حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان ، عن عاصم ، عن أبي رزين ، عن ابن عباس ( فلولا أنه كان من المسبحين) قال: من المصلين. حدثنا ابن بشار قال: ثنا عبد الرحمن قال: ثنا سفيان ، عن أبي الهيثم ، عن سعيد بن جبير ( فلولا أنه كان من المسبحين) قال: من المصلين. وقفة مع قوله سبحانه: ﴿فَلَولا أَنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحينَلَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾ – الإسلام كما أنزل. حدثنا أبو كريب قال: ثنا ابن يمان ، عن أبي جعفر ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ( فلولا أنه كان من المسبحين) قال: كان له عمل صالح فيما خلا. حدثنا محمد بن الحسين قال: ثنا أحمد بن المفضل قال: ثنا أسباط ، عن السدي ، في قوله ( من المسبحين) قال: المصلين. [ ص: 110] حدثني يعقوب بن إبراهيم قال: ثنا كثير بن هشام قال: ثنا جعفر قال: ثنا ميمون بن مهران قال: سمعت الضحاك بن قيس يقول على منبره: اذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة ، إن يونس كان عبدا لله ذاكرا ، فلما أصابته الشدة دعا الله فقال الله: ( لولا أنه كان من المسبحين للبث في بطنه إلى يوم يبعثون) فذكره الله بما كان منه ، وكان فرعون طاغيا باغيا فلما أدركه الغرق قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين ( آلآن وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين) قال الضحاك: فاذكروا الله في الرخاء يذكركم في الشدة.
- وقفة مع قوله سبحانه: ﴿فَلَولا أَنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحينَلَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾ – الإسلام كما أنزل
وقفة مع قوله سبحانه: ﴿فَلَولا أَنَّهُ كانَ مِنَ المُسَبِّحينَلَلَبِثَ في بَطنِهِ إِلى يَومِ يُبعَثونَ﴾ – الإسلام كما أنزل
أي أن الفعل يونس صلى الله عليه وسلم الذي فعل، وكان السبب في أن يلتقمه الحوت، هو ذهابه عن قومه قبل أن يأذن الله له. لو تأملت حالة يونس صلى الله عليه وسلم، لوجدت أنه قد أدى مهمته، ودعا قومه، وكذبوه حتى استحقوا وعيد الله، وبالفعل بدأت بوادر العذاب تظهر، فخرجوا يتضرعون إلى الله عز وجل، ونفعهم ذلك كما قال ربنا حاكيا عنهم:
﴿ فَلَولا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إيمانُها إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ ﴾ [ يونس: ٩٨]
و لوجدت أن يونس صلى الله عليه وسلم لم يفعل سوى أنه ذهب عن قومه غاضبا عليهم قبل أن يأذن الله، ومع ذلك وقع في هذا البلاء الشديد …
يقذف في البحر، تصور أنك تقذف بالبحر العميق، والأمواج العالية، تخيل مدى الخوف الذي ستشعر به. بمجرد السقوط في البحر بين الأمواج، يلتقمه الحوت فينقطع الأمل في النجاة
إذا كان هذا فعل الله مع رسول كريم فضله على العالمين بسبب أنه خرج قبل أن يؤذن له، فكيف سيكون فعله بي أنا، وبك أنت، ونحن نعصي الله دوما ولا حول ولا قوة إلا بالله. فلولا أنه كان من المسبحين. تأمل قصة يونس صلى الله عليه وسلم، وسوف تعلم أننا على خطر كبير، فلقد صرنا نأمن مكر الله فعلا، نقع في المعاصي والعياذ بالله، ولا نلقي لها بالا، فقد تعودنا عليها من أنفسنا، ومن محيطنا، فصار قول الحق سبحانه:
﴿ كَلّا بَل رانَ عَلى قُلوبِهِم ما كانوا يَكسِبونَ ﴾[المطففين: ١٤]
وصفا دقيقا لحالة قلوبنا مع المعاصي.
⁕ حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء جميعا، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله ﴿شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ قال: غير ذات أصل من الدُّبَّاء، أو غيره من نحوه. وقال آخرون: هو القرع. ⁕ حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، قوله ﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ قال: القرع. ⁕ حدثنا محمد بن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله، أنه قال في هذه الآية: ﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ قال: القرع. ⁕ حدثني مطر بن محمد الضبيّ، قال: ثنا عبد الله بن داود الواسطي، قال: ثنا شريك، عن أبي إسحاق عن عمرو بن ميمون الأودي، في قوله ﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾ قال: القرع. ⁕ حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ﴿وَأَنْبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ﴾: كنَّا نحدَّث أنها الدُّبَّاء، هذا القرع الذي رأيتم أنبتها الله عليه يأكل منها. ⁕ حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: ثني أبو صخر، قال: ثني ابن قسيط، أنه سمع أبا هُرَيرة يقول: طرح بالعراء، فأنبت الله عليه يقطينة، فقلنا: يا أبا هريرة وما اليقطينة؟ قال: الشجرة الدُّبَّاء، هيأ الله له أروية وحشية تأكل من خَشاش الأرض -أو هَشاش- فتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت.