أبوظبي (الاتحاد)
محمد خلف المزروعي.. ابن البادية.. ولد فيها.. في رحابها نشأ.. منها تعلم الشهامة والوفاء.. بفضلها ارتبط بالتراث الذي لازمه في مختلف مراحل عمره، فكان حامياً له، وحريصاً على نقله للأجيال الجديدة.. بفضل إخلاصه في العمل اكتسب خبرات أضعاف عمره، فكان كالقاموس الذي يحفظ تراث الوطن، ويعرف أسراره، ودليل كل باحث عن مفرداته. يعتبر محمد خلف المزروعي واحداً من القيادات الوطنية الذين وضعوا الإخلاص في العمل فوق كلّ اعتبار، وحقق خلال مسيرته المهنية العديد من النجاحات، توجت بتكريم اسمه بـ «وسام أبوظبي»، أرفع وسام مدني تمنحه أبوظبي لرموز العطاء وأصحاب الإسهامات المتميزة في المجالات الاجتماعية والثقافية والعلمية. ترك المزروعي قبل رحيله عام 2014 وهو في عمر الـ48 بصمات واضحة في المشهد الثقافي الإماراتي، وكان له دور بارز في إطلاق المبادرات ووضع السياسات التي تسعى للتمسك بالعادات والتقاليد الإماراتية، كما استطاع أن يشكل حلقة وصل بين الحاضر والماضي من أجل نقل التراث الإماراتي العريق إلى جيل الشباب. محمد خلف المزروعي ولد في واحة ليوا بأبوظبي حيث الطبيعة الخلابة، واهتمّ منذ صغره بالبيئة الطبيعية، وخصوصاً الصِقارة، والأدب العربي بأشكاله المكتوبة والشفاهية، وواصل تعليمه حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة الحكومية من جامعة الإمارات، كما حصل على شهادة الماجستير في الإدارة العامة من جامعة ولاية بورتلاند - أوريغون الأميركية.
محمد خلف المزروعي موانئ ابوظبي
رحل الاستاذ محمد خلف المزروعي تاركا خلفه صورا مشرقة ستبقى محفورة في تاريخ دولة الامارات العربية المتحدة المعاصر و أثرا عظيما تتداخل فيه أبعاد اللحمة الاجتماعية مع الهوية الوطنية الترابية للوطن ، لامس بأفعاله وقراراته ومبادراته شغاف النفوس التي تحن إلى الابداع والابتكار والتميز. رحمك الله ايها العابق بحب زايد الخير وحب الامارات ارضا وقيادة وشعبا. رحلت عنا وبقيت بصماتك شاهدة على مسيرتك الحافلة بالعطاء. رحلت عنا وتركت في نفوسنا جرحا غائرا وفراغا لا يقدر بحجم رحلت عنا وأنت الذي كنت تملئ المكان عزة وشموخا وتدبر الأمر بحكمة وعقل رحلت عنا لكن خصالك باقية فينا والحس الذي يسكنك يسير في دمائنا رحلت والقلوب تعتصر ألما والعين تذرف دمعا ولا نقول إلا ما يرض ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون. اللهم أرحم فقيدنا ونور قبره ووسع مدخله, وأسكنه في جناتك جناة الفردوس فأنت الرحمن الرحيم. لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك": إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب": إضغط هنا
وكان إطلاق المعرض الدولي للصيد والفروسية في عام 2003 واحدا من أوائل التحديات التي اختارها الفقيد لنفسه حيث تحول المعرض خلال فترة وجيزة من مناسبة محلية إلى مهرجان اقتصادي وسياحي وفلكلوري من الطراز الأول ببعدين إقليمي وعالمي. كما أطلقت هيئة أبوظبي للثقافة والتراث اثنين من أنجح البرامج التلفزيونية في العالم العربي "شاعر المليون" للشعر النبطي / الشعبي و"أمير الشعراء" للشعر الفصيح اللذين تحولا إلى ظاهرتين ثقافيتين عربيتين تستقطبان عشرات الملايين من المشاهدين. وخلال أقل من سنتين من عمر الهيئة تم إطلاق مهرجان أبوظبي للسينما وأكاديمية نيويورك - أبوظبي للفيلم ومهرجان أنغام من الشرق وجائزة الشيخ زايد للكتاب ومشروع "كلمة" للترجمة إلى العربية إضافة لإحداث نقلة نوعية في تنظيم معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومشروع موسيقى أبوظبي الكلاسيكية ومهرجان "مزاينة الظفرة" ومهرجان ليوا للرطب ومجلة "شواطئ" باللغتين العربية والإنجليزية وتأسيس أكاديمية الشعر وبيت العود العربي بالاضافة لإعادة افتتاح قلعة الجاهلي بعد ترميمها وتحويلها لمنارة ثقافية وتعزيز مشاريع التنقيب عن الآثار وترميم المباني التاريخية ومشروع تجميع الثقافة الإماراتية المكتوبة والشفاهية.