لا شك أن الاستماع الجيد من مستقبل الرسالة التعليمية والتربوية هو الخطوة الأولى للتأثير التربوي والسلوكي وإن حسن تلقي الرسالة التربوية التعليمية يعتمد في المقام الأول على إحسان الاستماع إليها والإنصات, وقد أمر الله _سبحانه_ في كتابه بالاستماع غير ما مرة في سبيل بيان أهمية هذه الخطوة، فقال _سبحانه_: "وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاسْمَعُوا" (المائدة: من الآية108)، وقال: "وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا" (التغابن: من الآية16). وقد علم القرآن العظيم ذلك كأدب شريف من آداب تلقي الرسالة القرآنية فأمر بالاستماع له والإنصات "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" (الأعراف: 204), كما زجر كل نافرٍ عن الاستماع، لاهٍ عن الإنصات للنصح والإرشاد، قال سبحانه: "أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا" (الحج: من الآية46).. بل لقد بشر الله عباده الصالحين الذين يحسنون الاستماع والعمل بما سمعوا، فقال _سبحانه_: "فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ" (الزمر: 17، 18). فن الإنصات - إبراهيم بن صالح الحميضي - طريق الإسلام. يقول ابن القيم: "فالسماع أصل العقل وأساسه ورائده وجليسه ووزيره ولكن الشأن كل الشأن في المسموع... وحقيقة السماع تنبيه القلب على معاني المسموع وتحريكه طربا وهربا وحبا وبغضا " (مدارج السالكين).
- فن الإنصات - إبراهيم بن صالح الحميضي - طريق الإسلام
- حسن الاستماع أساس الانتفاع
فن الإنصات - إبراهيم بن صالح الحميضي - طريق الإسلام
ومن آداب الاستماع: عدم الانشغال عن المتحدث بالبدن أو الفكر، أو الاستماع بنية الرد. حسن الاستماع أساس الانتفاع. إن الناظر في كثير من مجالسنا يجد خللاً كبيراً في التزام هذا الأدب الرفيع، فالناس فيها ما بين متحدث، ومستعد للحديث، ومزوِّر للرد، ومجادل ومقاطع وثرثار يتكلم فيما يعرف ومالا يعرف، ولا تكاد تُطرح مسألة في أي موضوع كان إلا انبرى لها محللا، ومنظراً، أو ناقداً، دون تقدير لمن هو أكبر منه سناً وأرفع قدرا وأغزر علماً! ولقد فطن الغربيون لهذا الأدب وعدوه عاملاً مهماً من عوامل النجاح وركناً أصيلاً من أركان التواصل الفعَّال، وألفوا فيه المؤلفات وعقدوا له الدورات، ونحن المسلمين أحق بإتقانه منهم لأننا نعتبره ديناً قبل أن نعده مهارة من مهارات النجاح في الحياة، فهلاَّ رَبيْنا أنفسنا على حسن الإنصات لجميع الناس صغاراً وكباراً؟ فاصلة....... قال أبو تمّام: من لي بإنسان إذا خاصمته وجهلت كان الحلم ردَّ جوابهِ وتراه يصغي للحديث بسمعه وبقلبه ولعله أدرى بهِ
6
0
4, 837
حسن الاستماع أساس الانتفاع
استعادة التركيز من خلال تكرار الجمل التي يقولها المتحدث ذهنياً. على الرغم من أهمية المشاركة والتفاعل بين المتحدث والمستمعين من خلال الأسئلة والتعليقات، إلا أن المقاطعة تعتبر عدواً شرساً للاستماع الفعَّال، لذلك استخدم ورقة وقلم وقم بتدوين ملاحظاتك حتى نهاية الحديث، او قم بحفظها ذهنياً لتطرحها في الوقت المناسب. تأكد أنك تحصل على الرسالة بالشكل الذي يريده المرسل من خلال إعادة النقاط الأساسية والتأكُّد أنك فهمت الموضوع بشكل صحيح. يمكن النظر إلى مهارات الاستماع من خلال محورين أساسيين، الأول هو ما يتعلق بوصول الرسالة بشكل سليم، والمحور الثاني هو المتعلق بتحليل الرسالة وفهمها، ويمكن تلخيص هذه المهارت في ست خطوات كالآتي: مهارات الاستماع واستقبال الرسالة: القدرة على استقبال الصوت من الناحية الفيسيولوجية، فإذا كنت تعاني من مشاكل بالسمع يجب أن تقترب أكثر من المتحدث أو تستخدم سماعات تكبير الصوت، كذلك يجب على المتحدث أن يكون قادراً على إيصال صوته بشكل واضح ومفهوم ليضمن وصول أفكاره. القدرة على التركيز واستعادة التركيز في حال فقده. القدرة على فتح خط التواصل البصري واللفظي مع المتحدث. مهارات فهم وتحليل المعلومات القدرة على استخراج الخطوط الرئيسية والعناوين العريضة.
ويجلس صلى الله عليه وسلم مع عائشة رضي الله عنها فتقص عليه خبر إحدى عشرة امرأة تعاهدن وتعاقدن ألا يكتمن من أخبار أزواجهن شيئا، فينصت إليها ولا يقاطعها حتى إذا فرغت قال لها: كنت لكِ كأبي زرع لأم زرع. حسن الاستماع أساس الانتفاع:
كان من وصايا الصالحين والحكماء لمن ينصحونهم أن يحسنوا الاستماع لينتفعوا، قال الحسن بن علي رضي الله عنه مؤدباً ابنه: يا بني إذا جالست العلماء فكن على أن تسمع أحرص على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام ولا تقطع على أحد حديثاً وإن طال حتى يُمسِك. وقال الله تعالى في آياته المشهودة: {وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ* إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْرى لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق/ 36- 37]. قال ابن القيّم- رحمه الله-: (النّاس ثلاثة: رجل قلبه ميّت. فذلك الّذي لا قلب له. فهذا ليست هذه الآية ذكرى في حقّه. الثّاني: رجل له قلب حيّ مستعدّ، لكنّه غير مستمع للآيات المتلوّة، الّتي يخبر بها الله عن الآيات المشهودة: إمّا لعدم ورودها، أو لوصولها إليه ولكنّ قلبه مشغول عنها بغيرها.