ونصب ( متكئين) فيها على الحال من الهاء والميم. وقوله ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) يقول تعالى ذكره: لا يرون فيها شمسا فيؤذيهم حرها ، ولا زمهريرا ، وهو البرد الشديد ، فيؤذيهم بردها. ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) - منتديات نور السادة. حدثنا زياد بن عبد الله الحساني ، قال: ثنا مالك بن سعير ، قال: ثنا الأعمش ، عن مجاهد ، قال: الزمهرير: البرد المفظع. حدثنا بشر ، قال: ثنا يزيد ، قال: ثنا سعيد ، عن قتادة ، قال الله: ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) يعلم أن شدة الحر تؤذي ، وشدة القر تؤذي ، فوقاهم الله أذاهما. حدثنا محمد بن المثنى ، قال: ثنا وهب بن جرير ، قال: ثنا شعبة ، عن السدي ، عن مرة بن عبد الله قال في الزمهرير: أنه لون من العذاب ، قال الله: ( لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا). حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال: ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: " اشتكت النار إلى ربها ، فقالت: رب ، أكل بعضي بعضا ، فنفسني ، فأذن لها في كل عام بنفسين; فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم وأشد ما تجدون من الحر من حر جهنم ".
- إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة إلانسان - القول في تأويل قوله تعالى " وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا "- الجزء رقم24
- ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) - منتديات نور السادة
- القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الانسان - الآية 13
إسلام ويب - تفسير الطبري - تفسير سورة إلانسان - القول في تأويل قوله تعالى " وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا "- الجزء رقم24
قوله تعالى: متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا قال بعض السلف: إن الله تعالى وصف الجنة بصفة الصيف لا بصفة الشتاء، فقال تعالى: في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة وقد قال الله تعالى في صفة أهل الجنة: متكئين فيها على الأرائك لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فنفى عنهم شدة الحر والبرد. قال قتادة: علم الله أن شدة الحر [ ص: 530] تؤذي، وشدة البرد تؤذي، فوقاهم أذاهما جميعا. * * *
جاء في حديث مرفوع: "إن زمهرير جهنم بيت يتميز فيه الكافر من برده " يعني: يتقطع ويتمزع. القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الانسان - الآية 13. وروى ابن أبي الدنيا من طريق الأعمش عن مجاهد ، قال: إن في النار لزمهريرا يغلون فيه فيهربون منها إلى ذلك الزمهرير، فإذا وقعوا فيه حطم عظامهم حتى يسمع لها نقيض. وعن ليث عن مجاهد ، قال: الزمهرير الذي لا يستطيعون أن يذوقوه من برده. وعن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه، عن ابن عباس ، قال: يستغيث أهل النار من الحر فيغوثون بريح باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر. وعن عبد الله بن عمير، قال: بلغني أن أهل النار يسألون خازنها أن يخرجهم إلى جانبها، فيخرجهم فيقتلهم البرد والزمهرير حتى يرجعوا إليها فيدخلوها مما وجدوا من البرد.
( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا ) - منتديات نور السادة
مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13) يخبر تعالى عن أهل الجنة وما هم فيه من النعيم المقيم ، وما أسبغ عليهم من الفضل العميم ، فقال: ( متكئين فيها على الأرائك) وقد تقدم الكلام على ذلك في سورة " الصافات " ، وذكر الخلاف في الاتكاء: هل هو الاضطجاع ، أو التمرفق ، أو التربع أو التمكن في الجلوس ؟ وأن الأرائك هي السرر تحت الحجال. وقوله: ( لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) أي: ليس عندهم حر مزعج ، ولا برد مؤلم ، بل هي مزاج واحد دائم سرمدي ، ( لا يبغون عنها حولا) [ الكهف: 108].
القرآن الكريم - تفسير السعدي - تفسير سورة الانسان - الآية 13
وروى أبو نعيم بإسناده عن ابن عباس أن كعبا قال: إن في جهنم بردا هو الزمهرير يسقط اللحم حتى يستغيثوا بحر جهنم. وروي عن ابن مسعود قال: الزمهرير: لون من العذاب. وعن عكرمة ، قال: هو البرد الشديد. [ ص: 531] وروي عن زبيد اليامي أنه قام ليلة للتهجد فعمد إلى مطهرة له قد كان يتوضأ فيها، فغسل يده ثم أدخلها في المطهرة، فوجد الماء الذي فيها باردا بردا شديدا، قد كاد أن يجمد، فذكر الزمهرير ويده في المطهرة، فلم يخرج يده من المطهرة حتى أصبح فجاءته الجارية وهو على تلك الحال، فقالت: ما شأنك يا سيدي لم تصل الليلة كما كنت تصلي، قال: ويحك إني أدخلت يدي في هذه المطهرة فاشتد علي برد الماء فذكرت به الزمهرير، فوالله ما شعرت بشدة برده حتى وقفت علي، انظري لا تخبري بهذا أحدا ما دمت حيا، فما علم بذلك أحد حتى مات رحمه الله.
السؤال الثاني: الظل إنما يوجد حيث توجد الشمس ، فإن كان لا شمس في الجنة فكيف يحصل الظل هناك ؟ ( والجواب): أن المراد أن أشجار الجنة تكون بحيث لو كان هناك شمس لكانت تلك الأشجار مظللة منها. قوله تعالى: ( وذللت قطوفها تذليلا) ذكروا في " ذللت " وجهين:
الأول: قال ابن قتيبة: " ذللت " أدنيت منهم ، من قولهم: حائط ذليل إذا كان قصير السمك. والثاني: " ذللت " أي جعلت منقادة ، ولا تمتنع على قطافها كيف شاءوا. قال البراء بن عازب: ذللت لهم ، فهم يتناولون منها كيف شاءوا ، فمن أكل قائما لم يؤذه ، ومن أكل جالسا لم يؤذه ، ومن أكل مضطجعا لم يؤذه.
قوله - تعالى -: ﴿ عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلاً ﴾ [الإنسان: 18]:
قال قتادة: اسمٌ للعين التي يَشرب بها المقرَّبون صرفًا، وتُمزَج لسائر أهل الجنة، وقال مجاهد: سمِّيت بذلك لسلاسة سيلها، وحِدَّة جريها، وحكى ابن جرير عن بعضهم أنها سُمِّيت بذلك لسلاستها في الحلق، واختَار هو أنها تَعُمُّ ذلك كلَّه، قال ابن كثير: وهو كما قال [3]. قوله - تعالى -: ﴿ وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾ [الإنسان: 19]:
أي: يَطُوف على أهل الجنة للخِدمة وِلدانٌ صِغار من وِلدان الجنة ﴿ مخلَّدون ﴾؛ أي: على حالة واحدة لا يتغيَّرون عنها، لا تَزِيد أعمارهم عن تلك السن، ﴿ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا ﴾؛ أي: إذا رأيتَهم في انتِشارهم في قضاء حوائج السادَة، وكثرتهم، وصباحة وجوههم، وحُسْن ألوانهم وثيابهم وحُلِيِّهم - حسِبتَهم لؤلؤًا منثورًا، ولا يكون في التشبيه أحسن من هذا، ولا في النظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن. قوله - تعالى -: ﴿ وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا ﴾ [الإنسان: 20]؛ أي: إذا رأيت - يا محمد - هناك في الجنة ونعيمها، وسعتها وارتفاعها، وما فيها من الحَبْرَة والسرور، رأيت نعيمًا وملكًا كبيرًا؛ أي: مملكة لله هناك عظيمة وسلطانًا باهرًا، قال سفيان الثوري: بلَغَنَا أن الملْك الكبير تسلِيم الملائكة عليهم؛ دليله قال - تعالى -: ﴿ وَالْمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 23 ، 24].