هجر المسلم لأخيه المسلم دليل على الفرقة ولذلك حرص الإسلام على وحدة الصف، فسد كل طريق يؤدي إليها فنهانا عن الشحناء والبغضاء، وحرم على المسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، إلا إذا كان هجره له لأنه يقيم على المعصية فالعاصي يجوز هجره فوق ثلاث من أجل إصلاحه وتقويمه حتى يعود إلى جادة الصواب. إن رابطة الأخوة الإيمانية التي تربط المسلم بالمسلم تمنع من هجر المسلم لأخيه المسلم فوق ثلاث ليال إلا لعذر شرعي. يقول الله تعالى:( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ) الحجرات الآية 10. فإذا حصل خلاف أو تشاحن أو غضب بين مسلمين فلا يجوز هجر أحدهما للآخر أكثر من ثلاث ليال وجعلت الثلاث حداً لانتهاء الغضب وسكونه لأن الآدمي مجبول على الغضب فسمح بذلك القدر ليرجع إلى رشده بعد زوال غضبه. لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ... |. وقد ثبت في أحاديث كثيرة عن الرسول (صلى الله عليه وسلم) النهي عن هجران المسلم منها:
1. عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:( لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام) رواه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( تعرض الأعمال في كل اثنين وخميس فيغفر الله لكل امرئ لا يشرك بالله شيئا ًإلا امرءاً كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا) رواه مسلم.
فصل: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة|نداء الإيمان
" الحَديث الخامِس عشَر / مشرُوع بُستَانْ السُّنة ~
عن بن عمر رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم " لا يحل لمسلمٍ أن يهجُر أخاه فوق ثلاثة أيام " متفق عليه. \
/
" حدِيثْ مُشابِه ~
ورَد في صحيح مُسلم عن أَبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ " تُفتح أبوابُ الجنةِ يومَ الإثنينِ ويوم الخمْيس ، فَيغفر لكلّ عَبدٍ لا يُشركُ باللهِ شيئاً ، إِلا رَجلا كانتْ بينهُ وبينَ أخِيه شَحناءُ فَيقالُ: أنظِروا هَذَينِ حَتّى يَصطلِحَا! أَنظروا هذَين حَتى يصْطَلحا! فصل: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة|نداء الإيمان. ". وعن أبي أَيوبَ رَضي الله عَنهُ، أنّ رسولَ الله صَلى الله علَيه وَسلم قالَ: (( لا يَحِل لمسْلم أَن يهجرَ أخاهُ المُسلم فَوق ثَلاثِ لَيَال ، يلتقيانِ فَيعرِضُ هَذا وَيعْرضُ هذَا ، وَخَيرهمَا الذِي يَبْدأ بِالسّلامِ)) مُتَّفَقٌ عليهِ.
" مُفردات الحدِيثْ ~
( أَخَاهُ) أي: المُسلم وهو أعمُ من أخوة القرابةِ والصّحابَة. قال الطّيبي: وتخصيصه بالذكر إشعار بالعليّة والمراد به أخوّة الإسلام ، ويُفهم منه أنّه إن خالف هذه الشّريطة قطع هذه الرّابِطة جاز هُجرانه فوق ثلاثة -انتهى-. وقِيلَ:وفيه أنه حينئذ يجبُ هجرانهم.
لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ... |
أما في زماننا هذا فإن الأمر يختلف تماماً فتجدُ من يهجر أخاه سنيناً عديدةً لا يكلم أحدهم الآخر، فإنا لله وإنا إليه راجعون أين هؤلاء من قول النبي صلى الله عليه وسلم " لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث " وهذا الهجر الذي حصل ويحصل إنما هو على أغراض دنيوية أو أسباب شخصية أما على محارم الله فلا تجد إلا النادر فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!
" فوائِد من الحديثْ ~
* التعْبير في الحديث بالأخوة إشارةٌ واضِحة إلى الحثّ على التواصُل و التحذير من الهجران والتقاطع. * خير المتقاطعين الذي يبدأ أخاه بالسَّلام والكلاَم ويواصل الأخوّة ويزيل أسباب التقاطع. حكم الهجر فوق ثلاث - إسلام ويب - مركز الفتوى. * تحريم الهجْران بين المُسلمين أكثر منْ ثلاثة أيام، و الحكْمة من تحديد هذه المدة أنها كافية لإحلال التفكير و إبعاد العاطفة وتنامِي الأخطاء ودفن الأحقاد. *المُسلم يتناسى الأحقاد ويسْرع إلى الصُلح ليفوز بالفَضل، و السَّلام في الإسْلام رمز المحبة والإخاء. \
اللهم ألّف على الخيْر قلُوبنا، اللّهم أصْلح فسادَ قلوبنا، و حبّب إلينا الإيمَان وزينه في قلوبنا، و كرّه إلينا الكُفر والفسوُق والعصيَان واجعلنا مِن الرَّاشدينْ. لا تنسونا من صالِح دُعائكم ، وجميع المُسلمين ~ فريق عمل مشروع بستان السُنّة.
حكم الهجر فوق ثلاث - إسلام ويب - مركز الفتوى
وقال "ابن حجر في الفتح:" قال أكثر العلماء: "تزول الهجرة بمجرد السلام ورده"، وقال أحمد: "لا يبرأ من الهجرة إلا بعوده إلى الحال التي كان عليها أولاً". وهذه بعض الأمثلة عن السلف الصالح للتسابق على البدء بالسلام بعد التهاجر, فعن أبي الحسن المدائني قال: "جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا فلما أتى على الحسن ثلاثة أيام من هجر أخيه فأقبل إلى الحسين وهو جالس فأكب على رأسه فقبله، فلما جلس الحسن قال له الحسين: إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحق بالفضل مني فكرهت أن أنازعك ما أنت أحق به". أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم
الخ طبة الثانية (حرمة هجر المسلم وأنواع الهجر)
وذكر العلماء أن للهجر أنواعا ، ومنها: أولها: الهجر ديانة، أي الهجر لحق الله تعالى، وذلك في هجر السيئة، وهجر فاعلها. وقد ورد في ذلك قوله تعالى: ﴿والرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ [المدثر: 5]، وقوله تعالى: ﴿واهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا﴾ [المزمل: 10].
عن الموسوعة
نسعى في الجمهرة لبناء أوسع منصة إلكترونية جامعة لموضوعات المحتوى الإسلامي على الإنترنت، مصحوبة بمجموعة كبيرة من المنتجات المتعلقة بها بمختلف اللغات. © 2022 أحد مشاريع مركز أصول. حقوق الاستفادة من المحتوى لكل مسلم