(لا يُؤْمِنُونَ) فعل مضارع والواو فاعله والجملة صلة الموصول لا محل لها. الفاء مُرتِّبة الجملةَ الّتي بعدها على مضمون ما قبلها من قوله: { أو من كان ميّتاً فأحييناه} [ الأنعام: 122] وما ترتَّب عليه من التّفاريع والاعتراض.
تفسير آية (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام) - موضوع
نزل القرآن الكريم، على النبى محمد صلى الله عليه وسلم، هدى للناس، وبيانات من الفرقان، وكان معجزة النبى قبل أكثر من 1400 عام، فكلماته العذبة ومعانيه الرائعة وتجسيداته البلاغية، أسرت القلوب قبل العقول. ونجد فى القرآن الكريم العديد من الآيات التى حملت تصويرًا بلاغيًا، وتجسيدًا فنيًا بليغًا، ومفردات لغوية عذبة، تجعلك تستمتع بتلاوة كلمات الله التامات على نبيه، ووحيه الأخير إلى الأمة، ومن تلك الآيات الجمالية التى جاءت فى القرآن: وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِۦ وَقَلْبِهِۦ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِۦ غِشَٰوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنۢ بَعْدِ ٱللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (سورة الجاثية الآية: 23). وقد قدم الله تعالى السمع على القلب هنا بخلاف آية سُورة البقرة {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} [البقرة: 7] لأن المخبَر عنهم هنا لما أخبر عنهم بأنهم اتخذوا إلههم هواهم، فقد تقرر أنهم عقدوا قلوبهم على الهوى فكان ذلك العَقد صَارفاً السمع عن تلقي الآيات فَقُدِّمَ لإفَادةِ أنهم كالمختوم على سمعهم، ثم عطف عليه {وقلبِه} تكميلاً وتذكيراً بذلك العقد الصارف للسمع ثم ذكر ما {على بصره} من شبهِ الغشاوة لأن ما عقد عليه قلبه بصره عن النظر في أدلة الكائنات.
ولقد عبّرت الآية عن هذا المعنى بأبلغ تعبير في قوله - تعالى -: {كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ} إذ إن أصلها \"يتصعدُ \" قلبت التاء صادا ثم أدغمت في الصاد، فصارت يصّعد ومعناه أنه يفعل صعودا بعد صعود. فالآية لم تتكلم عن مجرد الضيق الذي يلاقيه في الجو، المتصاعد في السماء فقط، وإنما تكلمت أيضاً عن ازدياد هذا الضيق إلى أن يبلغ أشده. فسبحان من جعل سماع آياته لقوم سبب تحيرهم، ولآخرين موجب تبصرهم. وسبحان من أعجز بفصاحة كتابه البلغاء، وأعيى بدقائق خطابه الحكماء، وأدهش بلطائف إشاراته الألباء. وسبحان من أنزل على عبده الأُمِّيّ: {إِنَّمَا يَخشَى اللَّهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَاءُ} [فاطر: 28]. مراجع علمية: جاء في الموسوعة العالمية ما ترجمته: إن الكتلة العظيمة للجو غير موزعة بشكل متساو بالاتجاه العامودي، بحيث تتجمع خمسون بالمئة من كتلة الجو (%50) ما بين سطح الأرض وارتفاع عشرين ألف قدم (20. 000 ft) فوق مستوى البحر، وتسعون بالمئة (90%) ما بين سطح الأرض وارتفاع خمسين ألف قدم (50. فمن يرد الله أن يهديه يشرح. 000 ft) عن سطح الأرض. وعلى سبيل المثال: الإنسان - عادة - لا بد أن يتنفس الأوكسجين، ليبقى حياً ومحافظاً على مستوى معين من الضغط. فوجود الإنسان على ارتفاع دون العشرة آلاف قدم (10.