من هنا انطلقت بعض الشبهات التي زعمت عدم التفرقة بين التعاملات الإسلامية مع غيرها المعتمدة على الربا الصريح لظنهم أنها لا تتعامل بسلع، وتوثيق هذه الشبهات في القرآن الكريم رسالة تأكيد أن تلك الشبهات قابلة للتكرار وإن كانت بصيغ أخرى وتبريرات مختلفة. يعرف البيع على أنه نقل ملكية عين (عقار أو سلعة) من ذمة إلى ذمة أخرى بثمن محدد، واستخلص الفقهاء له جملة من الشروط والأحكام من القرآن والسنة، حيث يعد من أهم شروطه (التراضي) علاوة على الشروط التقليدية الأخرى كالبلوغ والعقل، بينما يشترط في المبيع ثمنًا كان أو مثمنًا (سلعة) أن يكون مالاً متقومًا (طاهرًا) حيث لا يجوز بيع الأشياء النجسة والمحرمة كالميتة والخنزير والخمر.. ما حكم التعامل بالربا في الاسلام وهل الربا مثل البيع - موقع محتويات. إلخ. وأن يكون منتفعًا به انتفاعا شرعيا، وأن يكون مقدورًا على تسليم، وأن يكون المبيع والثمن معلومين منعا للجهالة والغبن والغرر، وألا يكون مؤقتًا. وللتعرف على البيع بصورة أكثر دقة نحتاج إلى استيعاب أقسامه بحسب الاعتبارات المتعددة، حيث يقسم باعتبار مبادلة السلعة إلى أربعة أقسام: 1. البيع المطلق: هو مبادلة العين بالنقد وهو أشهر الأنواع، ويتيح للإنسان المبادلة بنقوده على كل ما يحتاج إليه من الأعيان.
- البيع: أركانه و شروطه و أنواعه :: الإستبرق للعلوم الشرعية
- ما حكم التعامل بالربا في الاسلام وهل الربا مثل البيع - موقع محتويات
- حكم الربا في الإسلام والديانات الأخرى - مقال
البيع: أركانه و شروطه و أنواعه :: الإستبرق للعلوم الشرعية
إلا أن جمهور الفقهاء يرون جواز بيع التقسيط وهو بيع الشيء بأكثر من سعر يومه لأجل تأجيل زمن الدفع ، وذلك لعموم الأدلة التي تبيح البيع ، ومن ذلك قول الله تعالى: { وأحل الله البيع} وهو عام في إباحة كل بيع إلا ما خص الدليل بالتحريم ، ولا يوجد دليل يخصص هذا العموم،
وذهب بعض آل البيت كزيد العابدين وبعض فقهاء الزيدية إلى أنه حرام، لحديث أحمد والنسائي والترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من باع بيعتين في بيعة فله أوكسهما أو الربا". وحمل الجمهور هذا الحديث الذي يفهم منه التحريم على أنه إذا عرض البائع السلعة على المشتري فيقول له: بعتك هذه السلعة نقدا بكذا، وإلى سنة بكذا، ويترك له الخيار وينصرف دون تحديد واحد منهما، أما إذا حدد المشتري قبول البيع بواحدة منهما فجائز. أما ما يذهب إليه البعض من جواز فوائد البنوك اليوم فهو ربا شر من ربا الجاهلية، ذلك أن ربا الجاهلية كان الرجل يقرض الرجل بلا زيادة ابتداء على أجل، كأن يقرضه ألف دينار إلى سنة، فلا يأخذ عليه زيادة إن رد الرجل الألف في موعدها، لكنه يزيد عليه إن لم يستطع الإنسان السداد في موعده، فكان الجاهليون لا يدخلون في الربا ابتداء، وإنما عند العجز عن السداد، أما اليوم، فإن البنوك تتعاقد على الربا بمجرد توقيع عقد الربا، ولا ينظرون الناس كما كان الجاهليون يفعلون، فقد كان المرابون من الجاهلين أرحم بالمقترضين ألف مرة من البنوك المرابية اليوم.
ما حكم التعامل بالربا في الاسلام وهل الربا مثل البيع - موقع محتويات
إقرأ أيضا:
البركة في المعاملات والمال
مبطلات الصيام
التمييز بين ربا النسيئة والنَّساء في الاصطلاح
إنا فتحنا لك فتحا مبينا
وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو
حكم الربا في الإسلام والديانات الأخرى - مقال
بقلم: حمد فاروق الشيخ.
قَال اللَّهُ تَعَالَى:
لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ الثَّانِيَةُ: الْمَحْقُ. قَال تَعَالَى: (يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا) وَالْمُرَادُ الْهَلاَكُ وَالاِسْتِئْصَال، وَقِيل: ذَهَابُ الْبَرَكَةِ وَالاِسْتِمْتَاعِ حَتَّى لاَ يَنْتَفِعَ بِهِ، وَلاَ وَلَدُهُ بَعْدَهُ. الثَّالِثَةُ: الْحَرْبُ. قَال اللَّهُ تَعَالَى: فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ. حكم الربا في الإسلام والديانات الأخرى - مقال. الرَّابِعَةُ: الْكُفْرُ قَال اللَّهُ تَعَالَى: (وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) وَقَال سُبْحَانَهُ بَعْدَ ذِكْرِ الرِّبَا: (وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُل كَفَّارٍ أَثِيمٍ) أَيْ: كَفَّارٍ بِاسْتِحْلاَل الرِّبَا، أَثِيمٍ فَاجِرٍ بِأَكْل الرِّبَا. الْخَامِسَةُ: الْخُلُودُ فِي النَّارِ. قَال تَعَالَى: وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ. رابعاً: حكمة تحريم الربا: ذكر العلماء لِتَحْرِيمِ الرِّبَا حِكَمًا تَشْرِيعِيَّةً كثيرة، وأن أضراره اجتماعية وخلُقيّة ودينية، تعتمد على نفع الذات والتسلط على أموال الآخرين من ذلك:
١. أَنَّ الرِّبَا يَقْتَضِي أَخْذَ مَال الإْنْسَانِ مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ؛ لأِنَّ مَنْ يَبِيعُ الدِّرْهَمَ بِالدِّرْهَمَيْنِ نَقْدًا أَوْ نَسِيئَةً تَحْصُل لَهُ زِيَادَةُ دِرْهَمٍ مِنْ غَيْرِ عِوَضٍ، وَمَال الْمُسْلِمِ مُتَعَلِّقُ حَاجَتِهِ، وَلَهُ حُرْمَةٌ عَظِيمَةٌ ففي حديث:
كُلُّ المُسْلِمِ على المُسْلِمِ حَرامٌ، دَمُهُ، ومالُهُ، وعِرْضُهُ.