مراتب التقوى
يختلف أثر التقوى في نفس المسلم في ثلاث مراتب، بينها الله عز وجل في قوله: {ثُمَ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيرَاتِ} [٧] ، وسنوضحها لك فيما يلي: [٨]
المرتبة الأولى: هي المتقي لله الكامل وهو الشخص السباق في فعل الخيرات الذي أدى فرائض دينه وترك المحارم واجتهد في عمل الخير، فهو الأفصل والأعلى مكانة. المرتبة الثانية: وهم الأبرار المقتصدين الذين أدوا الفرائض وتركوا المحرمات لكنهم لا يتسابقون لفعل الخير والتطوع، أي أنهم قاموا بواجبهم الديني وحسب. خطبة عن (كيف تحقق التقوى من الصيام؟) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم. المرتبة الثالثة: وهي العبد الظالم لنفسه؛ لأنه موحد لله عز وجل لكنه عنده شيء من المعاصي ، والمرتبة الثالثة درجات بحسب المعصية وحجمها وأثرها، فكلما قلت المعاصي قل الظلم للنفس وقل الخطر المحيط بالشخص، وكلما زادت المعاصي زاد الظلم للنفس وأصبح الخطر أكبر. علامات دالة على التقوى
العباد المتقين لله عز وجل محمودون في المجتمع، ويرغب الآخرون بالتقرب منهم ومجاورتهم؛ لما يتميزون به من صفات طيبة، لكن ما هي العلامات التي تدلل على تقواهم؟، تعرّف على هذه العلامات فيما يلي: [٩]
توحيد الله سبحانه وتعالى فقد قال عز وجل: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ ﴿١٠٥﴾ إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴿١٠٦﴾ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ ﴿١٠٧﴾ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُونِ ﴿١٠٨ ﴾} [١٠] ، وقد دل ذلك على أن معاني التقوى جامعة لكل أمور البر.
خطبة عن (كيف تحقق التقوى من الصيام؟) - خطب الجمعة - حامد إبراهيم
الحمـد لله الـذي فاوت بين عبـاده في العقـول والهمم والإرادات، ورفع بعضهم فوق بعض بالإيمان والعلم ولوازمهما درجـات، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في الذات، ولا سمي له في الأسماء ولا مثيل له في الصفات، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله أشرف البريات، اللهم صل وسلم على محمد وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم في كل الحالات. أما بعد:
فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى، فتقوى الله وقاية من الشر والعذاب، وسبب موصل للخير والثواب. عباد الله، قد بيَّن الله لكم مراتب الخير وثوابه، وحضَّكم على ذلك، وسهَّل لكم طرقه وأسبابه، فقال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 133]، وإلى قوله: ﴿ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ﴾ [آل عمران: 136]، فوصف المتقين بالقيام بحقوقه وحقوق عباده وبالتوبة والاستغفار، ونفى عنهم الإقامة على الذنوب والإصرار.
الإيمان بالله والملائكة والكتب والرسل والنبيين واليوم الآخر والغيب، فقد وردت هذه العلامات في بعض سور القرآن الكريم مثل سورة البقرة، آل عمران والتوبة. اللجوء إلى الله تعالى عند الإصابة بشر من الجن أو الإنس، فالتقيّ يأخذ بأوامر الله عز وجل ويبتعد عن نواهيه، ويتذكر على الدوام أن جزاء العمل الصالح عند الله جزيل، وأن عاقبة فعل السوء عاقبة وخيمة. الصبر على أقدار الله تعالى، فتقوى الله تعالى أعظم معين لمن أصابه شيء، وهي السبيل الوحيد للثبات على الصبر في العسر. الرجوع إلى الله تعالى والأوبة والتوبة الصالحة بفعل الطاعات وأداء العبادات، و الاستغفار عن الذنوب والآثام. الوفاء بعهد الله عز وجل وميثاقه، فلقد أثبت الله التقوى لمن وفى ونفاها عمن نقض عهده مع الله. القرب من الله تعالى في الدنيا والآخرة؛ طلبًا لمرضاته وامتثالًا لأوامره. ما أثر التقوى في حياتك؟
التقوى هي قطب العبادة والطاعة في حياتك، وهي دلالة على الصفاء الداخلي وعمق القلب ويقظة الضمير في نفسك، كما أنها تعكس سعة الإخلاص، والرفض والامتناع عن القيام بالذنوب، والانصياع للنزوات والشهوات، فهي ذات أثر كبير على حياتك؛ بعضها تناله في الدنيا وبعضها تناله في الآخرة، وذلك ما سنوضحه فيما يلي: [١١]
آثار التقوى في الدنيا
الرزق الكثير من حيث لا تحتسب، والخروج من كل كرب وضيق.