وإن يوما عند ربك من عذابهم في الدنيا والآخرة كألف سنة مما تعدّون في الدنيا. وقال آخرون: قيل ذلك كذلك إعلاما من الله مستعجليه العذاب أنه لا يعجل, ولكنه يمهل إلى أجل أجَّله, وأن البطيء عندهم قريب عنده, فقال لهم: مقدار اليوم عندي ألف سنة مما تعدّون أنتم أيها القوم من أيامكم, وهو عندكم بطيء وهو عندي قريب. وقال آخرون: معنى ذلك: وإن يوما من الثقل وما يخاف كألف سنة.
القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة السجدة - الآية 5
[١١]
معاني المفردات في آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون
نزل القرآن الكريم بلغة قريش على عربٍ خُلّص فكانت ألفاظه في قمة الفصاحة والإتقان وكل لفظة موضوعة في موقعها المناسب وتدلّ على معنى دقيق حيث لا يمكن استبدال لفظ بلفظٍ آخر، وفهم المفردات ضرورة في فهم الآية ككل، وفيما يأتي بيانٌ لمعاني المفردات في آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون:
يومًا: زمن مقداره من طلوع الشمس إلى غروبها. [١٢]
ربك: الرب هو اسم لله تعالى. [١٣]
كألف: الألف هو عدد ومقداره عشر مئات. [١٤]
سنة: مقدار من الزمن ويختلف باختلاف التاريخ وطريقة العد، وهو نحو من 365 يومًا. [١٥]
تعدون: العد هو الإحصاء والحساب. [١٦] إعراب آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون
الإعراب فرع المعنى ففهم المعنى هو الأساس الذي يقوم عليه الإعراب، وقد تمّ تفسير آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون، وبيان معاني مفرداتها، وفيما يأتي إعرابها: [٨]
وإنّ: الواو استئنافية، إنّ حرف مشبّه بالفعل. يومًا: اسم إنّ منصوب. عند: ظرف مكان متعلّق بمحذوف صفة ليوم. ربك: مضاف إليه والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. معنى آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون، بالشرح التفصيلي - سطور. كألف: الكاف حرف جر، ألف اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بخبر إنّ.
القرآن الكريم - تفسير الطبري - تفسير سورة الحج - الآية 47
وقال ابن عباس: المعنى كان مقداره لو ساره غير الملك ألف سنة; لأن النزول خمسمائة والصعود خمسمائة. وروي ذلك عن جماعة من المفسرين ، وهو اختيار الطبري; ذكره المهدوي. وهو معنى القول الأول. أي أن جبريل لسرعة سيره يقطع مسيرة ألف سنة في يوم من أيامكم; ذكره الزمخشري. وذكر الماوردي عن ابن عباس والضحاك أن الملك يصعد في يوم مسيرة ألف سنة. وعن قتادة أن الملك ينزل ويصعد في يوم مقداره ألف سنة; فيكون مقدار نزوله خمسمائة سنة ، ومقدار صعوده خمسمائة على قول قتادة والسدي. وعلى قول ابن عباس والضحاك: النزول ألف سنة ، والصعود ألف سنة. مما تعدون أي مما تحسبون من أيام الدنيا. 209- مقدار اليوم عند الله تعالى.. وهذا اليوم عبارة عن زمان يتقدر بألف سنة من سني العالم ، وليس بيوم يستوعب نهارا بين ليلتين; لأن ذلك ليس عند الله. والعرب قد تعبر عن مدة العصر باليوم; كما قال الشاعر: يومان يوم مقامات وأندية ويوم سير إلى الأعداء تأويب وليس يريد يومين مخصوصين ، وإنما أراد أن زمانهم ينقسم شطرين ، فعبر عن كل واحد من الشطرين بيوم. وقرأ ابن أبي عبلة: يعرج على البناء للمفعول. وقرئ: ( يعدون) بالياء. فأما قوله تعالى: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فمشكل مع هذه الآية.
209- مقدار اليوم عند الله تعالى.
قال النووي رحمه الله:
" قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَيَسْأَلهُمْ رَبّهمْ وَهُوَ
أَعْلَم بِهِمْ كَيْف تَرَكْتُمْ عِبَادِي ؟) فَهَذَا السُّؤَال عَلَى ظَاهِره ،
وَهُوَ تَعَبُّد مِنْهُ لِمَلَائِكَتِهِ ، كَمَا أَمَرَهُمْ بِكَتْبِ الْأَعْمَال ،
وَهُوَ أَعْلَم بِالْجَمِيعِ " انتهى. وراجع للفائدة جواب السؤال رقم: ( 10244). والله تعالى أعلم.
معنى آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون، بالشرح التفصيلي - سطور
وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ ۚ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (47) يقول تعالى ذكره: ويستعجلونك يا محمد مشركو قومك بما تعدهم من عذاب الله على شركهم به وتكذيبهم إياك فيما أتيتهم به من عند الله في الدنيا, ولن يخلف الله وعده الذي وعدك فيهم من إحلال عذابه ونقمته بهم في عاجل الدنيا. ففعل ذلك, ووفى لهم بما وعدهم, فقتلهم يوم بدر. القرآن الكريم - تفسير القرطبي - تفسير سورة السجدة - الآية 5. واختلف أهل التأويل في اليوم الذي قال جلّ ثناؤه: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) أي يوم هو؟ فقال بعضهم: هو من الأيام التي خلق الله فيها السموات والأرض. *ذكر من قال ذلك: حدثنا ابن بشار, قال: ثنا عبد الرحمن, قال: ثنا إسرائيل, عن سماك, عن عكرمة, عن ابن عباس: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) قال: من الأيام التي خلق الله فيها السماوات والأرض. حدثنا القاسم, قال: ثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جُرَيج, عن مجاهد, في قوله: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ)... الآية, قال: هي مثل قوله في ( الم تَنْـزِيلُ) سواء, هو هو الآية. وقال آخرون: بل هو من أيام الآخرة.
الاعجاز العلمي في القرآن(سرعة الضوء)
458 كم/ثانية. هذا ما توصل إليه العلماء في أواخر القرن العشرين، كما ذكرت أيضا الموسوعة البريطانية. وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا نجده قد أعطى معادلة دقيقة تؤكد لنا صحة ما وصل إليه المؤتمر الدولي للمعايير في باريس عام 1983.
تفسير القرآن الكريم