وهناك نوعان من الزخرفة: الحفر الكامل ــ الذي يسمح بالرؤية من كلا الطرفين، نصف الحفر. وكذلك فإن الرسومات الزخرفية إما أن تكون زخرفة نباتية تظهر فيها أشكال النباتات وأوراق الشجر، أو زخرفة هندسية معقدة. عملية ويدوية
يستخرج حجر كبريتات الكالسيوم (الجبس والجص) من منطقة جبل علي ومنطقة القرهود بالطرق التقليدية اليدوية، حيث يتم تكسير الكتل الكبيرة من الجبل، ثم تقطع إلى كتل صغيرة لا يزيد قطرها على 25 سنتيمتراً، ثم تجمع فوق بعضها بطريقة القبو المغلاق، والتي تسمى "الكورة"، وذلك مع ترك فتحة تؤدي إلى التجويف الداخلي للكورة. وهذه الفتحة تكون بعرض 40 سنتيمتراً، وبارتفاع 60 سنتيمتراً. بحيث تسمح بمرور الكتل الخشبية في داخلها، للبدء بعملية الحرق. ثم تبدأ عملية الحرق والتي تستمر مدة تتراوح ما بين الـ 24 والـ 48 ساعة حرق متواصل، حتى يتم الحصول على مادة الجبس، ثم تُأخذ الأحجار فتبرد، وبعدها تُطحن للحصول على الجبس الخشن. مباني دبي القديمة زخارف تجدل الحكايات. ومن ثم تُنخل في مناخل خاصة، للحصول على الجبس الناعم الذي يستخدم حالياً في أعمال الديكور الواسعة الانتشار. كما أنه استخدم في أعمال الديكور والزخرفة كافة، منذ العصر الفرعوني وإلى الآن وهو ما أوضحه، وبينه بالتفصيل، الباحث أشرف طنطاوي، في كتابه "مدخل في علم الزخارف الجصية وأساليب ترميمها"، الصادر عن إصدار جمعية التراث العمراني في دبي.
- شقة الربيع العمودي قالب ملصق تصميم ناقلات قسط قسط | خلفيات AI تحميل مجاني - Pikbest
- مباني دبي القديمة زخارف تجدل الحكايات
شقة الربيع العمودي قالب ملصق تصميم ناقلات قسط قسط | خلفيات Ai تحميل مجاني - Pikbest
مزيج جاذب
إن دبي، ومع تطورها، أبرزت تاريخ الزخرفة الإسلامية في المباني الحديثة بشكل فريد وجاذب، إذ إنها تستخدم لدرجة كبيرة، فنجدها في كل التفاصيل، بدءاً من الثريات في الفنادق، وأيضاً أسقف الغرف، ووصولاً إلى نوافير المياه المزخرفة، ويمكن أن نجدها في كل ما يحيط بالأبنية من هذا القبيل. وحرصت دبي على اختيار أهم الفنانين لتنفيذ التصاميم المطلوبة بهذ الصدد، ومنهم أوين جونز صاحب كتاب "فن التزيين"، الذي يدرّس في كل جامعات الهندسة في الغرب. والزخرفة المطبقة في دبي، تحديداً التي نقلت من الغربيين (ذات الطابع الغربي الصرف أو الاستشراقي)، نفذت بدقة متناهية، وبالتالي فهي تعد توثيقاً حقيقياً لما كان في القدم، لأن الزخرفة بخلاف التشكيل، كانت تعتمد على النقل الواقعي والحقيقي. فيما التشكيل الاستشراقي كان يتم أحياناً من دون أن يزور الفنان البلدان الشرقية. شقة الربيع العمودي قالب ملصق تصميم ناقلات قسط قسط | خلفيات AI تحميل مجاني - Pikbest. وتعتبر الخطوط العربية جزءاً من الزخرفة، وتحديداً الزخرفة النباتية، التي تعتبر من الزخارف المهمة التي تميّز بها الفن الإسلامي، حيث ابتكرت في تلك الفترة أشكال نباتية مختلفة خرجت عن الأشكال الطبيعية، وقد جاءت نتيجة للتأملات العميقة في الطبيعة. ومن بين ما تحويه مباني دبي، في هذا الإطار، تبرز أنماط هندسة الزخرفة، التي اشتهرت أيضاً منذ القدم، وهي تعد نوعاً آخر للزخرفة الإسلامية، حيث برع المسلمون في استعمال الخطوط الهندسية وصياغتها في أشكال فنية رائعة، فظهرت المضلعات المختلفة، والأشكال النجمية، والدوائر المتداخلة، وقد زينت هذه الزخرفة المباني، كما وشحت التحف الخشبية والنحاسية، ودخلت في صناعة الأبواب وزخرفة السقوف، مما يعد دليلاً على علـم متقدم بالهندسة العملية، وهذا بمجمله يتجسد في صورة تصاميم خلاقة، ضمن عدة مبان أثرية وعصرية في دبي، مشكلاً لوحة تمزج جماليات الحاضر والماضي، بصيغة نادرة الوجود.
مباني دبي القديمة زخارف تجدل الحكايات
رسالة
يؤكد المهندس رشاد بوخش، مدير إدارة التراث العمراني في دبي، أن الحفاظ على القديم، تحديداً في إطار العمران وتصاميمه، يعني أن نتطلع إلى المستقبل، مشيراً إلى أنه لا يعتقد أن الثورة والنهضة العمرانية الحداثية التي تشهدها دبي، تؤثر على قديمها، ما دمنا نعمل على صيانته وترميمه والحفاظ عليه. ويتابع:
"رسالتنا هي الريادة في التراث العمراني، وهذا يمتد إلى صيانة النقوش والزخارف الجصية التي ارتبطت بالمباني القديمة. وذلك يعني الحفاظ على التراث، وهو جزء من هوية حضارتنا. ومن حق الأجيال الشابة أن تعرف كيف كان الأسلاف والأباء يعيشون على هذه الأرض". ويضيف بوخش:"نحن نقدم باقتدائنا بهذا المنهج، على الحفاظ على التراث العالمي، مستفيدين من مقومات العلاقات الموجودة بين دول الخليج والعالم في هذا الصدد. وكذلك تصبح المباني المزودة بالنقوش والزخارف مرجعاً معرفياً للمهندسين المعماريين في طرق البناء". ومن جهته، يرى المهندس أشرف طنطاوي، المتخصص في مجال الترميم، أن النقوش والزخارف تعتبر تراثاً فنياً يجب الحفاظ عليه، ولا بد من منع هدم نماذج هذا التراث أو إزالته. ويلفت إلى أن هناك بعض الشروط الخاصة لاستخدام النقوش والزخارف في المباني الجديدة، وهي تخضع لتشريعات خاصة.
ت + ت - الحجم الطبيعي
يبحث كتاب (الزخرفة العربيّة) لمؤلفيه الدكاترة: سوسن الزعبي وسمير غنوم ومحمد غنوم، في ماهية هذا الفن التطبيقي، وبداياته، ومصادره، وأهدافه، وتواجده في العالم القديم: العراق، سوريّا، مصر، اليونان، الرومان، والصين، وصولاً إلى فن الزخرفة العربيّة.. وفي مقدمته الرقش (الأرابيسك) الذي توّسع وتطور وانتشر بعد قيام الدولة الإسلاميّة، ليس في ديار العرب والمسلمين فقط، وإنما في أوروبا أيضاً. ويتحدث الكتاب عن علاقة الزخرفة بعدد من الفنون التطبيقيّة والحرف اليدويّة والعمارة الداخليّة وفن النحت، والاتصالات البصريّة والرسم والتصوير، وظهورها الطاغي في البيت الدمشقي القديم. وبالمقابل (حسب الكتاب)، تعاني الزخرفة العربيّة المعاصرة من بعض المشكلات والصعوبات، رغم ما شهدته من تطور وازدهار وانتشار، واستفادتها من الموروث الثقافي البصري المحلي. ومن هذه الإشكالات: ندرة مصممي الزخرفة المسكونين بهاجس التحديث والتطوير والابتكار، دخول الحاسوب إليها، اختلاط الأصيل بالهجين في تصاميمها الجديدة، انتشار المواد الاستهلاكيّة الرخيصة المنفذة منها، عدم الاكتراث بجودتها وإتقانها، انتفاء عامل الإبداع من وحداتها الحديثة، إنتاجها بكميات كبيرة - بهدف تلبية الطلب المتزايد عليها، لا سيّما من قبل الموثرين والسياح، انفضاض عامة الناس عن طلب الأدوات والمشغولات التي تحملها - لغلاء أثمانها، من جهة ولتوفر بدائل رخيصة لها.