قال الحارث بن هشام: فوالله مارأيت مثل الإسلام جُهِلَ (*). شهد مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم حُنينًا، وأعطاه رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، من غنائم حنين مائة من الإبل، ولم يزل مقيمًا بمكّة بعد أن أسلم حتّى توفّي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فلمّا جاء كتابُ أبي بكر الصّدّيق يستنفر المسلمين إلى غزاة الروم، قدم الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو جميعًا على أبي بكر المدينة، فأتاهم أبو بكر في منازلهم، فسلّم عليهم، ورحّب بهم، وسُرّ بمكانهم، ثمّ خرجوا مع المسلمين غُزاةً إلى الشأم، فشهدوا، وشهد الحارث بن هشام، فِحْلًا، وأجنادين. قال الزُّبَيْرُ بْنُ بَكّارٍ في "المَوْفَقِيَّاتِ" في قصة سقيفة بني ساعدة: فقام الحارث بن هشام، وهو يومئذ سَيِّد بني مخزوم ليس أحد يعدل به إلا أهل السّوابق مع رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقال: والله لولا قولُ رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "الأئِمِّةُ مِنْ قُرَيْشٍ" (*) ، ما أبعَدْنَا منها الأنصار، ولكانوا لها أهلًا، ولكنه قولٌ لا شك فيه، فوالله لو لم يبق مِنْ قريش كلها إلا رجل واحد لصيَّر الله هذا الأمْرَ فيه. وكان الحارث يحمل في قتال الكفار ويرتجز: إنِّي بِرَبِّي والنَّبِيّ مُؤمِنٌ وَالبَعْثِ مِِنْ بَعْدِ المَمَاتِ مُوقِِنُ أَقْبِحْ بِشَخْصٍ لِلْحَيَاةِ مَوْطِنُ روت عائشة، أن رسول الله صَلََّى الله عليه وسلم سأله الحارث بن هشام: كيف يأتيك الوحي؟ فقال رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم: "أَحْيَانًا يَأْتِينِي فِي مِثَلِ صَلْصَلَةِ الجَرَسِ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ، فَيَفْصِمُ عَنِّي، وَقَدْ وَعَيتُ مَا قَالَ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي المَلَكُ رَجُلًا، فَيُكَلِّمُنِي، فَأَعِي مَا يَقُولُ" ، قَالَتْ عائشة: فلقد رأيته في اليوم الشديد البرد، فَيَفْصمُ عنه، وإن جبينه لَيَتفصَّدُ عرقًا (*).
- فصل: الحارث بن هشام المخزومي:|نداء الإيمان
- الحارث بن هشام الجهني - The Hadith Transmitters Encyclopedia
فصل: الحارث بن هشام المخزومي:|نداء الإيمان
((ولد الحارثُ بن هشام: عبدَ الرحمن، وأمَّ حكيم تزوجها عِكْرِمَةُ بن أبي جهل بن هشام بن المُغِيرَة، ثم خلف عليها عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، فولدت له فاطمة، وأمها فاطمة بنت الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر بن مَخْزُوم، وأبا سعيد وفاطمةَ،وأمها ابنة ضَمْرَة بن ضَمْرَة بن جابر بن قَطَن بن نَهْشَل بن دَارِم، وقَرِيبةَ بنت الحارث بن هشام تزوجها الحارث بن معاذ أخو سعد بن معاذ الأَنصاري، ودُرَّةَ بنت الحارث وأمهما أم عبد الله بنت الأسود بن المطلب بن أسد بن عَبْدِ العُزَّى بن قُصَيّ، وحَنْتَمَةَ بنت الحارث تزوّجها عبد الرحمن بن أمية التَّمِيمِيّ فولدت له فَاخِتَةَ. )) ((قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدّثني سليط بن مسلم عن عبد الله بن عكرمة قال: لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أم هانئ بنت أبي طالب فاستجارا بها، وقالا: نحن في جوارك! فأجارتهما. فدخل عليها علي ابن أبي طالب، فنظر إليهما فَشَهَرَ عليهما السيف، قالت: فألقيت عليهما ثوبًا فاعتنقته، وقلت: تصنع هذا بي من بين الناس، لتبدأَنَّ بي قبلهما! قال: تُجيرين المشركين؟ فخرج ولم يَكَدْ، فأتيت رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، فقلت: يارسول الله، مالقيت من ابن أُمِّي عَليٍّ ما كدت أفلت منه، أجرت حَمَوَيْن لي من المشركين، فَتَفَلَّتَ عليهما ليقتلهما!
الحارث بن هشام الجهني - The Hadith Transmitters Encyclopedia
Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): الحارث بن هشام الجهني، أبو عَبْد الرحمن حديثه عند أهل مصر. Permalink ( الرابط المفضل إلى هذا الباب): الحارث بن هشام الجهني ب: الحارث بْن هشام الجهني، أَبُو عبد الرحمن حدث عنه أهل مصر. أخرجه أَبُو عمر مختصرًا.
التفاصيل
الحارث بن هشام بن المغيرة القرشيّ المخزوميّ: أمه: أم الجلاس أسماء بنت مُخَرِّبة بن جَنْدل التميمية. وهو أخو أبي جهل لأبويه، وابن عم خالد بن الوليد، وابن عم حَنْتَمَة أم عمر بن الخطاب على الصحيح، وقيل: أخوها. وَلد الحارثُ بن هشام: عبدَ الرحمن، وكان من أشراف قريش، والمنظور إليه، وله دار بالمدينة رَبَّة ــ يعني: كبيرة، كثيرة الأهل، وأمَّ حكيم تزوجها عِكْرِمَةُ بن أبي جهل بن هشام بن المُغِيرَة، ثم خلف عليها عمر بن الخطاب رحمة الله عليه، فولدت له فاطمة، وأمهما فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، وأبا سعيد، وفاطمةَ، وأمها ابنة ضَمْرَة بن ضَمْرَة، وقَرِيبةَ بنت الحارث بن هشام تزوجها الحارث بن معاذ، أخو سعد بن معاذ الأَنصاري، ودُرَّةَ بنت الحارث، وأمهما أم عبد الله بنت الأسود بن المطلب، وحَنْتَمَةَ بنت الحارث تزوّجها عبد الرحمن بن أمية التَّمِيمِيّ، فولدت له فَاخِتَةَ. قال الزُّبَيْرُ: لم يترك الحارث إلا ابنه عبد الرحمن، فأتى به، وبِنَاجِية بنت عُتْبة بن سَهْل إلى عُمر، فقال: زوّجوا الشريدةَ بالشريد، عسى الله أن ينشر منهما، فنشر الله منهما ولدا كثيرًا. قال عبد الله بن عكرمة: لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي ربيعة على أم هانئ بنت أبي طالب، فاستجارا بها، وقالا: نحن في جوارك!