وقد سخر به الناس لغرابة أطواره ، وعبثوا به وآلموه ، فسلط لسانه اللاذع عليهم ، وهكذا ظل طوال حياته ، باحثا عن اللذات ، هاجيا كل من تعرض إليه. وفاة الشاعر ابن الرومي
عاش ابن الرومي حياته متألما ساخطا ، منغمسا في اللذات ، فشحب وجهه وتجعد ، وتقوس ظهره ، وضعف سمعه وبصره ، وكانت خاتمة تلك المأساة أن مات بالسم سنة 896 ، ويقال أن قاتله هو وزير المعتضد ، أو والد ذلك الوزير ، خوفا من لسان الشاعر. مؤلفات ابن الرومي
– ديوان ضخم في الشعر ، وهو متعدد الأغراض والفنون ، ينطوي على عموم أبواب الشعر العربي المعروفة من مدح وهجاء ورثاء وغزل ووصف. – رسائل نثرية متفرقة. شعر ابن الرومي
كان ابن الرومي مرهف الإحساس ، شديد العصبية ، وكان شعره مرآة لشخصيته المتقلبة والمتأثرة بتقلبات الحياة والبشر من حوله ، فخلّف آثارا متفرقة في أغراض شعره. ابن الرومي شعر. 1 – المدح عند ابن الرومي
لقد كان غرض المدح عند الشاعر ابن الرومي اضطرارا وسبيلا للتكسب ، فتلك كانت الوسيلة المعروفة لشعراء عصره للكسب ونيل الجوائز ، لكن نفس الشاعر المحطمة والمتقلبة ، كانت تحول دون أن ينال تلك الحظوة. لذا تجد شعر ابن الرومي في هذا الغرض خليطا من الشكوى والتظلم ، محاولا إقناع ممدوحه بجميع الوسائل لإرغامه على العطاء.
- قصائد ابن الرومي في الهجاء | المرسال
قصائد ابن الرومي في الهجاء | المرسال
إذا ما مدحتُ المرء يوما ولم يثب * مديحي وحق الشعر في الحكم واجب
كفاني هجائيه قيامي بمدحه * خطيبا وقول الناس لي: أنت كاذب
2 – الهجاء عند ابن الرومي
لسان حاد مسلط كسيف قاطع على رقاب كل من طالتهم نقمة الشاعر ، فقد كان يطمح لحياة زاهية وعيش رغيد يليق بمكانته السامية في نظره ، إلا أنه لم يظفر بشيء من ذلك ، فعانى من الحرمان ، فسخط وهجا. ثم إنه كان متطيرا ، كثير الاعتقاد بالشؤم في الأشخاص والأشياء ، يهجو كل ما يرى فيه نحسا ، وقد بالغ ابن الرومي في هجائه حتى تفوق على أبرز شعراء هذا النوع من الشعر ، وهذا دليل على اضطراب واختلال في نفسيته ، كما يؤكد النقاد والأدباء. قال في رجل أحدب:
قصُرت أخادعه وغار قذاله * فكأنه متربص أن يصفعا
وكأنما صفعت قفاه مرة * وأحس ثانية لها فتجمعا
وقال يهجو رجلا بخيلا اسمه عيسى:
يقتّر عيسى على نفسه * وليس بباق ولا خالد
فلو يستطيع لتقتيره * تنفس من منخر واحد
3 – الرثاء عند ابن الرومي
لقد برز ابن الرومي في هذا الغرض بقوة على الرغم من قلة ما جاد به ، وينقسم رثاؤه إلى قسمان:
رثاء الأهل
برع في ترجمة ما تعانيه نفسه من مرارة الرحيل ، وألم فقدان الأحباء ، وهو في ذلك إنسان متفطر القلب ، يجعل القارئ يتأثر لعباراته الصادقة.
[2]
قصيدة ابن الرومي في سليمان ابن الاخفش
تُعد قصيدة ابن الرومي في هجاء سليمان بن الأخفش من أشهر القصائد التي كتبها ابن الرومي في حياته، وهي قصيدة طويلة تحوي الكثير من المعاني اللاذعة في السباب والشتم والهجاء، نذكرها كاملة فيما يأتي: [3]
سبب الخلاف بين ابن الرومي والأخفش
لقد ذكر المؤرخون أنَّ منافسة شديدة كانت بين الأخفش وابن الرومي، والسبب هو أن الأخفش كان يقول عند باب داره كلاًما كثيرًا يتشاءم منه، وكان ابن الرومي إن سمع كلام الأخفش لزم بيته وداره وأغلق على نفسه الباب يومًا كاملًا لم يخرج أبدًا، فلمَّا تكرر فعل الأخفش، هجاه ابن الرومي بقصائد كثيرة، وردت في دواوينه.