عباد الله: إنَّ الأصلَ في حفلاتِ التخرجِ الإباحةُ، إذا ضُبطتْ بالضوابطِ الشرعيةِ ولم يترتبْ عليها مخالفاتٌ شرعيةٌ أو منكراتٌ ظاهرةٌ، فإذا ترتبَّ عليها ذلك انقلبَ الحُكمُ إلى التحريمِ، والقاعدةُ في ذلكَ (ما أدى إلى الحرام فهو حرام)، و(درءُ المفاسدِ مقدمٌ على جلبِ المصالحِ). وإنَّ من المؤسفِ حقًّا ما نسمعُه عن بعضِ التجاوزاتِ والمخالفاتِ التي تحصلُ في تلك الاحتفالاتِ وخاصةً في جانبِ الطالباتِ، ومن ذلك:
1- استئجارُ قاعاتٍ أو استراحاتٍ بأسعارٍ مبالغٍ فيها. 2- دفعُ مبالغَ عاليةً لمصممي هذا الحفلْ. مناقشة الشيخ الغزالي في إباحته الغناء - إسلام ويب - مركز الفتوى. 3- شراءُ هدايا وجوائزَ غاليةِ الثمنِ للخريجينَ والخريجاتِ. 4- شراءُ زهورٍ وورودٍ كثيرةٍ متنوعةِ الأشكالِ والألوانِ دون داعٍ. 5- شراءُ حلوياتٍ وشيكولاتاتٍ بكمياتٍ كبيرة. 6- عملُ بوفيهاتٍ مفتوحةٍ تحتوي على الكثيرِ من أصنافِ المأكولاتِ والمشروباتِ والتي – في الغالب – تهدرُ وتلقى في الزبالاتِ. 7- ما يكونُ في تلك الحفلاتِ من حصولِ غناءٍ وموسيقى وربما وصل الأمرُ إلى الرقصِ مع الغناء، وكلُّ ذلكَ لَهْوٌ محرَّم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليكونَنَّ أقوامٌ من أمتي يستحلِّون الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازفَ)(رواه البخاري).
- خطبة بعنوان: (حفلات التخرج: الواقع والمأمول) بتاريخ: 17-7-1438هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
- الدرر السنية
- مناقشة الشيخ الغزالي في إباحته الغناء - إسلام ويب - مركز الفتوى
خطبة بعنوان: (حفلات التخرج: الواقع والمأمول) بتاريخ: 17-7-1438هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار
نطاق البحث
جميع الأحاديث
الأحاديث المرفوعة
الأحاديث القدسية
آثار الصحابة
شروح الأحاديث
درجة الحديث
أحاديث حكم المحدثون عليها بالصحة، ونحو ذلك
أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالصحة، ونحو ذلك
أحاديث حكم المحدثون عليها بالضعف، ونحو ذلك
أحاديث حكم المحدثون على أسانيدها بالضعف، ونحو ذلك
المحدث
الكتاب
الراوي:
تثبيت خيارات البحث
الدرر السنية
نقول: ولعل البخاري يقصد أجزاء الصورة كلها، أعني جملة الحفل الذي يضم الخمر والغناء والفسوق، وهذا محرم بإجماع المسلمين. اهـ
فهذا حاصل ما اعتمد عليه الشيخ في هذه المسألة، على ما وجدناه في كتابه "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث"، وحاصله: التمسك بأصل الإباحة وتضعيف ما ورد في التحريم. والجواب عن ذلك من وجوه:
الوجه الأول: أن قوله إن الأصل في الأشياء الإباحة صحيح، لكن قد ورد ما يوجب الخروج عن هذا الأصل يبينه:
الوجه الثاني: أنه قد صح في تحريم المعازف ما رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف. الدرر السنية. قال ابن الصلاح رحمه الله في مقدمته في علم الحديث: ولا التفات إلى أبي محمد بن حزم الظاهري الحافظ في رد ما أخرجه البخاري من حديث أبي عامر وأبي مالك الأشعري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف الحديث، من جهة أن البخاري أورده قائلاً: قال هشام بن عمار، وساقه بإسناده. فزعم ابن حزم أنه منقطع فيما بين البخاري وهشام، وجعله جوابا عن الاحتجاج به على تحريم المعازف، وأخطأ في ذلك من وجوه، والحديث صحيح معروف بالاتصال بشرط الصحيح.
مناقشة الشيخ الغزالي في إباحته الغناء - إسلام ويب - مركز الفتوى
ولا شكَّ أنَّ تكريمَ الناجحينَ والخريجينَ من الطلابِ والطالباتِ في حفلاتِ النجاحِ والتخرجِ ومشاركتِهم في حفلِ تكريمهِم وإدخالِ السرورِ عليهِم وإهداءِ الهدايا والجوائزِ لهم، من أعظمِ العباداتِ وأجَلِّ القُرباتِ، إذا احتسبهَا المسلمُ كتب اللهُ له في ذلك أجرًا عظيمًا، وفيه أيضاً اتباعٌ للسنةِ، فقد ورد عن نبينا صلى الله عليه وسلم أنه كان يَهدي ويُهدَى لهُ، ويَقبلُ الهديةَ، ويُثيبُ عليهَا، وهو القائل:(تهادوا تحابُّوا) (رواه البخاري في الأدب المفرد)، والقائل:(أجيبوا الداعي ولا تردوا الهدية)(رواه أحمد وصححه الألباني). عباد الله: إن فرحَ أبناءنِا من الطلابِ والطالباتِ بالنجاحِ والتخرجِ هو أمرٌ فطريٌّ جبلي، وإذا قُرِن ذلك بشكرِ اللهِ جلَّ وعلا انقلبَ هذا الفرحُ إلى عبادةٍ؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرىء ما نوى.. خطبة بعنوان: (حفلات التخرج: الواقع والمأمول) بتاريخ: 17-7-1438هـ - الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ عبد الله بن محمد بن أحمد الطيار. )(متفق عليه)، ولأنه جل وعلا هو صاحب الفضلِ عليهم في تفوقِهم ونجاحِهم، وصدق الله العظيم: { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل: 53]. والشريعةُ لم تأتِ لحرمانِ المسلمِ من الفرحِ والسرورِ والبهجةِ، بل جاءت مرغبةً بذلك، وقد وضعتْ ضوابطَ سهلةً ميسرةً لتنظيمَ ذلك الفرح، بحيث لا يخرجُ عما يرتضيه الله جلَّ وعلا، قال تعالى:{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [الأعراف: 32].
الوجه الثالث: أنه قد روى الحاكم والبيهقي والترمذي مختصرًا، وحسنه، عن عبد الرحمن بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لم أنه عن البكاء ولكن نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نعمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب ورنة شيطان. والحديث حسنه الألباني رحمه الله، كما في السلسلة الصحيحة برقم: 2157. وهذا الحديث كما ترى خرجه جماعة من الأئمة، ومع هذا يقول ابن حزم: لا ندري له طرقًا. ولهذا قال الحافظ ابن عبد الهادي رحمه الله عن ابن حزم: وهو كثير الوهم في الكلام على تصحيح الحديث وتضعيفه، وعلى أحوال الرواة. الوجه الرابع: ما رواه البزار في مسنده والضياء المقدسي في الأحاديث المختارة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة. قال المنذري في الترغيب والترهيب: رواته ثقات. والحديث صححه الألباني في "تحريم آلات الطرب". الوجه الخامس: ما رواه أبو أبو داود وأحمد وغيرهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله حرم عليَّ أو حرم الخمر والميسر والكوبة، وكل مسكر حرام.
( [2]) أبو
مالك
الأشعري،
اختُلف في
اسمه، فقيل:
عُبيد، وقيل:
عبد الله،
صحابي جليل. مات في طاعون
عمواس، عام 18هـ. ينظر: ابن
حجر، التقريب 1199. ( [3]) العلَم:
الجبل الطويل. ينظر: القاموس
المحيط
3/302. ( [4]) أخرجه
البخاري في
الصحيح، رقم
5590، وابن حبان في
6754، وأخرجه من
طريق آخر:
أحمد في المسند
5/342، وابن حبان
في الصحيح ،
رقم 6758. ( [5]) عبد
الأشعري. مختلف في
صُحبته. مات
سنة 78 هـ. ابن
حجر، التقريب 595. ( [6]) أخرجه
ابن ماجه في
السنن، رقم 4069،
وابن أبي شيبة
في المصنف 7/465،
وصححه ابنُ
تيمية في
إقامة الدليل
6/37، وابن القيم
في إغاثة اللهفان
1/278.