وبعدها عرف الناس أن كل هذا النعيم زائل ، فالمال زائل ،والملك زائل ، ولا تبقى إلا طاعة الإنسان وعمله ، فالمال فتنة لأصحابه وقد كرم الله سبحانه وتعالى الفقراء المؤمنين ،وجعلهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة سنة ،(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « فُقَرَاءُ الْمُهَاجِرِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ قَبْلَ أَغْنِيَائِهِمْ بِخَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ » رواه الترمذي. ثم بين الله سبحانه وتعالى أن الدار الآخرة ،وما أعده الله فيها من نعيم مقيم في جنات النعيم إنما هي للمؤمنين المتقين ،هي للمتواضعين والمحسنين ،هي للمنفقين والمتصدقين ، هي للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا ،ولا يطلبون مناصبها وكراسيها ، هم يصلحون في الأرض ولا يفسدون ،قال الله تعالى:(تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) القصص (83)، هذه هي قصة قارون ، وتلك نهاية الطغاة والمتكبرين، ألا فاتعظوا وكونوا من المهتدين ،
الدعاء
خطبة عن (قصة قَارُونَ دروس وعبر) مختصرة 1 - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
على الرغم من غناه الشديد وثرائه الفاحش هذا إلا أنه كان لا يقوم بإعطاء أي أموال للفقراء أو المساكين حتى ولا كان يهتم بالمحتاجين ومن في حاجة إلى أموال، فقد كان كل يوم يقوم بعد أمواله ومشاهدة ذهبه بنهم شديد ورغبة دائمة في عدم التخلي عنهم أبدًا مع شرب الخمر والسكر. كان ظالم بشكل كبير حيث كان لا يهتم بأحد سوى بماله وثرائه واحتياجاته وقام بنصحه كثير من الأشخاص بأن يتصدق من أمواله لله سبحانه وتعالى، الذي رزقه بتلك الأموال والمجوهرات ولكنه مع الأسف كان غليظ القلب وقاسي ولا يهتم بأي شخص سواه حيث كان يرفض وبشدة التصدق على الفقراء والمساكين معللًا السبب وراء ذلك بأنه ماله وحده وهو من تعب بالحصول عليه طوال تلك السنوات وليس لأي أحد الفضل عليه به. معلومات عن قصة قارون - موضوع. هل قارون من أهل موسى
الإجابة بالطبع لا ليس من أهل موسى ولكنه كان في عصر موسى عليه السلام وكان من ضمن الجماعة التي تم إرسال موسى إليهم، حيث إن درجة الأهل تلك يتم إعطائها لمن يؤمن برسالة موسى عليه السلام ودعوته حيث ألا يشترط ان يكون أهل موسى أي من درجة قرابته له. من الممكن أن يكون قارون ممن قد قام بتصديق دعوة موسى عليه السلام ولكنه مع الوقت وحينما فتح الله عليه من وسع ورزقه برزق واسع، فأصبح ساخطًا على نعمة الله عليه سبحانه وتعالى ورزقه له حيث اعطاه ما لم يخطر على عقل بشر من الأموال والكنوز والمجوهرات مما جعله ينشغل بها عن الله وعن إعطاء المحتاجين والمساكين فأصبح متمردًا على الخير ولا يحب القيام به بل يهتم بثروته وكنوزه فقط.
تلخيص قصير لقصة قارون
ذات صلة من هو قارون صفات قارون في سورة القصص
القصص في القرآن الكريم
لقد اختص الله القرآن الكريم في بعض الأجزاء منه ليتحدّث عن قصص الأمم الغابرة بشكلٍ جماعيّ أو فرديّ من أجل دحض الباطل الذي يتحدّث به البعض، أو لتكون عبرةً لمن يكفر ويُكذّب الرسول محمد -صلى الله عليه وسلّم- في دعوته، كما جاءت هذه القصص أحياناً لتثبيت المؤمنين على إيمانهم، وتقوية عزيمتهم وطلبهم لرضوان الله تعالى ونعيم الجنة، فقد تحدّثت بعضها عن صور العذاب الذي تعرّض له المؤمنون الصابرون وعن صبرهم وتحمّلهم لهذا العذاب في سبيل الفوز بجنة الله تعالى، ووضّحت كيف كافأهم عز وجل ولم يضيِّع صبرهم. من بعض القصص التي ركزّت عليها الآيات الكريمة تجبّر الحكام والجبابرة وأصحاب السلطة، وظلمهم لغيرهم والبطش بهم وكيف أنهم باؤوا بالخسران والمذلة والهوان في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِن) [آل عمران:139] ، ومن هؤلاء الجبابرة قارون.
معلومات عن قصة قارون - موضوع
من هو قارون, قارون هو أحد قوم موسى الذي اشتهر بشدة غناه حيث كان من أغنياء قومه حيث كانت ثروته هائلة حتى قيل أن من يحمل فقط مفاتيح تلك الثروة يتعب من حملها. قارون في القرآن الكريم: أجاب القرآن على سؤال من هو قارون وذكر الله قصته في عدة مواضع في القرآن الكريم في سورة القصص وغافر والعنكبوت وتروي الآيات أن قارون كان ثريا جدا حتى أنه افترى علي قومه وبغي عليهم وظلمهم ولكن لا تذكر الآيات كيف تم هذا الظلم حتى يكون الباب مفتوحا للتخيل في شتى أنواع الظلم التي يمكن أن يبطشها مثله. ونصحه الفهماء و العقلاء من قومه ألا تأخذه الفرحة بثروته وينسي الله الذي أعطاه كل هذا الثراء ولكنه لم يستجيب لنداءهم بل اتخذ الثروة سبيل إشباع جميع شهواته دون النظر إلى الآخرة فشغل نفسه بالدنيا فقط كما نصحوه بأن يخرج الصدقات للفقراء والمحتاجين كي يزكي عن هذا المال ويطرح فيه البركة. ولكن قارون لم يستجيب لهم فكان يرد عليهم بكلمة واحدة أنه هو صاحب العطاء وأن الله لم يمنحه شئ ففتن بماله ورفض تلبية نداءات قومه وجحد بأنعم الله الكثيرة عليه. وذات يوم خرج قارون علي قومه وهو في كامل رونقه وزينته فانبهر به قومه وتمنوا لو ان عندهم ما عند قارون من الثراء فنصحهم العقلاء بالاستغفار وحذروهم من الفتنة بهذا الثراء والمال الزائل وأن ثواب الله خير وابقى.
كان قارون يخرج بزينته وأمواله وكنوزه إلى الناس ليفتخر بها أمامهم ويتكبر عليهم ، فيلبس أحسن الثياب ، وأجمل الحلي ، ويخرج في حاشيته ليراه الناس ، ويتحسروا على فقرهم ،وحالهم ،ويتمنون لو كانوا أوفر حظاً.