذا محال؛ لأنها أصل النقل. 4- رد المعلومة النقلية، وهذه الفرضية الوحيدة المقبولة في نظرهم؛ فلزم المصير إليها. وهنا يفاجؤهم ابن تيمية مرة أخرى برد عقلي، هو قوله: ما الدليل على أن الفرضيات أربع فقط؟
لقد نسيتم فرضية خامسة، وهي التي يجب المصير إليها والقول بها. هذه الفرضية، هي رد العقلي في بعض الحالات، ورد النقلي في بعض الحالات، وليست هذه الحالات مبنية على المحاصصة، ولكنه يقدم بناء مطردا للفصل بين هذه الحالات، وهو القطعية والظنية، فأيهما كان قطعيا، فهو الذي يجب قبوله نقليا كان أو عقليا، وأيهما كان ظنيا، فهو الذي يجب رده نقليا كان أو عقليا. وفي ذلك يقول: " فالواجب أن يقال: لا يخلو إما أن يكونا قطعيين، أو يكونا ظنيين، وإما أن يكونا أحدهما ق طعياً ولآخر ظنياً.