(53) ثم أخبر جل ثناؤه خلقه بصفته، وعيدًا منه لمن عبد غيره، أو أشرك في عبادته أحدًا سواه، فقال: " هو العزيز " الذي لا ينصر من أرادَ الانتقام منه أحدٌ، ولا ينجيه منه وَأْلٌ ولا لَجَأٌ، (54) وذلك لعزته التي يذلُّ لها كل مخلوق، ويخضع لها كل موجود. (55) ثم أعلمهم أنه " الحكيم " &; 6-169 &; في تدبيره وإعذاره إلى خلقه، ومتابعة حججه عليهم، ليهلك من هلك منهم عن بيّنة، ويحيا من حيَّ عن بينة، (56) كما:- 6571 - حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير قال: ثم قال - يعني الرب عز وجل -: إنـزاهًا لنفسه، وتوحيدًا لها مما جعلوا معه: " لا إله إلا هو العزيز الحكيم "، قال: العزيز في انتصاره ممن كفر به إذا شاء، (57) والحكيم في عُذْره وحجته إلى عباده. (58) 6572 - حدثني المثنى قال، حدثنا إسحاق قال، حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: " لا إله إلا هو العزيز الحكيم "، يقول: عزيز في نقمته، حكيمٌ في أمره. __________________________ الهوامش: (49) في المطبوعة: "ممن صوره" بإسقاط الفاء من أولها. والصواب من المخطوطة. هو الذي يصوركم في الارحام كيف يشاء. (50) "أي" ساقطة من المخطوطة والمطبوعة ، وأثبتها من سيرة ابن هشام ، وقد مضى نهج ابن إسحاق على ذلك في الآثار السالفة.
(006) قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ.. } الآية - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت
لو نظرت إلى كل شيء العين في هذا الموضع في هذا التجويف بين العظام، وهذه الجفون فوقها كالمسّاحات، وهذه العين المالحة تجلوها وتغسلها، ويكون ذلك النبع بقدر حاجته فيجم في أحواله العادية لكنه لا يجف فإذا حصل ما يحصل من العوارض من شيء يدخل في عينه من رمل أو نحو هذا فاضت هذه القناة بالدموع من أجل أن تغسل هذه العين، فإذا انتفت الحاجة جمت. وقل مثل ذلك في الغُدد اللُعابية في نواحي مختلفة في الفم، فإنها تُفرز بالقدر الذي يحصل به البلل للسان ونحوه في الفم، فإذا كان عند مضغ الطعام تحركت بصورة تلقائية من غير أن يضغط على شيء في جسده فتُفرز بحسب ذلك الطعام من أجل سهولة المضغ والبلع، وقل مثل ذلك في حال الأنف وكونه إلى أسفل، هذا تكلمنا عليه كثيرًا في الكلام على الأسماء الحسنى، لاسيما الخالق البارئ المصور. (006) قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ.. } الآية - الموقع الرسمي للشيخ أ. د. خالد السبت. وهكذا أيضًا في قوله -تبارك وتعالى-: الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [آل عمران:6] بعد ذكر الإلهية لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ [آل عمران:6]، وهذا باعتبار أن هذه الأمور من التخليق والتصوير في الأرحام أن ذلك لا يكون إلا من كان متصفًا بهذه الصفات، وذلك أيضًا من كمال إلهيته -تبارك وتعالى-، هذا ما يتعلق بهذه الآية الكريمة. وأسأل الله أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين، والله أعلم.
(51) الأثر: 6567 - هو من بقية الآثار التي آخرها رقم: 6566 عن ابن إسحاق. (52) الأثر: 6569- قد مضى الكلام في هذا الإسناد في رقم: 168. وحديث خلق الآدمي في بطن أمه بغير هذا اللفظ ، وبغير هذا الإسناد في مسلم 16: 189-195 ، وفي البخاري في كتاب "بدء الخلق" في باب ذكر الملائكة. وفي كتاب "الحيض" باب: مخلقة وغير مخلقة. (53) قوله: "ولجميع من ادعى... " معطوف على قوله: "وتكذيب للذين قالوا.. ". (54) "وأل" (بفتح الواو وسكون الهمزة ، على وزن سمع): هو الموئل ، وهو الملجأ الذي يفر إليه الخائف. و "لجأ" (بفتح اللام والجيم): هو الملجأ ، وهو المعقل الذي يحتمى به. (55) انظر فهارس اللغة (عزز) فيما سلف. (56) انظر فهارس اللغة (حكم) فيما سلف. (57) في المطبوعة والمخطوطة: "في نصرته" وهو خطأ في المعنى ، فإن "النصرة" ، اسم من "النصر" وهو لا مكان له هنا. وأما "الانتصار" فهو: الانتقام. وانتصر منه: انتقم. (58) في ابن هشام: "في حجته وعذره إلى عباده" ، وهي أجود لمكان "إلى" من الكلام. أعذر إليه إعذارًا وعذرًا: بلغ الغاية في إرشاده حتى لم يبق موضع للاعتذار.
الشيخ محمد صنقور يتكلم القرآن عن جنة عرضها السموات والأرض فكم طولها؟ ولماذا لم يذكر الطول في الآيات؟ وأين تقع جهنم؟ ــــــــــــــــــــ المراد من العرض في الآية الشَّريفة -كما استظهر الكثير من المفسرين- هو السعة وليس هو العرض المقابل للطول. وعليه يكون معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾آل عمران/133، أنّ سعة الجنّة هي سعة السماوات والأرض طولاً وعرضًا. وليس المراد من الآية أنَّ الجنة يكون موقعها السماوات والأرض حتى يُسئل عن موقع النار، فإنَّ الأرض الدنيوية سوف لن تكون هي بعينها في الآخرة وكذلك السماوات. وهذا ما يستفاد من قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾إبراهيم/48، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾الأنبياء/104، وقوله تعالى: ﴿والسماوات مطويات بيمينه﴾الزمر/67، وقوله تعالى: ﴿إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا / وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا / فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا﴾الواقعة/4-6، وغيرها من الآيات المباركة. فالآيات لم تتصد لتحديد موقع الجنة كما أنها لم تتصد لتحديد موقع النار ولم نجد في الروايات ما يمكن الاعتماد عليه في تحديد موقع النار.
معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾ | مركز الهدى للدراسات الإسلامية
﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾
سماحة الشيخ محمد صنقور - عدد القراءات: 2281 - نشر في: 08-نوفمبر-2007م
معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾
المسألة:
يتكلم القران عن جنة عرضها السموات والأرض فكم طولها؟ ولماذا لم يذكر الطول في الآيات؟ وأين تقع جهنم؟
الجواب:
المراد من العرض في الآية الشَّريفة -كما استظهر الكثير من المفسرين- هو السعة وليس هو العرض المقابل للطول، وعليه يكون معنى قوله تعالى: ﴿جَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ﴾ آل عمران/133، أنّ سعة الجنّة هي سعة السماوات والأرض طولاً وعرضًا. وليس المراد من الآية أنَّ الجنة يكون موقعها السماوات والأرض حتى يُسئل عن موقع النار، فإنَّ الأرض الدنيوية سوف لن تكون هي بعينها في الآخرة وكذلك السماوات. وهذا ما يستفاد من قوله تعالى: ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ إبراهيم/48، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ﴾ الأنبياء/104، وقوله تعالى: ﴿والسماوات مطويات بيمينه﴾ الزمر/67، وقوله تعالى: ﴿إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا / وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا / فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا﴾ الواقعة/4-6، وغيرها من الآيات المباركة.
القرآن الكريم - تفسير ابن كثير - تفسير سورة آل عمران - الآية 133
يقول جل و علا { و سارعوا إلى مغفرة من ربِّكم و جنّةٍ عرضها السماوات و الأرض أُعدّت للمُتّقين} آل عمران 133، { سابقوا إلى مغفرة من ربكم و جنة عرضها كعرض السماوات و الأرض أعدت للذين آمنوا بالله و رسله ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله ذو الفضل العظيم} (الحديد / 21) جنة عرضها السماوات و الأرض...... بلاغة و إعجاز قرآني عظيم!!
&Quot;وجنة عرضها كعرض السماوات والأرض&Quot;.. إذا كان عرضها أوسع مما نعرف فما طولها؟
۞ وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) قوله تعالى: وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين فيه مسألتان: الأولى: قوله تعالى: وسارعوا قرأ نافع وابن عامر " سارعوا " بغير واو; وكذلك هي في مصاحف أهل المدينة وأهل الشام. وقرأ باقي السبعة وسارعوا. وقال أبو علي: كلا الأمرين شائع مستقيم ، فمن قرأ بالواو فلأنه عطف الجملة على الجملة ، ومن ترك الواو فلأن الجملة الثانية ملتبسة بالأولى مستغنية بذلك عن العطف بالواو. والمسارعة المبادرة ، وهي مفاعلة. وفي الآية حذف. أي سارعوا إلى ما يوجب المغفرة وهي الطاعة. قال أنس بن مالك ومكحول في تفسير ( سارعوا إلى مغفرة من ربكم): معناه إلى تكبيرة الإحرام. وقال علي بن أبي طالب: إلى أداء الفرائض. عثمان بن عفان: إلى الإخلاص. الكلبي: إلى التوبة من الربا. وقيل: إلى الثبات في القتال. وقيل غير هذا. والآية عامة في الجميع ، ومعناها معنى فاستبقوا الخيرات وقد تقدم. الثانية: قوله تعالى: وجنة عرضها السماوات والأرض تقديره ( كعرض) فحذف المضاف; كقوله: ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة; أي إلا كخلق نفس واحدة وبعثها.
فالآيات لم تتصد لتحديد موقع الجنة كما أنها لم تتصد لتحديد موقع النار ولم نجد في الروايات ما يمكن الاعتماد عليه في تحديد موقع النار. ولعل منشأ السؤال عن موقع النار هو توهّم أن الجنة إذا كانت تستوعب السماوات والأرض فإنه لن يبقى موقع تكون فيه النار إلا أن هذا التوهم خاطئ، لأن قدرة الله جل وعلا مطلقة لا يحدُّها شيء، فكما خلق السماوات والأرض فإنه قادر على أن يخلق مثلهن قال تعالى: ﴿أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُم بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ / إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ / فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ يس/81-83.
الدار نبهت كذلك إلي ، إن الذين يسارعون إلى مغفرة الله لهم فهم الذين كتبهم الله سبحانه وتعالى من عباده المتقين الذين أعد لهم الجنة وهيأها وجهزها ومن أول صفات المتقين أنهم ينفقون أموالهم فى السراء أي فى سبيل الله وعلى أي حال وأي وقت. واعتبرت فتوي الدار ، أن العفو من صفات المحسنين، ويقول الله تعالى {وَ الْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ * وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} مشيرة إلي أن عباد الله الصالحين تترقرق الرحمة في قلوبهم، يتعاملون مع الكون وكأنه حي مدرك، ويتعاملون معه برفق، عبد من عباد الرحمن؛ يمشي على الأرض هونًا، ويعتذر لخلق الله، ويقدر حالهم من الجهل والجهالة «وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» يسلمون من الناس، ويسلم الناس منهم بصبرهم وحلمهم؛ فلا يعتدون عليهم بمثل ما يعتدى عليهم بل إنهم يصبرون لله وبالله. اجر من تحمل ألم الصبر بل أن الله تعالي بين لنا أجر الصابرين وجزاء من تحمل ألم الصبر، يصبرون لله رب العالمين وهم قادرون على الرد، وقادرون على رد العدوان بالعدوان، بل إنه قد أبيح لهم ذلك، ولكن الله رقى حالهم، وجعل الصبر أحلى وأعلى «وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا» خاطبوهم بالجهل بشأنهم وما هم عليه، أو بالجهالة عليهم والتطاول في الخطاب، إلا أنهم لا يواجهونهم إلا بالسلام، فالقول السلام يشمل الفعل السلام، فهم- رحمة بهم- يحلمون عليهم، وكأنهم يسدون عليهم موارد الفساد، وكأنهم يسدون عليهم موارد النزاع والخصام