قصة الفيلم تدور أحداث الفيلم في إطار كوميدي حول شخص انتهازي يُدعى (علي)، يسعى إلى تحقيق مصالحه الشخصية حتى ولو كانت على حساب الآخرين، وإذا به يفاجئ بوجود ابنة له (أيتن عامر) في سن العشرينات، وتبدأ من هنا المفارقات الكوميدية التي يقع فيها.
- فيلم سيما علي بابا
فيلم سيما علي بابا
هنا يختلف التأثير باختلاف الشخصية بين تلك التي تتأثر بنظرة الآخرين إليها، فنراها على سبيل المثال ترفض القيام بنفس العمل داخل بلدها أو محيطها، وأخرى أكثر تماسكاً وتقديراً للذات، ما يولّد لديها قناعة بما تقوم به مقدّرة قيمة المهنة التي تزاولها. شكراً للحياة رغم كل شيء نعود إلى أحد العمال الذين قابلناهم. عُمر، ابن الـ56 عاماً وقد اعترى الشيب رأسه، يبدأ يومه عند الرابعة والنصف فجراً ملتحقاً بزملائه، حيث أفنى زهرة عمره متحدياً الجراثيم والفطريات والغازات المتفشية حول حاويات القمامة وداخلها. فهو إذ يقوم بكنس الشوارع، يحاول أن يرسم في مخيلته شكل من سوّلت له نفسه رمي النفايات في غير الأماكن المخصّصة لها. فيلم سيما علي بابا. يصمت لبرهة ثم يتابع: «الروائح أخف وطأة من الأخطار الصحية والإهانات النفسية التي نتعرّض لها. فالجراثيم والميكروبات عدو يتربّص بنا في كل لحظة». وإذ تغرورق عيناه بالدموع، يتكلّم عُمر بنبرة ملؤها الثقة. فهو راض بقدره، مع بعض اللوم العابر، شاكراً الحياة على جُلّ ما قدّمته له. نظرة المجتمع إليه، وهو الذي يعمل منذ 20 سنة في هذا المجال بُعيد قدومه إلى لبنان من سوريا، جعلته يدرك أن قيمة المهنة أسمى من حكم الآخرين عليه: «أسمع الإهانة في أذني، لكني أدير ظهري وأكمل عملي مدركاً تماماً أنه، لولا هذه المهنة، لغرقنا جميعاً بالأمراض والأوبئة حتى أذننا.
لكن بما أنه مسؤول عن زوجة وطفل، لم يتردّد أيمن في اتخاذ القرار. فعند الحاجة على الإنسان أن يرمي موضوع الحرج خلف ظهره، كما يقول... »بلدنا وبدنا نخدمو والحمدلله عم بشتغل بعرق جبيني». حياة أيمن الاجتماعية تأثّرت بشكل مباشر كما لنا أن نتوقّع. ففي وقت سلبته الظروف حلم التحصيل العلمي، أبعدت المهنة عنه عدداً من الرفاق والأصدقاء. حتى زوجته وابنه لم يتأقلما مع الواقع بسهولة. فها هو الابن لا يزال يهمس كل مساء في أذن والده: «بابا، ما بدّك تلاقي شغل جديد؟». نسأل أيمن أخيراً إن كانت فكرة مغادرة الوطن بحثاً عن مستقبل مختلف تراوده، فأجاب: «مهما قست عليّ الحياة، سأبقى هنا وسأعيش حياة طبيعية. فحين أبدّل ثياب العمل وأرتدي ملابسي العادية، أعود إنساناً طبيعياً كأي شخص آخر في المجتمع». ونحن نقول لسعد وعُمر وأيمن، كما لجميع زملائهم، إن الملابس لا تصنع الرجال. فيلم سيما علي بابا كامل. فألف تحية تقدير وشكر لكم. كارين عبد النور- نداء الوطن