تاريخ النشر: الأحد 3 جمادى الآخر 1431 هـ - 16-5-2010 م
التقييم:
رقم الفتوى: 135594
52435
0
361
السؤال
متى يقال: رضيت بالله رباً. عند الترديد خلف الأذان. هل تقال بعد أشهد أن لا إله إلا الله أم بعد لا إله إلا الله أم متى وكيف؟ بارك الله فيكم. الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحديث المشار إليه أخرجه مسلم في صحيحه وغيره من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولًا وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ. وقد اختلف العلماء في الموضع الذي يقال فيه هذا الذكر، فمنهم من رجح أنه يقال بعد فراغ المؤذن من التأذين وهو ما استظهره القاري في المرقاة، وأيد ذلك بأنه أدعى إلى ألا يشتغل عن ترديد بعض كلمات الأذان، ومنهم من رجح كونه يقال عند تشهد المؤذن لما وقع في بعض روايات الحديث بلفظ، وأنا أشهد، فهذه الواو عاطفة على قول المؤذن أشهد، وهذا الثاني هو الذي اقتصر عليه النووي في شرح مسلم ولعله أرجح إن شاء الله.
- رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا
- رضيت بالله ربا كلمات
- رضيت بالله ربا للاطفال
- رضيت بالله ربا mp3
رضيت بالله ربا و بالاسلام دينا
إذًا رضيت بالله ربًّا: • لأن لكل شيء سبب وأقنعني بالدليل أنه مسبب الكون والأقدار، ولأنه محايد ليس له مصلحة تضرني؛ فهو أولى بالصدق والعدل والأمر والقيادة وتحديد المصالح والمفاسد. • هروبًا من النقص إلى الكمال؛ لأن كل ما سوى الله ناقص ينتج نقصًا، وهو الوحيد الكامل الذي ينتج كمالًا. • هروبًا من الفناء إلى الخلود؛ لأنه يكفل لي الخلود في الجنة، وأكمل طرق السعادة التي يقدِّمها البشر تكفل لي الدنيا فقط، ولا تحل مشكلة الفناء. ورضيت بالإسلام دينًا: • لأن مصدر تشريعه (القرآن) واحد، ولم يتعرض للتحريف، ولم يختلف الناس في صحته. • لأن الله ارتضاه لي. ورضيت بمحمد رسولًا: • لأن الله وصَّاني بالاقتداء به. ولولا ذلك لما رضيت بالله ربًّا، ولا بالإسلام دينًا، ولا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا. ______________________________ ___________________________ الكاتب: عائشة حمتا الأنصاري
رضيت بالله ربا كلمات
وعند الحيعلتين يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا حول ولا قوة إلا بالله، لكل واحدة هذا هو المشروع، وفي حديث عمر عند مسلم من قالها من قلبه؛ دخل الجنة من قال هذا الذكر من قلبه؛ دخل الجنة، فهذا فضل عظيم؛ فينبغي العناية بسماع الأذان، بعض الناس لا يبالي يسمعه، ولا يبالي، فهذا حرمان من هذا الخير. فإن الأفضل لك إذا سمعته أن تمسك عن الكلام، وعن القراءة، وتجيب هذا المؤذن بأن تقول ما تقول، وتقول عند الشهادتين: رضيت بالله ربًا، مع الشهادتين، تشهد وتقول مع الشهادتين: رضيت بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد رسولًا، وتقول عند الحيعلة: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا كمل تصلي على النبي ﷺ ثم تقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة، والفضيلة، وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، كما أرشد النبي -عليه الصلاة والسلام- إلى هذا.
رضيت بالله ربا للاطفال
إذًا رضيت بالله ربًّا: • لأن لكل شيء سبب وأقنعني بالدليل أنه مسبب الكون والأقدار، ولأنه محايد ليس له مصلحة تضرني؛ فهو أولى بالصدق والعدل والأمر والقيادة وتحديد المصالح والمفاسد. • هروبًا من النقص إلى الكمال؛ لأن كل ما سوى الله ناقص ينتج نقصًا، وهو الوحيد الكامل الذي ينتج كمالًا. • هروبًا من الفناء إلى الخلود؛ لأنه يكفل لي الخلود في الجنة ، وأكمل طرق السعادة التي يقدِّمها البشر تكفل لي الدنيا فقط، ولا تحل مشكلة الفناء. ورضيت بالإسلام دينًا: • لأن مصدر تشريعه (القرآن) واحد، ولم يتعرض للتحريف، ولم يختلف الناس في صحته. • لأن الله ارتضاه لي. ورضيت بمحمد رسولًا: • لأن الله وصَّاني بالاقتداء به. ولولا ذلك لما رضيت بالله ربًّا، ولا بالإسلام دينًا، ولا بمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا. _________________________________________________________ الكاتب: عائشة حمتا الأنصاري
رضيت بالله ربا Mp3
فمن رضي بالله -تعالى- رباً لم يطلب غيره، ومن رضي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- رسولاً
لم يسلك إلا ما يُوافق شريعته، ومن كان كذلك خلصت حلاوة الإيمان إلى قلبه وذاق طعمه. الرضا عام وخاص؛
فالرضا العام:
أن لا يتخذ غير الله -تعالى- رباً، ولا غير دين الإسلام ديناً، ولا غير محمد -صلى الله عليه وسلم- رسولاً،
وهذا الرضا لا يخلو عنه مسلم؛ إذ لا يصح التدين بدين الإسلام إلا بذلك الرضا. وأما الرضا الخاص:
فهو الذي تكلم فيه أرباب القلوب، وأصحاب السلوك،
ويحققه العبد إذا لم يكن في قلبه غير الله -تعالى-، ولم يكن له همّ إلا مرضاته، فيخالف هواه طاعة لله -سبحانه-. وقد ذكر المحققون أن الرضا أعلى منازل التوكل؛
فمن رسخ قدمه في التوكل والتسليم والتفويض لله -تعالى- حصل له الرضا ولا بد،
فمن رضي عن ربه رضي الله عنه،
بل إن رضا العبد عن الله ما هو إلا نتائج رضا الله عنه,
قال -سبحانه-: ( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ)
ولذا كان الرضا باب الله الأعظم، وفيه جماع الخير؛
كما كتب عمر بن الخطاب لأبي موسى -رضي الله عنهما- يقول: " إن الخير كله في الرضا ". إن من رضي بالله -تعالى- رباً وجد الراحة في الطاعة، واللذة في البعد عن المعصية؛
ومن كان كذلك فلن يجد مشقة في أداء الفرائض، والمحافظة على النوافل، وكثرة التطوع والذكر؛
لأن لذته في ذلك، ولن يعسر عليه ترك المعاصي والمحرمات، والبعد عنها،
وإنكار قلبه لها؛ لأنها تفسد طعم الإيمان الذي يجده.
يمكنك كسب رضا الله عز وجل
تديم الصلة بينك وبين الله عز وجل ومن ثم التقرب منه والأنس به. ذكر الله عزّ وجلّ للعبد في الملأ الأعلى. الحفظ من شر الإنس والجنّ وشر كلّ المخلوقات من حوله. يحفظك الله بقدرته وعظمته
مغفرة الذنوب والسيئات. دخول الجنة بفضل الله وكرمه. دوام نعم الله جلّ وعلا والبركة فيها بسبب ذكر الله كثيراً. تكفي الهم والغم والحزن في الدنيا وفي الآخرة. يحدث طمأنينة للقلب وانشراح للصدر. التحصن من الشيطان ومكائده. الحفظ من الحسد والعين. يمكنك إمداد الجسم بالقوة والطاقة. تستطيع جلب الرزق وقضاء الدين. حفظ المكان الذي يبيت فيه الإنسان من الشياطين والجن. إحساسك الدائم بالراحة النفسية في كل عمل تقوم به مع ذكر الله عز وجل. [3]
ثم بدأتُ أتحوَّل من البشرية إلى الإنسانية:
وفي طفولتي المتأخرة قبيل مراهَقتي أصبح سلوكي أكثرَ جديَّة، وبدأتُ أنسلُّ مِن عالم الماديَّة إلى الإنسانيَّة والأخلاق، وكنتُ في استعداد لتحمُّل المسئولية بعد أن قاربتُ الولوج إلى عالم الكبار المحاسبين عن أفعالهم، وازدادت رغبتي في كشف الحقيقة، حقيقة كل ما حولي، ومحاولة فهمه حتى أتعامل معه حسب توجهاتي الخاصة التي تميزني عن غيري، من غير تبعية لأحد لأنني كيان مستقل، ومخلوق جديد، وليس نسخة مكررة لأناس سبقوه. بعدها لم أكتفِ بالإنسانية بل قصدتُ كمالها بالتديُّن:
وحينما راهقتُ، وتجرَّد تفكيري، وقبل أن أتساءل من أنا؟ ولماذا وُجدتُ؟ وماذا لي؟ وماذا علي؟ سألتُ نفسي سؤالًا أهم؛ وهو: مَن المخوَّل بإجابة هذه الأسئلة وغيرها؟
والناس لديهم مصالح ونواقص تجعلهم مثلي، وليسوا جديرين بإجابتي؛ لأنهم يفقدونها أيضًا، ويحتاجون مَن هو أعلى منهم، خالٍ مِن نقصهم؛ ليكون محايدًا، صادقًا، لا ينطق عن هوًى أو مصلحة. فإذا ببعض المجتمعات، ومنهم مجتمعي يَدِينُون بدِين، ويقولون بأن هناك ربًّا للجميع، وأنه كامل، وليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء، وخالق وليس مخلوقًا، وغالب وليس مغلوبًا، ودائم وليس فانيًا، و.. و.. و..
قلتُ إذًا فمِن أين لي أن أتبين صدْقهم إن كانوا يقولون بأنه موجود وهو غير مرئي، فإذا بعقلي يجيبني بأن ليس كل ما أراه غير موجود كما كنتُ أظن في طفولتي، وحتى عقلي لستُ أراه، ولا ألمسه؛ لكن آثاره تخبرني بوجوده، وأيضًا لا يوجد شيء مِن غير سبب، وكلُّنا نرى هذا الكون العظيم يسير في نظام دقيق مِن غير أن يخبرنا عن خالقه؛ فهل يُعقل أن يوجد مصادفة!